للأسف لم تكشف عمليات التنقيب الاثري اي نوع من الابنية التي تعود الى هذا العصر مما يجعل ثقافتنا العمرانية ناقصة بعض الشئ ونامل بعد ان كشفت اعمال التنقيب الجارية في تل (ابلا) قصرا يعود الى الفترة الاكادية ان نوفق مستقبلا بالكشف عن معبد او معابد تمكن الدارسين من اعطائنا فكرة عن اسلوب العمارة الدينية والمدنية بشكل جيد. اذ لابد ان يكون قد حدث تحول ما في هذه الفترة بعد ان آلت السلطة السياسية الى يد الساميين الذين يطلق عليهم اسم الاكاديين نسبة الى عاصمتهم آكاد.

لقد ازدهرت الاعمال العمرانية بشكل واسع وعلى الاخص بناء المعابد في العصر الذي تلا فترة الحكم الكوتي, الذي دام حوالي 100عام, وتسبب في خراب الحضارة التي نهضت على يد السومريين والأكاديين وقد سمي هذا العصر بعصر اليقضة السومرية.

ويعتقد علماء الاثار ان المعابد المكتشفة في هذا العصر يجب ان تكون امتداد لنماذج ظهرت في العصر الاكادي وقد ثبت من خلال اعمال التنقيب في مواقع كثيرة ان الابنية المشيدة في عصور سابقة للعصر الاكادي ما زالت تستخدم في هذا العصر ايضا.

رغم ان الحكم الاكادي لم يعمر طويلا(150سنة), حكمت خلالها(3-4) اجيال من سلالة اسرة قوية ومهيبة الا ان دراسي حضارات الشرق القديم استطاعوا ان يميزوا بوضوح فنا اكاديا مستقلا يختلف عما سبقه من سومري, وتطورا ملحوظا لهذا الفن عبر هذه الحقبة التاريخية القصيرة ولا يمكن ان نعتبر هذا صدفة اذ ان طبيعة النفس الاكادية مغايرة للطبيعة السومرية الهادئة والساكنة, فالأكاديون على النقيض من السومريين لا يعرفون السكينة والهدوء, وهم دائما في حركة دائبة وتطور لايعرف الركود والمزية الاساسية في الفن الاكادي انما تكمن في نزعة الجمود عن التماثيل الصامتة فالحركة وحدها هي التي تشبع احساس الاكادي بالحياة وتميزه عن شعوب المنطقة.