المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6689 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

الفضة
1-5-2018
ظـروف نـشأة التكتـلات الاقتصاديـة
24-12-2018
هل يقتصر الذكاء (التفكير) على شعب دون آخر أو فرد دون آخر؟
2024-10-05
إقامة القسط والعدل‏ من اهداف بعثة الانبياء.
10-12-2015
تفسير الاية (1-10) من سورة المدثر
13-2-2018
معنى اللغو
2024-04-05


عصر فجر السلالات  
  
1495   01:25 مساءاً   التاريخ: 8-10-2016
المؤلف : هديب حياوي عبد الكريم
الكتاب أو المصدر : دور حضارة العراق القديمة في بلاد الشام
الجزء والصفحة : ص87- 96
القسم : التاريخ / العصور الحجرية / العصور القديمة في الشام /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-6-2019 1667
التاريخ: 8-10-2016 1507
التاريخ: 8-10-2016 856
التاريخ: 9-10-2016 3837

الصلات بين بلاد الرافدين وبلاد الشام في عصر فجر السلالات:

من الامور المعروفة عن عصر فجر السلالات (2900-2371 ق.م) ان النصوص المدونة التي تتحدث عن احداثه السياسية قليلة، بحيث لا تمكن الباحث من تكوين صورة متكاملة عن السلالات التي حكمت فيه وتفاصيل علاقاتها السياسية باستثناء بعض العهود منه (1). ولهذا لم تشر تلك النصوص التي جاءتنا من المراحل الاولى لهذا العصر الى اسماء المواقع الجغرافية في بلاد الشام التي وصل اليها حكام هذا العصر(2) لان النصوص الكتابية لم تسجل الاحداث السياسية والعلاقات بين الدول والمدن الا في النصف الثاني من الالف الثالث ق.م. ذلك ان نصوص النصف الاول كانت مكرسة لتدوين الأعمال النذرية والشواهد البنائية، ولكن بعد ذلك اصبح الكتاب يقومون بتدوين المعلومات التاريخية والمعاهدات واخبار الحروب بين دويلات المدن السومرية في هذا العصر، وكذلك بعض الاصلاحات الاجتماعية التي عرفت فيه والمعروفة باسم اصلاحات اورو اينمكينا (اوروكاجينا) (3) وقد وصلتنا من اواخر الالف الثالث ق.م نسخة مما يعرف بجداول الملوك السومريين التي تتحدث عن السلالات والملوك الذين تتابعوا على الحكم في بلاد سومر منذ عهود قبل الطوفان(4)، ولهذا يكون الأعتماد الرئيسي على الاثار الفنية والمخلفات المادية الاخرى عند دراسة هذا العصر(5).

ومنذ خلال تعدد السلالات الحاكمة في هذه المرحلة التاريخية فقد اصطلح على تسميته (عصر فجر السلالات) أو (عصر دول المدن) مع تقسيمه الى ثلاثة ادوار هي:

فجر السلالات الاول: 2900-2800 ق.م

فجر السلالات الثاني: 2800-2600 ق.م

فجر السلالات الثالث: 2600-2370 ق.م(6).

فضلاً عن ذلك فقد سمي هذا العصر بتسميات أُخَر مثل عصر ما قبل سرجون (pre-Sargonic period) لأن هذا العصر يسبق زمن الملك الاكدي سرجون في الحكم، كما كان يسمى عصر اللبن المستوي المحدب (Plano-Convex bricks) لشيوع استعمال هذا النوع من اللبن في ابنية هذا العصر، كما يمكن تسميته بعصر الحضارة السومرية على الرغم من اختلاط الجزريين (الأكديين) الذين كانوا يتعايشون مع السومريين في السهل الرسوبي والذين ساهموا في بناء تلك الحضارة(7).

