أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-24
1230
التاريخ: 2023-04-20
1175
التاريخ: 3-10-2014
5606
التاريخ: 28-09-2014
7790
|
قال تعالى : {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ}[يونس :4] .
ان مسألة بداية الخلق وإعادته هي إحدى المشكلات الفلسفية الكبرى . . فبعض الناس يقولون :
ان الكون وجد من تلقاء نفسه ومن غير موجد . . وهؤلاء أشبه بمن رأى كلاما مكتوبا ، فقال : انه وجد صدفة ، لا لشيء الا لأنه لم ير الكاتب رأي العين .
ان الذي خطَّ سطور الكون أعظم بكثير من الذي خط حبرا على ورق ، والعيون أحقر من ان تراه ، ورأته العقول من الطرق التي تؤدي حتما إلى الايمان . . وقد وضعنا في هذه الطرق كتابين : « اللَّه والعقل » و « وفلسفة المبدأ والمعاد » ، ولخصنا بعضها في ج 1 ص 59 و ج 2 ص 230 من هذا التفسير .
اما بعث الأموات وإعادتهم ثانية للحساب والجزاء فقد نزل به الوحي ، ولا يأباه العقل فوجب التصديق والايمان به .
وقد بيّن سبحانه الحكمة من إعادة الموتى بقوله : {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ} [يونس: 4] أقدر اللَّه سبحانه الإنسان على الفعل ، ومنحه عقلا يميز به بين الخير والشر ، ونهاه عن هذا ، وأمره بذاك ، فأطاعه من أطاع ، وعصاه من عصى ، ثم مضى كل إلى حفرته ، دون ان يثاب المطيع ويعاقب العاصي ، بل ان كثيرا من العصاة طغوا وبغوا ، وملأوا الأرض ظلما وجورا ، ولم يحاسبهم محاسب ، ويسألهم سائل ، فإن افترض انه لا بعث ولا حساب غدا فمعنى هذا ان الظالم والمظلوم ، والمؤمن والكافر عند اللَّه سواء ، بل الكافر به خير وأفضل عنده من المؤمن ، والطاغية المفسد أكرم على اللَّه ممن استشهد في سبيل مرضاته . .
ولا شك في ان هذا يتنافى مع عدل اللَّه وحكمته وقدرته ، بل ومع وجوده . .
تعالى اللَّه عن ذلك علوا كبيرا . . وقد رأينا كثيرا من المظلومين يصرخون من الأعماق قائلين : لو كان اللَّه موجودا لما أبقى طاغية على وجه الأرض . . وليس هذا القول الا انعكاسا عن غريزة الايمان بوجود عادل قادر يقتص للمظلوم من الظالم ، ولكنهم تعجلوا القصاص لحرقة الألم ، وذهلوا عن فطرتهم التي فطرهم اللَّه ( 1 ) فقالوا ما قالوا .
كتبت في اثبات البعث والحساب والجزاء مؤلفات ومقالات وعند تفسير الآيات المتصلة بذلك ، وتعيدني إليه الآن الآية التي أفسرها ، وقد أوحت إليّ بأن أقوى الأدلة على ثبوت البعث قوله تعالى : {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [غافر: 17]. وهي بمعنى الآية التي نفسرها ، ولكنها أوضح . . انها تحمل برهانها معها ، وتدل على نفسها بنفسها . . اليوم تجزى كل نفس بما كسبت . ولما ذا ؟ لأنه لا ظلم عند اللَّه ، بل هو سريع الحساب . والتحليل العقلي لهذه القضية انه لو لا هذا اليوم الذي تجزى فيه كل نفس بما كسبت لكان اللَّه ظالما ، ووجوده نقمة ، وتكليفه عبثا . . سبحانه وتعالى عما يصفون . . والنتيجة الحتمية لهذا المنطق ان كل من أنكر البعث والحساب والجزاء فقد أنكر وجود اللَّه من حيث يريد أو لا يريد .
_________________________
1- انظر تفسير الآية 41 من الأنعام ، فقرة « اللَّه والفطرة »
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يواصل إقامة دوراته القرآنية لطلبة العلوم الدينية في النجف الأشرف
|
|
|