ان معظم النطاقات الجبلية عالية المنسوب في القارة تتجه سلاسلها بصورة عامة من الغرب الى الشرق مما ساعد على توغل المؤثرات البحرية الملطفة لدرجات الحرارة نحو شرقي القارة دون اية عوائق طبيعية تذكر وخاصة في نطاق السهل الاوربي العظيم الذي يمثل مسارا او معبرا للتيارات الهوائية والرياح في اتجاهها العام بين غربي القارة وشرقها.

واسهم الامتداد العرضي لمعظم السلاسل الجبلية بين الشرق والغرب في الحيلولة دون وصول الكتل الهوائية الباردة الهابة من الشمال الى جنوبي القارة خلال شهور الشتاء، كما حالت نفس السلاسل الجبلية دون وصول المؤثرات الدفيئة السائدة في جنوبي القارة الى النطاقات الوسطى والشمالية من القارة مما اسهم في الانخفاض الشديد لدرجات الحرارة السائدة في النطاقات المشار اليها عكس مثيلتها في الجنوب.

ولتوزيع مظاهر السطح وتباين مناسيبها فوق مستوى سطح البحر تأثيرا مباشرا على كل من درجات الحرارة السائدة وتوزيع الامطار وكميتها السنوية فبينما تبلغ كمية الامطار السنوية 34 بوصة في مدينة ميلانو بحوض نهر البو تصل هذه الكمية الى اكثر من 50 بوصة سنويا في نطاق مرتفعات الالب بشمالي ايطاليا.

ورغم ان الامطار السنوية لا تتجاوز 30 بوصة في الاراضي السهلية بشمالي المانيا، الا انها تتراوح بين 40 - 80 بوصة في الاقاليم الجبلية عالية المنسوب بجنوبي المانيا. وتتباين درجات الحرارة في النطاقات الجبلية والهضبية تبعا لعوامل الارتفاع فوق مستوى سطح البحر، كما تختلف كمية الامطار الساقطة تبعا لعاملي مظاهر السطح واتجاه الرياح المحملة ببخار الماء حيث تسقط الامطار الغزيرة فوق السفوح الجبلية عالية المنسوب وخاصة في حالة مواجهتها للرياح الممطرة لذا تعد النطاقات الوسطى من اوربا وغربي كل من ايرلندا وبريطانيا واسكندناوه والبلقان، بالإضافة الى شمالي اسبانيا هي اغزر جهات القارة مطرا بتأثير عامل مواجهة اشكال السطح الرئيسية فيها للرياح المحملة ببخار الماء.

ويمكن حصر مظاهر السطح باوربا في خصائص العناصر المناخية السائدة فيها في المحاور الرئيسية التالية:

أ- يشكل السهل الاوربي العظيم معبرا او طريقا عرضيا مفتوحا بين الشرق والغرب يسمح بمرور الرياح العكسية (الغربية) والاعاصير المصاحبة لها الى جهات واسعة من وسط وشرقي القارة.

ب- تمثل الثغرة الممتدة بين مرتفعات الاورال شمالا والقوقاز جنوبا طريقا مفتوحا تسلكه المؤثرات القارية (المتطرفة) الهابة من اليابس الاسيوي والمتجهة الى شرقي اوربا، وتتمثل هذه المؤثرات اساسا في الكتل الهوائية شديدة البرودة خلال الشتاء، والكتل الهوائية الساخنة خلال شهور الصيف.

جـ- حالت مرتفعات واسكندناوه في الشمال بامتدادها بين الشمال الشرقي والجنوب الغربي دون وصول المؤثرات البحرية الملطفة لدرجات الحرارة الى الجهات الواقعة الى الشرق منها والتي تضم مساحات واسعة من السويد، بالإضافة الى فنلندا ودول البحر البلطي (استونيا، لاتفيا، ليتوانيا) والاجزاء الشمالية والغربية من روسيا الاتحادية.

د- يشكل مضيق جبل طارق في اقصى الجنوب الغربي للقارة منفذا يمر من خلاله الانخفاضات الجوية الهابة من الغرب صوب الشرق والتي يتعرض لها اقليم البحر المتوسط في جنوبي اوربا خلال شهور الشتاء.