اما في بلاد الشام فتقع تلك الحقبة التاريخية ضمن مصطلح يطلق عليه العصور البرونزية وهي تقع في الالفين الثالث والثاني ق.م ((3200-1200ق .م)) ويقسم الى ثلاثة مراحل تاريخية (العصر البرونزي القديم ((3200-2000 ق.م))، والبرونزي الوسيط ((2000-1600 ق.م))، البرونزي الاخير ((1600-1200 ق.م)) ويتزامن العصر البرونزي القديم مع عصر فجر السلالات السومرية في بلاد الرافدين(8) وقد اصبح مصطلح العصر البرونزي اكثر شيوعاً في بلاد الشام اذ اعتمد الباحثون في ذلك على استعمال البرونز في الحياة اليومية ولأنعدام الوثائق المكتوبة في وسط بلاد الشام وجنوبها، أما مناطق شمال سوريا وحوض الفرات فارتبطت ارتباطاً وثيقاً بحضارة العراق القديم حتى انها اخذت احيانا التسميات المتعارف عليها لمواقع هذا العصر في العراق، وهذه دلالة اكيدة وواضحة على ان المنطقة كانت تؤلف وحدة حضارية مع بعضها(9). وجاء هذا بفعل الأتصال الحضاري من خلال الحركة التجارية النشطة بين المنطقتين والتي كان من نتائجها تفكير حكام وملوك العراق القديم في العهود التاريخية اللاحقة بالسيطرة على الطرق التجارية الرئيسة التي تربط بين المنطقتين من أجل تأمين المواد الأولية التي كانوا يحتاجونها في بناء حضارتهم(10).

وتساعد بعض النصوص التاريخية القليلة التي وصلتنا من هذا العصر على تقصي واقع الصلات السياسية بين بلاد الرافدين وبلاد الشام ودور حضارة بلاد الرافدين هناك ذلك اننا نقرأ الكتابات التي تعود الى الملك السومري (لوجال-انيموندو)، وهو أحد مولك مدينة ادب(11) وتؤرخ الى حوالي عام 2600 ق.م بان هذا الملك قد ضم عدة مناطق الى سيطرته ومنها (مارتو) أي المناطق الغربية و (بلاد جبال الارز) أي لبنان الحالية، فضلاً عن مناطق أخرى يذكرها النص ومنها بلاد عيلام في الشرق و(سوبير) في الشمال و(سوتي) و(أي-انا) في الوسط والجنوب، وسيطر على كل الهلال الخصيب من البحر المتوسط الى جبال زاكروس، ولهذا فانه لقب نفسه ملك الجهات الاربعة، ولكن هذا النص وصل الينا بنسخة واحدة وبعد ألف عام من زمن الاحداث التي سجلها(12). واذا ما تقصينا نص ملحمة كلكامش ذلك البطل الاسطوري الذي لم يعد هناك شك في وجوده التاريخي كملك حكم في مدينة الوركاء وكان تسلسله الخامس في سلالتها الاولى، حيث جاء ذكره مع اسم ابيه (لوكال بندا) في النصوص المكتشفة في مدينة شروباك (تل فارة)(13) التي ترجع بتاريخها الى مطلع عصر السلالات الثالث(14)، نرى ان هذا الملك قد وصل الى جبال الارز وقاتل خمبابا ويرد ذكر جبل حرمون الذي ورد في النصوص المسمارية باسم ساريا (Saria) وهذه الملحمة تشير لنا اشارة واضحة على صلة بلاد سومر ببلاد الشام في هذا العصر(15)، ولعل جلجامش كان يحلم بأقامة حكم موحد مركزي يمتد من الخليج العربي الى البحر المتوسط، ولكن هذا الحلم لم يتحقق رغم النجاح الذي احرزه في حملته(16).

ونستنتج من ثبت الملوك السومريين ومن خلال ذكر سلالة ماري ان منطقة الفرات الاوسط كانت ترتبط ارتباطاً وثيقاً ببلاد سومر، حيث قام أي اناتم (2454-2425 ق.م) ملك لجش بضم منطقة ماري الى سلطته بعد ان انتصر على حلف دخلته الى جانب مدينتي كيش واكشاك(17) للحد من سيطرته ونفوذه السياسي، ولكن أي إناتم حقق الأنتصار على هذا الحلف في موقعة التاسورا (AL-tasura)(18)، وبعد ان سيطر على ماري منحه أهل تيدنوم (وهو الاسم المرادف لتسمية ((مارتو)) السومرية والتي تعني ((الغرب)) لقب لوما (Lumma) (19).

غير ان مدة قرن من الزمن التي تلت حكم هذا الملك اتسمت باضطراب الاوضاع السياسية في بلاد سومر، وصاحب ذلك ظهور حاكم قوي في مدينة ماري وهو انبو (Anbu) فحدث الصدام بين لجش وماري، وكانت النهاية في صالح ماري حيث استطاع انبو ان يسيطر حتى على مدينة الوركاء(20)، وبهذا فانه سيطر على بلاد سومر وحكمها ستة ملوك من ماري لمدة 136 عاماً حسب ما تذكره قائمة الملوك السومرية(21).

لقد كشفت التنقيبات التي اجريت في ماري ابتداءاً من عام 1933م. عن كونها مدينة كبيرة في عصر فجر السلالات اذ وردتنا أهم ادلة هذا العصر من طبقات معبد عشتار المتتابعة الست (آ-و). فقد عثر في الطبقة (هـ) على بناية مهمة ابعادها 26 × 25 م وكانت اسسها من الصخور الجبسية وتحتوي على برج تبين انه يعود الى عصر فجر السلالات الأول، أما بعد الطبقة الرابعة (د) فقد اشتمل على مزار في الجهة الغربية وبيت كاهن في الشرقية مع مذبح مبني من الطين ويرجع الى عصر فجر السلالات الثاني(22)، ومن الامور التي ميزت هذه الطبقة ايضاً عدد من المدافن الصخرية ذات العقادة القبوية (corbel) وهي تشابه عقادات المقبرة الملكية في اور، في حين كان معبد الطبقة الثالثة (ج) يتألف من غرفة ابعادها 9.30 ×7.20 م محاطه بجدران من اللبن عرضها ثلاثة امتار مع مذبح في احدى نهايات الغرفة مقابل الباب في الجدار الطويل المؤدي الى ساحة كبيرة ذات اعمدة اجرية ثلاث بقطر 1.20 م وهي تشابه الاعمدة المكتشفة في الطبقة الثامنة لمعبد الاله سين في توتب (خفاجي) من عصر فجر السلالات الثاني(23). وفي معبد الطبقة 3ب عثر على حروز مصنوعة من اللازورد محفوره على شكل ثيران ملتحية تشبه ما وجد في مقبرة أور وتل براك(24). في حين عثر في المعبد الأول الذي يعود الى النصف الثاني من عصر فجر السلالات الثالث (ويقابل سلالة أور الاولى) على تمثالين احدهما يعود للملك لاكمي ماري (lagmi-mari)(25) ويظهر مرتدياً وزره تغطي الكتف والذراع الأيسر له ويلبس غطاء رأس يشبه غطاء الرأس الذهبي الذي يرتديه ملك سلالة اور الأولى ميس-كلام- دك الذي عثر عليه في المقبرة الملكية في اور(26). أما التمثال الآخر فكان يعود لأحد الموظفين الكبار والمدعو ابيخ-ايل (Ebikh-Eal) ويجلس ملتحياً على عرش مرتدياً تنورة فيما كان صدره عارياً(27)، ويمكن القول ان اسلوب نحت هذين التمثالين مشابه للاسلوب المتبع في نحت تماثيل عصر فجر السلالات في مناطق ديالى واور وكيش في العصر نفسه(28). واهم ما يميز هذين التمثالين هو كتابة اسميهما على الكتف(29)، ونستدل من الاسمين انهما اسمان جزريان مما يدل على ان منطقة ماري كانت منذ هذا العصر مستوطنة من قبل القبائل الجزرية التي تفاعلت مع الحضارة السومرية (30).

ومن بين القطع المهمة الاخرى التي عثر عليها في هذا المعبد قطعة فنية مطعمة بالصدف والعاج وفصوص من الحجر الكلسي الأحمر، وتشبه هذه القطعة الفنية التي عثر عليها في المقبرة الملكية في اور والتي تعرف باسم (راية اور). وتصور هذه القطعة مشهداً يتكون من عدة افاريز ويظهر فيه أحد ملوك ماري وجيشه وعرباته واسرى الحرب ووليمة الاحتفال بالنصر(31).

