المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

paralanguage (n.)
2023-10-21
تغذية الأنهار
6-1-2016
زاوية ميل المستقيم Gradient Line Angle
13-11-2015
Alexander Wilhelm von Brill
17-1-2017
خلافة موسى الهادي
26-7-2017
نقل الهيدروجين بالأنابيب
17-7-2016


الحسن الفعلي والحسن الفاعلي  
  
1229   01:51 صباحاً   التاريخ: 2023-08-24
المؤلف : الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القرآن
الجزء والصفحة : ج2 ص567-569.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

الحسن الفعلي والحسن الفاعلي

 

قال تعالى : {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 25].

 

في القرآن الكريم عادة يذكر الإيمان والعمل الصالح سوية، وعندما يذكر أحدهما منفرداً فلابد أن يكون مقيد. بالطبع قد يذكر الإيمان أولاً تارة، كما في  الآية  مورد البحث، وقد يأتي - لفظاً - بعد العمل الصالح تارة أخرى، إلا أن تقدمه عليه أو تزامنه معه يكون ملحوظاً؛ كقوله: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97]. حيث إن العمل الصالح هنا مطروح في حال إيمان الشخص العامل. وبحسب الثقافة القرآنية فإن العمل الصالح هو ذلك العمل الذي يكون مطابقاً لأحد منابع الدين.

فعبارة (الذين آمنوا) تحكي الحسن الفاعلي، و(عملوا الصالحات) ناظرة إلى الحسن الفعلي: أي، إن البشارة بالجنة تخص أولئك الذين

يمتازون بالعمل الصالح، مضافا إلى اعتقادهم بالمبدإ، والمعاد، وسائر أصول الدين.

وبناء على ما مر، فإن من يمتلك الحسن الفاعلي فقط وليس له أي حسن فعلي، فإنه لا يكون مشمولاً بالبشارة بالجنة؛ كما يقول سبحانه وتعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158] . إن جملة كسبت في إيمانها خيراً معطوفة على (امنت) وتعني: إذا كان للشخص إيمان (حسن فاعلي) لكنه لم يمارس أي عمل خير (حسن فعلي)

فلن ينفعه الإيمان في مضمار النجاة من اصل العذاب، وهو يشبه الذي لم يؤمن، إلاً في الخلود فهما مختلفان؛ وذلك لأن العمل الصالح هو بمثابة الغصن لشجرة الإيمان التي هي شجرة طوبى، وأن الاعتقاد هو بمنزلة جذرها، وما من شجرة تثمر من دون أغصان، حتى وإن كانت جذورها حية.

كذلك فإن الذي يعمل عملاً صالحاً (الحسن الفعلي) لكنه يفتقر إلى الحسن الفاعلي (الإيمان والنية الخالصة)، فهو لن يدخل الجنة؛ كما لو مارس عمل الخير بدافع حب النوع، لا على خلفية الاعتقاد بالله ويوم الحساب. هذا على الرغم من تمتع الشخص، في هذه الحالة، بالبركات الدنيوية لهذا العمل، وإن مثل هذا العمل المفيد قد يكون مدعاة للتخفيف من عذابه في الاخرة.

أما السر في عدم كفاية الحسن الفعلي بلا حسن فاعلي لدخول الجنة، فهو أن الميزان والمعيار في تأثير العمل هو إرادة الإنسان ونيته من وراء هذا العمل، فالشخص الذي يعتقد بأن حياة الإنسان إنما تبدأ بالولادة وتختم بالموت، وأنه ما من شيء سيحدث بعد الموت: {إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} [المؤمنون: 37] فلن تكون نيته وإرادته لما بعد الموت؛ إذن فإن عمله سيبقى في مستوى الدنيا، ولن يصل إلى العالم الآخر، وبعد نشأة الدنيا سيرى نفسه وحيداً؛ كما يقول القرآن الكريم في حق الكافرين: إن أعمال هؤلاء أشبه بسراب في صحراء حيث يحسبه الظمآن ماء: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا} [النور: 39]. فعند ما تكون الأعمال ا لعبا دية للكفار، الذين كانوا يتخضعون للأوثان، سراباً فإن نشاطاتهم الاجتماعية ستكون سراباً حتماً، وإن احتفظت بآثارها المادية في الدنيا.

تنويه: 1. أحياناً، وبدلاً من قيدي الإيمان والعمل الصالح، يذكر القرآن التقوى التي تجمع القيدين: كما في  الآية : {لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 15]: وذلك لأن غير المؤمن ليس بمتق، كما أن المؤمن غير العادل غير متق أيضاً. 2. لما كان محور الإيمان ومدار العمل الصالح معروفاً وقد بين بشكل كامل في آيات أخرى سبقت في نزولها  الآية  محل البحث، فإنه لم يتطرق إلى شرح متعلق الإيمان والعمل الصالح في  الآية  مورد التفسير.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .