وهم فريق من الكنعانيين الساميين، اتجهوا نحو الساحل السوري واطلق عليهم الاغريق هذه التسمية نسبة الى الصباغة الحمراء التي اشتهروا بها في صناعتهم وتجارتهم .

الموقع الجغرافي للفينيقيين:

نزل الفينيقيون على ساحل البحر المتوسط في موقع لبنان حاليا وانحصروا في شريط ضيق من الارض تحده من جهة الشرق جبال لبنان التي لا تبعد عن البحر اكثر من 50 ميلا وفي بعض المواضع تلاصق البحر وفي مواضع اخرى تقترب من البحر لمسافة تتراوح بين 12و 15 ميلا.

وتغطي الجبال الشاهقة غابات كثيفة تضم اشجار الارز والصنوبر والسرو. ولا يزيد طول هذا الشريط الساحلي الذي نزل به الفينيقيون على مائتي ميل ويحتوي على كثير من الخلجان وعدد من الرؤوس البارزة في البحر التي تفصل الخلجان بعضها عن بعض.

كما يضم الساحل عددا من الثغور وتقترب منه بعض الجزر التي كانت اهميتها لا تقل عن اهمية الساحل نفسه. وفضلا عن ذلك كان هذا الشريط الساحلي الضيق مقسما بالطول الى عدة اقسام تفصلها بعضها عن البعض نتوءات جبلية تمتد من جبال لبنان وتقترب كثيرا من البحر بانحدارات عمودية مما يشكل حواجز طبيعية تفصل بين اقسامه المختلفة.

وتبعا لذلك لم يستطع الفينيقيون تكوين دولة قوية موحدة وانما قامت دويلات المدن الصغيرة التي كانت تتنازع كثيرا فيما بينها وتتولى احداها الزعامة حسب الظروف السياسية والاقتصادية السائدة في الفترات المختلفة. وفي نفس الوقت كان الوطن الفينيقي او(فينيقيا) معبرا للغزاة الاسيويين القادمين من منطقة الجزيرة في طريقهم الى مصر كما عبرتها الجيوش المصرية عدة مرات اثناء قيام الامبراطورية المصرية وتوضح الاثار والوثائق المصرية هذه الصلة الوثيقة بين فينيقيا ومصر.

دويلات المدن الفينيقية ونظام الحكم فيها:

ونتيجة لهذه الطبيعة الجغرافية لفينيقيا وتأثرها بالمنافسات  التي تجاذبت العالم القديم بالاضافة الى الاهتمام الفينيقيين بالشؤون الاقتصادية والتجارية وحرصهم على توفير الامان والاستقرار السياسي مما يساعد على تحقيق النجاح في المجالات التجارية بصفة عامة فقط انخرط الفينيقيون في وحدات سياسية صغيرة وهي ما يعبر عنها (بدويلات المدن).

وكان لكل مدينة حكومة خاصة بها ويرأسها حاكم يتولى السلطة فيها تبعا لنظام الوراثة وقد ينتقل الملك الى اسرة اخرى او تنتزع منه السلطة على اثر ثورة تقوم بها عناصر قوية. ولم يكن الملك او الامير او الحاكم سلطة استبدادية مطلقة لان ذلك لا يتفق مع النشاط التجاري الذي كان يمارسه الفينيقيون .

والى جانب الملك كانت تقوم هيئة من رجال التشريع وكان الدين يحد من سلطة الحاكم ويحظى الكهنة بنفوذ يلي نفوذ الحاكم في الدولة. وكانت الموارد المالية تعتمد اساسا على التجارة وعلى حصيلة المكوس او احتكار السلع او منهما معا. وفي بعض الاحيان كانت تعقد مؤتمرات يحضرها ممثلون عن المدن الكبرى للتداول في الشؤون العامة المشتركة وكانت مدينة طرابلس غالبا مقرا لهذه الاجتماعات العامة وكثيرا ما كانت ترتبط فيما بينها بنوع من التحالف، وخاصة في وقت تعرضها للأخطار الخارجية واحيانا تجمعها المصالح المشتركة .

وكانت زعامة هذه الاحلاف تنتقل بين المدى الكبرى فكانت لمدينة اوجاريت في القرن السادس عشر قبل الميلاد ولمدينة جبيل في القرن الرابع عشر قبل الميلاد ولمدينة صيدا بين القرنيين الثاني عشر والحادي عشر قبل الميلاد ولمدينة صور بعد القرن الحادي عشر قبل الميلاد ، ثم انتقلت الى مدينة طرابلس في القرن الخامس قبل الميلاد.

وكانت بعض المدن الفينيقية تشغل موقعين احدهما على الساحل والاخر على الجزر الصغيرة في مواجهتها للساحل حيث كان السكان يلجأون اليها لحمايتهم وقت اشتداد الاخطار الخارجية. كما كان لكل مدينة مرفأين احدهما شمالي والاخر جنوبي وتلجأ السفن الى المرفأ المناسب حسب الفصول السنوية واتجاه الرياح. وفي مدينتي صيدا وصور تفصل بين المرفأين مسافة ملاحة يوم كامل.

اهم المدن الفينيقية:

جبيل:

وتقع على بعد 40 كم الى الشمال من مدينة بيروت الحالية وكانت تعرف عند المصرين القدماء باسم كبر او كبير ثم اطلق عليها الاغريق اسم بيبلوس وكانت آهله بالسكان منذ اقدم العصور كما كانت من المراكز القديمة الهامة لعبادة الالهة عشتار.

وبحكم موقعها الجغرافي كانت جبيل ذات مركز تجاري هام وكانت لها علاقة وثيقة مع الدول المجاورة. وتشير الاساطير والاثار المصرية الى عمق العلاقة بين مصر وجبيل وامتدادها الى عصور ما قبل التاريخ.

وتشير اسطورة أوزيروست الى اقدم العلاقات بين مصر وجبيل وتقول هذه الاسطورة (ان جثة أوزير الذي قتله اخوه ست ووضعه في تابوت والقاه في البحر،....اذن لها الملك بحمل التابوت وبداخله جسد زوجها وعادت الى مصر).

وكانت مصر ترتبط بمدينة جبيل بعلاقات تجارية فقد كانت تستورد من منطقتها اخشاب الارز والصنوبر التي كانت تستخدم في بناء مقابر الملوك وفي صناعة السفن الكبيرة وذلك منذ عصر ما قبل الاسرة الاولى .

وفي عهد الدولة القديمة كان ميناء جبيل اكبر ميناء تجاري في غرب اسيا وكان اكبر ميناء تجاري تتعامل معه مصر واحيانا كان يقوم بدور الوسيط التجاري بين مصر وكريت، وفي ميناء جبيل كانت تقيم جالية مصرية من التجار.

وفي عهد الدولة الوسطى خضعت جبيل ومدن اخرى بالمنطقة لنفوذ مصر وقد اعترف امير بيبلوس باكير بأنه (خادم ملك مصر)، كما استعمل امراء بيبلوس الالقاب المصرية وكتبوا اسمائهم باللغة الهيروغليفية المصرية واستخدموا ادوات الزينة المصرية .

وفي عهد الدولة الحديثة كانت بيبلوس والامارات التي حولها تدين بالولاء لمصر ولما تقلصت الامبراطورية المصرية في هذه المنطقة ظل ربعدي امير جبيل على ولائه لمصر حتى سقطت مدينته في ايدي الاموريين ولم يهتم ملك مصر بإنقاذه رغم رسائل النجدة التي بعثها اليه.

كما اخضعت جبيل للملك الاشوري تجلات – بلاسر الاول وقدمت له الجزية حينما اجتاح فينيقيا بجيوشه وجلب منها كميات من اخشاب الارز . ومن ملوك جبيل المعروفين، اجيرام- ايتوبعل، ابي- بعل – ايلي – بعل، شيبيت – بعل، الذين حكموا من حوالي القرن العاشر الى القرن الثامن قبل الميلاد.

صيدا:

تقع صيدا على بعد 45كم الى الجنوب من بيروت وعلى بعد 40كم شمالي صور، في سهل ساحلي شديد الخصوبة ووافر المياه ولكنه ضيق يصل اتساعه الى نحو ميلين وينحصر بين السفوح الغربية لجبال لبنان الجنوبية وبين البحر.

وفي بادئ الامر انشئت مدينة صيدا على راس جبلي وكان لها سور لحمايتها ولها مرفأن يتكونان من سلسلة من الجزر الصغيرة المتلاصقة احدهما في الشمال والاخر في الجنوب ويسمى (المرفأ المصري) وهو اكبر من المرفأ الشمالي ولكنه اقل من امنا .

وقلعة صيدا الحالية التي تسمى (قلعة البحر) ترجع الى الحروب الصليبية .وقد اشتق اسم صيدا من الصيد وخاصة صيد الاسماك وينسب اليها الاله الفينيقي الوثني (صيدون) ويذهب البعض الى انها كانت محلة صغيرة لصيادي الاسماك.

وعند الاشوريين عرفت صيدا باسم (صيدونا) وعند المصريين القدماء (صيدونو) وفي العبرية (صيدون) وفي التوراة تنسب مدينة صيدا الى (صيدون) وقيل انه الابن الاكبر لكنعان بن حام بن نوح وبذلك تنسب التوراة الكنعانيين – الفينيقيين) الى الحاميين وليس الساميين مع انهم يتكلمون لغة سامية وذلك لاعتبارات سياسية ودينية. ويسميها الصليبيون (ساجيتا) بمعنى السهم في اللغة اللاتينية الذي كان شعار صيدا في فترة الغزو الصليبي.

وكانت الحرفة الرئيسية للسكان في صيدا الصيد، وتشمل صيد الاسماك واستخراج القواقع او الاصداف التي كانت تأخذ منها الاصباغ الارجوانية الحمراء وهذه الحرفة كانت من اسباب ازدهار التجارة الفينيقية.

وتقع على بعد 40كم جنوب صيدا وتعتبر.... اعظم المدن الفينيقية جميعا ومن اقدمها وشيدت في الاصل على جزيرة تبعد عن الساحل بعدة اميال واستخدمت كحصن في بادئ الامر. وكان مرفؤها الرئيس يقع في جنوب الجزيرة وبسبب توفر الامن في مينائها وسلامة المدينة من الغزو سرعان ما اصبح لها مركز الزعامة على المدن الفينيقية وقصدها التجار والعبيد من جميع بلاد البحر المتوسط واصبحت من اعظم موانئ حوض البحر المتوسط الشرقي.

وكانت مدينة صور تتمتع بالثورة والرخاء بسبب التجارة وازدادت ازدهار في عهد ملكها (جرام)(980- 936ق.م) الذي كان يعاصر الملك النبي سليمان عليه السلام وفي عهده شيدت حول المدينة الاسوار العالية والابراج الشامخة. وقد حافظت صور على استقلالها حتى قدوم الاسكندر الكبير وفي عام 332ق.م،  الذي تمكن من اخضاعها بعد حصار من البر والبحر دام سبعة سنوات اشهر وعقب ذلك امعن الاسكندر في تقتيل واضطهاد سكانها وباع الكثير منهم في سوق النخاسة وبعد ذلك بنى سدا طوله نصف ميل لربط الجزيرة بالبر.

ارواد:

وكانت تقوم فوق موقعين احدهما على احدى الجزر في شمال فينيقيا والاخر على البر في مواجهتها واطلق عليها الصليبيون اسم (طرطوس) .

وعلى البر اشتغل سكانها بالزراعة وبالتجارة مع المناطق الداخلية وعلى الجزيرة اشتغلوا بالملاحة ومهروا فيها وكان لهم وحدات كبيرة ضمن الاسطول الفينيقي وكان سكانها يخزنون مياه الامطار في صهاريج اقاموها في الجزيرة بالاضافة الى استخدام المياه من نبع مياه عذب تحت البحر كانوا يحصلون عليها باستعمال انبوب من الجلد.