لقد انتهى هذا المعبد من جراء ما اصابه من تدمير وحريق كما اثبتت التنقيبات ذلك ويرجح الاستاذ بارو، الذي ترأس بعثة التنقيب في ماري، ان هذا التدمير حصل على يد (أي-اناتم) ملك لجش بعد سيطرته على المدينة، وهناك احتمال بان يكون ذلك قد حدث من قبل سرجون الأكدي لأن الملكين قد دخلا المناطق العليا من الفرات(32).

أما اهم ما اكتشف في المدينة فهو قصرها الشهير الذي بناه الملك (زمري- لم) ويعود بزمنه الى العصر البابلي القديم (2004-1595 ق.م) والذي لابد ان يكون قد سبقه قصر ضخم حيث توجد بناية كبيرة مبنية من اللبن على عمق تحت قصر طبقة العصر البابلي القديم قد خربت ايضاً والتهمتها الحرائق التي اصابت المدينة(33)، وعثر في رمادها على وعاء طيني يحتوي في داخله على مجموعة من الاساور الفضية والبرونزية وتماثيل لنساء عاريات مصنوعة من البرونز والعاج وتمثال صغير يمثل نسراً برأس اسد وهو حيوان اسطوري يسمى بالسومرية انزو (Anzo) ويرمز الى الاله ننجرسو (اله مدينة لجش)(34)، كذلك احتوى الوعاء على اختام اسطوانية تحمل مشاهد اسطورية تحاكي تلك المشاهد السومرية المعروفة في اختام الالف الثالث ق.م وخاصة تلك التي تم العثور عليها في موقع شروباك(35)، ولعل من القطع المهمة التي احتواها ذلك الوعاء هي خرزة من اللازورد وتظهر اهمية القطعة في الكتابة الموجودة عليها حيث نقرأ فيها:

((مقدمة من آلهة كال-ميسنبيدا ملك أور الى كانسودا ملك (ميرا) أي ماري))(36)

لقد سمي هذا الوعاء بمحتوياته باسم كنز اور وارجع تأريخه في حدود منتصف الالف الثالث ق.م وبالتحديد في عام 2600 ق.م وقد اعتبر بارو هذا الكنز هدية من ملك سلالة اور الاولى ميسنبيدا الى ملك ماري مما يدل على عمق الروابط والصلات بين الملكين في هذه المرحلة الزمنية(37) فيما يشير رأي آخر حول هذا الكنز بان محتوياته تعود للكهنة او لأحد تماثيل الآلهة المعبودة في المدينة، ومهما يكن من امر فان محتويات ذلك الكنز تدلل من خلال طرازها الفنية وتقنية صناعتها على انها مصنوعة في مدن بلاد الرافدين الجنوبية(38)، كما كشف في ماري عن معبدين آخرين خصص أحدهما لعبادة الألهة (نن – خرساك)(39) وهي آلهة سومرية عرفت عبادتها في جنوب بلاد الرافدين، فيما خصص المعبد الثاني لآلهة ورد اسمها بهيئة (نني – زازا)(40) وقد وجد في داخله عمود حجري على شكل مسلة من النوع المعروف في معابد فلسطين القديمة مما يعرف باسم (بيت – ايل)(41).

وتم العثور في ماري ايضاً على تماثيل صغيرة كان الأشخاص يكرسونها لألهتهم وهي منحوتة بعناية فائقة، وتمثل تلك المنحوتات الصغيرة اصحابها وهم يرتدون التنورة الصوفية السومرية التقليدية ويطلقون لحاهم ويحلقون شعر رؤوسهم ويصلون باتخاذهم الوضع السومري التقليدي بضم ايديهم الى صدورهم وهذه الوضعية معروفة عند السومريين اذ وجدت تماثيل مشابهة لها في تل اسمر وخفاجي وتل اجرب وهذه دلالة واضحة على وحدة المدرسة الفنية في النحت بين ماري ومواقع حوض ديالى في العراق والتي أهم مواقع عصر فجر السلالات فيه(42). ولعل آخر الأمثلة التي توضحها لنا ماري والتي تدل على عمق الصلات الحضارية والفنية والثقافية بينها وبين مدن بلاد الرافدين في هذا العصر هو ان لوحة حجرية منحوتة لكنها مخرومة عثر عليها في خفاجي وتم الحصول على كسرة مكملة لها في ماري(43). ومن هنا يمكن القول ان هذه المدينة ظلت تمثل امتداد واضحاً للنفوذ الحضاري السومري القوي وخاصة في مجالي الدين والفن(44).

ومن تل خويرة(45) جاءتنا ادلة اثارية اخرى تدل على ان هذه المنطقة كانت وثيقة الصلة بالحضارة السومرية في عصر فجر السلالات حيث نشاهد تشابهاً واضحاً بين معبد الطبقة الرابعة وبين معبد آبو في اشنونا من حيث التفاصيل المعمارية(46)، كذلك جاءنا من هذا الموقع عدد من التماثيل التي لها أهمية حضارية كبيرة حيث انها تتماثل بأسلوب نحتها مع التماثيل المرمرية التي عثر عليها في منطقتي ديالى واواسط الفرات وربما كانت هذه التماثيل تعود الى الجزريين الذين استقروا في بادئ الامر في البادية السورية والذين اختلطوا مع السومريين وآخذوا منهم الكثير من المظاهر الحضارية(47)، كما عثر في احد بيوت هذا الموقع على مبخرة يبلغ ارتفاعها حوالي (70 سم) والى جانبها قطعة مكسورة تعود اليها ذات نقوش نافرة تحمل صورة التنين المعروف في فن النحت السومري والأكدي وهو المسمى باسم (المشخوشو) وفوق التنين صُوِّر موضوعاً مقتبساً من التقاليد الفنية السومرية يمثل مشهد صراع بين اسد وثور ولكن لم يبق من ذلك سوى جزء يمثل اسدين متصالبين(48).

واذا ما انتقلنا الى مواقع اخرى مثل موقع جاغاربازار بالقرب من الحدود السورية-العراقية اذ كان هذا الموقع احد المستوطنات العديدة على طوال وادي دجلة الأعلى ويتصل ببلاد اشور عن طريق القوافل عبر جبل سنجار وكشفت التنقيبات فيه عن خمس عشرة طبقة، تمثل الطبقات الثالثة والرابعة والخامسة عصر فجر السلالات ولا سيما القبور التي وجدت في الطبقتين الخامسة والرابعة والتي وجد فيها فخار نينوى المعروف باسم (نينوى 5)(49) الذي يقابل فخار عصر فجر السلالات في جنوب العراق(50). كما وجد خنجر من الحديد يعود الى الدور الثالث من هذا العصر وهو يضاهي ما وجد في تل اسمر في منطقة ديالى(51).

ان احدث التنقيبات الخاصة بعصر فجر السلالات في سوريا جاءتنا من موقع تل عربيد (14 كم جنوب القامشلي) الذي عملت فيه بعثة اثارية بولونية-سورية منذ عام 1996 اذ تم الكشف فيه عن بقايا معمارية تمثل جزءاً من سور الموقع مع مجموعة من اللقى الاثارية والفخاريات التي يعود بتاريخها الى حدود عام 2700 ق.م ومن بينها فخار (نينوى 5)(52).

ومن المدن التي مثلت احد المراكز المهمة في هذا العصر في منطقة الفرات الاوسط مدينة ترقا (تل عشاره) التي اصبحت مركز اشعاع لحضارة بلاد الرافدين نظراً لتوسطها في المنطقة باتجاه ايبلا في الشمال السوري(53)، كما ان موقعها الممتاز عند ملتقى نهري الفرات والباليخ جعلها تمثل جسر انتقال ما بين شمال سوريا والمناطق الداخلية منها ولهذا فانها ساهمت مساهمة فعالة وحساسة في التحولات الحضارية والاقتصادية في منطقة الشرق الادنى القديم عموماً، وقد شكل هذا التمييز في موقع ترقا وتأثيرها مصدر قلق مستمر لملوك ماري لمنافستها لها(54).

ويلقي لنا موقع الانصاري في حلب ضوءاً جديداً لمعرفة صلات بلاد الرافدين مع الشام في هذه المنطقة المهمة من الشمال السوري من خلال ما تم استظهاره في هذا الموقع من ابنية دينية واواني فخارية وقطع برونزية وعدد كبير من الدمى الفخارية التي اوضحت بان هذا الموقع يعود الى النصف الثاني من عصر فجر السلالات الاول واستمر السكن فيه الى العصر البابلي القديم، وتكمن اهمية هذا الموقع فيما لعبه من دور مهم في العلاقات التجارية بين بلاد الرافدين من جهة اخرى وبين مصر واسيا الصغرى من جهة اخرى حيث كان لمنطقة الشمال السوري دوراً مهماً في ربط تلك المناطق مع بعضها والتي ازدادت اواصرها في الالف الثاني ق.م(55).