وبالرغم من صغر مساحة مدينة ارواد فكان لها السيادة على كثير من المدن المجاورة مثل (سمييرا)و(مارثوس).ومثل المدن الفينيقية الرئيسية الاخرى فقد تعرضت الى ارواد الى اطماع الشعوب المجاورة ودمرها شعوب البحر في غزواتهم في القرن الثاني عشر قبل الميلاد ثم جرى احياؤها وقاست من غزوات الاشوريين المتكررة بعد ذلك واخيرا فتحت ابوابها امام الاسكندر الاكبر عند قدومه.

توسع الفينيقيين في حوض البحر المتوسط:

تأثر الفينيقيون الى ابعد الحدود بالبيئة التي عاشوا فيها فقد كانت جبال لبنان التي تقع خلف مواطنهم تعرقل صلة السهول الساحلية بالأقاليم الداخلية .كما ان هذه البيئة المحلية لم تعد تكفي لإعاشة السكان الذين يتزايد عدهم باستمرار ولم يعد انتاج الزراعة يكفي لإطعام سكان المدن الساحلية.

ونتيجة لهذه الظروف الطبيعية الصعبة كان على الفينيقيين ان يلتمسوا سبلا اخرى للمعيشة فلم يجدوا مخرجا اخر لهم سوى ان يتجهوا للبحر وساعدهم على ذلك توفر الموانئ الصالحة في سواحل بلادهم.

الفينيقيون ودورهم في التجارة البحرية:

يعتبر الفينيقيون اول امة بحرية في التاريخ وفي البداية كانت رحلاتهم البحرية قصيرة لصيد الاسماك وللحصول على انواع من الاصداف التي يستخرجون منها نوعا من الاصباغ التي عرفت باسم (الارجوان) او للبحث عن الزجاج والصلصال وبعض السلع الاخرى.

وكان الفينيقيون يتبادلون التجارة مع البلدان التي ترسو سفنهم على سواحلها. ثم ازداد هذا النشاط التجاري بعد القرن الثالث عشر او الثاني عشر قبل الميلاد بتأثير ضغط الاراميين عليهم وسط سوريه في اعقاب هجمات شعوب البحر على سورية ومن جانب الإسرائيليين والفلسطينيين الذين احاطوا بهم من الجنوب وقد دفعهم هذا الوضع الجديد الى انشاء محطات تجارية ومراكز استيطان لهم تتوفر فيها وسائل المعيشة والامن. وعلى اثر ذلك اصبحت مراكز الاستيطان الداخلية ذات اهمية ثانوية.

وكانت السفن الفينيقية بسيطة في بادئ الامر وتشبه الزوارق المكشوفة قليلة الارتفاع ولا تستطيع ان تتوغل وسط البحر بسبب الامواج الهادرة ثم اخذ الفينيقيون يطورون في صناعة السفن فكبر حجمها وسمكها واتخذوا الشراع والمجذاف في تسيير سفنهم التي كانت تصنع من خشب الارز واخيرا توصلوا الى بناء سفن ضخمة التي تقوى على التوغل في المحيطات كما بزغ الفينيقيون في فن الملاحة واستطاعوا ان يشقوا لأنفسهم مسالك وطرق بحرية اكتشفوها واقبلوا على الابحار ليلا بالاعتماد على النجوم وخاصة النجم القطبي الذي ادركوا اهميته.

وبذلك رادت قدرة الفينيقيين في السيطرة على البحر واخذوا يجوبون البحار بين الشرق والغرب وتضاعف نشاطهم التجاري وضمن نقوش المصريين القدماء والاشوريين توجد مناظر لسفنهم.

وقد وصلوا في رحلاتهم الى سواحل بريطانيا التي كانوا يحصلون منها على القصدير مقابل الخزف والملح والاواني النحاسية. واهم رحلاتهم واطولها التي استغرقت حوالي ثلاثة اعوام دورانهم حول سواحل افريقيا ووصولهم الى راس الرجاء الصالح واستخدموا في هذه الرحلة سفن نخاو الثاني (610- 595ق.م) وهو ثاني ملوك الاسرة السادسة والعشرين المصرية.

كما كان لهم علاقات تجارية مع مصر واسبانيا ومع قبرص وصقلية وسردينيا وغيرها من جزر البحر المتوسط.