وتظهر لنا مستوطنات موقع تل خزنة (I)  الواقع على بعد 25 كم شمال شرقي الحسكة والتي تعود الى بداية الالف الثالث ق.م حتى ربعه الاخير عدداً من المعابد المبنية على مصاطب عالية والى جانبها بنيت الابراج الضخمة التي كانت جدرانها ذات تحدب طفيف على غرار الخاصية المعروفة في بناء زقورات العراق القديم وان وجود مثل تلك الابراج ربما يشير الى بقايا للزقورات المشابهة لزقورات بلاد الرافدين(56) ومن هنا تأتي الاهمية الخاصة لهذا الموقع لما يعطيه لنا من دليل على التواصل المستمر والخلاق للوحدة الثقافية بين بلاد الرافدين والمناطق الشرقية والشمالية من سوريا.

اما تل البديري الذي يقع على بعد 15 كم جنوب الحسكة (على الضفة الشرقية لنهر الخابور) فقد اوضحت التنقيبات التي اجريت فيه على ان طبقاته من (25-7) تعود الى عصر فجر السلالات، ونستخلص من خلال نتائج تلك التنقيبات عن وجود مدينة محصنة بسور دفاعي تم انشائها على انقاض مستوطنة كانت موجودة في عصر الوركاء (الالف الرابع ق. م) ويعتبر ذلك دليلاً واضحاً على ازدهار هذا الموقع بعد امتداد الحضارة السومرية اليه(57).

ان اهم الاكتشافات الحديثة التي توضح الصلات الحضارية الوثيقة بين بلاد الرافدين والشام في عصر فجر السلالات هو ما تم اكتشافه في نهاية عام 1994م في تل بيدر في وادي عويج وهو احد فروع نهر الخابور (على مسافة 30 كم من مدينة الحسكة) والتي تعود طبقات سكناه الرئيسة الى الالف الثالث ق.م وقد تمثل هذا الاكتشاف بمجموعة من النصوص الكتابية وعددها (144) رقيم طيني وهي قرصية الشكل حالها حال شكل نصوص عصر فجر السلالات في بلاد الرافدين، وقد كتبت تلك النصوص بالعلامات السومرية، أما موضوعاتها فكانت تمثل حسابات جرايات وحصص وجداول تتضمن اسماء اشخاص، وهذا الموقع يمثل حلقة وصل هامة من حلقات انتقال التراث السومري المكتوب من المراكز السومرية في كيش وابو الصلابيخ(58) وشروباك باتجاه ماري وايبلا، وتعتبر هذه النصوص أول دليل كتابي يردنا من منطقة الخابور(59).

واذا ما عدنا الى النصوص الكتابية التي وردتنا من نهاية هذا العصر والتي تخص آخر الملوك الذين حكموا فيه وهو لوكال زاكيزي (2400-2370 ق.م) فانها تعطينا دلائل اخرى على وجود صلات سياسية بين بلاد الرافدين وبلاد الشام حيث يذكر هذا الملك في احد نصوصه بان الالهة قد ساعدته في اخضاع البلدان التي تقع الى الغرب واصبحت تلك المنطقة ضمن الاراضي التي تحت سيطرته اذ يقول بصدد ذلك:

((عندما وهبه انليل، ملك كل البلدان ذات السيادة الملكية على الوطن، (سومر)، ووجه انظار الأمة اليه، وجعل كل البلدان تنتظره، وجعل (كل فرد)، من حيثما تشرق الشمس الى حيثما تغرب، يستسلم له بعد هذا ضم اليه اقدام (كل شخص) من البحر الادنى (الخليج العربي) و(على امتداد) دجلة والفرات حتى البحر الأعلى (المتوسط). لم يبق له انليل-أي منافس من حيثما تشرق الشمس الى حيثما تغرب، فخضعت كل البلدان ذات السيادة لسيطرته (كالأبقار) في المرعى، وكانت الامة تروي (حقولها) بفرح في ظل حكمه وانحنى له كل حكام سومر التابعين، وكل امراء البلدان الاجنبية امامه في (الوركاء))).(60)