وكان الفينيقيون يصدرون الاخشاب والقمح والزيت والخمر والمصنوعات المعدنية والمنسوجات وكانوا يستوردون الفضة والذهب والحديد والقصدير والرصاص والاواني النحاسية والكتان والاغنام والتوابل والرقيق.

المستعمرات الفينيقية على سواحل البحر المتوسط:

وكان الفينيقيون يعملون على الاستقرار والاستيطان في الاماكن التي ينزلون بها للتجارة على سواحل البحر المتوسط.

واذا كانت البلاد التي ينزل بها الفينيقيون يتوفر فيها الامن بفضل حكامها القادرين فانهم يكتفون بإقامة مراكز تجارية لهم ويحصلون على حق حرية التجارة كما فعلوا في مصر حيث اقاموا مراكز تجارية عند مصبي فرعي دمياط ورشيد للنيل.

وفي اماكن اخرى على ساحل البحر المتوسط وبعض الجزر كان الفينيقيون يستقرون ويقيمون المستعمرات وينشؤون مدنا فينيقية جديدة ويواصلون اتصالاتهم بالمدن الفينيقية الكبرى في وطنهم الاصلي عن طريق البحر ويقومون بتصريف المنتجات الفينيقية في البلاد التي اقاموا فيها مستعمراتهم وجمع المواد الخام المطلوبة وارسالها الى بلاد الشام.

وكان الفينيقيون يتجنبون اثارة الشكوك حولهم ولم يتخذوا اتجاها سياسيا معينا ولم يحاولوا اثارة فزع السكان الاصليين في المواطن التي نزلوا بها وسرعان ما كانوا يتلاءمون مع البيئة الجديدة التي يعيشون فيها.

   وكانت اقدم المستعمرات الفينيقية ومن اهمها التي اقاموها في جزيرة قبرص في منتصف القرن الحادي عشر قبل الميلاد بسبب قربها من الوطن الام حيث ساد التبادل التجاري بينهما لدرجة انه كان يصعب التميز بين المنتجات الفينيقية والقبرصية.

كما استقروا في جزيرة رودس في ذلك الوقت وبعد ذلك انشأوا مستعمرات في جزر كريت ومالطا وصقلية وسردينيا. وكان للفينيقيين عدد من المستعمرات في اسبانيا مثل (ترشيش) وتعني باللغة الفينيقية (منجم او معمل تكرير) و(مقة) ومعناها معمل صغير او حانوت صغير. وفي بلاد اليونان اقام الفينيقيون بعض المستعمرات.

قرطـاج:

اما اشهر واعظم المستعمرات الفينيقية فكانت قرطاج وتقع قرب مدينة تونس الحالية ويرجع تأسيسها الى عام 814ق.م، ويعني اسمها (المدينة او القرية الحديثة) ويروى ان الاميرة (البسا)(ابنة اينان)(ملك صور هربت من ظلم اخيها) (نيحماليون) لدى اعدام زوجها فنقلت معها اموالها ومجوهراتها ورافقها عدد من الامراء الى شاطئ افريقيا الى العرب حيث تأسست هذه المستعمرة في هذه البقعة.

ومنذ تأسيس قرطاج اعتبرت تابعة الى مدينة صور بفينيقيا ، وبعد ذلك اضمحلت صور منذ القرن السادس قبل الميلاد وبدأت قرطاج تستقل سياسيا وسرعان ما تدهورت واصبح لها الزعامة على المدن الفينيقية في اواسط البحر المتوسط وعلى سواحله.

وقد بلغت قرطاج الذروة في السيادة التجارية والسياسية عندما انشأت امبراطورية واسعة امتدت من الساحل العربي لليبيا الى مضيق جبل طارق واسبانيا واقامت مستعمرات جديدة في هذه المواقع وضمت جزر الباليار ومالطة وسردينيا وبعض المواقع على ساحل اسبانيا.

ودخلت قرطاج في حرب مع اليونانيين ومع الرومان بسبب التنازع على السيادة على البحر المتوسط وتجارته وانتهت الحرب البونية الثالثة في عام 146ق.م، مع روما بتدمير وحرق قرطاج التي تحولت بعد ذلك الى ولاية رومانية.