ومن خلال هذا النص نستشف ان لوكال زاكيزي وبعد ان وحد دويلات المدن السومرية انطلق الى البلاد السورية لضمها تحت لواء امبراطورية واحدة كان يطمح بتحقيقها حيث وضع اللبنة الاولى باتجاه ذلك الهدف الذي اتم تحقيقه من بعده الجزريون الذين اقاموا الامبراطورية الاكدية بقيادة الملك سرجون، ويستدل من اسم والد لوكال زاكيزي (بوبو) على انه ربما من اصل جزري(61).

ونستخلص مما تقدم ان ابرز اثر تركه امتداد الحضارة السومرية في البلاد السورية هو تعلمها الكتابة المسمارية واللغة السومرية التي اقتبستها مملكة ايبلا في الشمال السوري، ومن ثم اهتدت من خلالها الى كتابة لغة خاصة بها وهي التي تسمى الآن بالأبلوية او الأبلية(62) وتنتمي الى عائلة اللغات الجزرية بفرعها الغربي وتتصل باللغة الأكدية القديمة ومن ثم باللغة الأمورية والتي استعارت فيما بعد النظام المقطعي المسماري من بلاد الرافدين لكتابة نصوصها(63).

_________

(1) باقر، طه، مقدمة…، ج1، ص 256.

(2) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي 3000-300 ق.م، ص 53-54.

(3) كريمر، صموئيل نوح، السومريون، ص 46-47.

هذه القراءة الجديدة لهذا الاسم انظر:

Lambert, W. G., “The reading of the name uru KA-gi-na”, Orientalia, vol. 39, (Roma, 1970), P. 419.

(4) Jacobson, Th., The Sumerian king list. (Chicago, 1939).

وحول الطوفان انظر:

علي، فاضل عبد الواحد، الطوفان في المراجع المسمارية، ط2، (دمشق، 1999).

(5) باقر، طه، مقدمة…، ج1، ص 256.

(6) باقر، طه، مقدمة…، ج1، ص 156.

(7) المصدر نفسه، ص 255.

(8) ابراهيم، معاوية، المؤتمر الخامس عشر للاثار والتراث الحضاري في الوطن العربي، ص 173.

(9) المصدر نفسه، ص 174.

(10) Dalley, S., Mari and Karana Two Old Babylonian Cities, P. 3 f.

(11) تقع هذه المدينة في جنوب العراق في منتصف الطريق بين تلو ونفر ويسمى موقعها حالياً بسماية. انظر:

اوبنهايم، ليو، بلاد ما بين النهرين، ترجمة سعدي فيضي، بغداد، 1981، ص475.

(12) كريمر، صموئيل نوح، السومريون، ص 68-69.

(13) تقع على بعد 30 كم الى الغرب من مدينة اوما (جوخة) الواقعة على بعد 10 كم غرب نهر الغراف وقضاء الرفاعي. انظر:

بوتير، جان، بلاد الرافدين، الكتابة- العقل- الالهة، ص 369.

(14) باقر، طه، مقدمة…، ج1، ص 309-310.

(15) باقر، طه، ملحمة كلكامش، ط3، ص179-180.

(16) كونه، كورد، "سورية-بلاد الرافدين-اسيا الصغرى في الالف الثالث والثاني قبل الميلاد"، الاثار السورية، (فينا، 1985)، ص 311.

(17) من المدن السومرية القديمة ولا يعرف مكانها بالتأكيد حيث يرى بعض الباحثين ان تل خفاجي في منطقة ديالى هو بقايا هذه المدينة، بينما يرى اخرون ان اطلال تل عمر الواقع على الضفة اليمنى لنهر دجلة مقابل طيسفون هو موضع المدينة. انظر:

سوسة، أحمد، تاريخ حضارة وادي الرافدين، ج2، (بغداد، 1986)، ص 342.

(18) لمبرت، موريس، "عصر ما قبل سرجون"، ترجمة فرج بصمجي، سومر، م8، 1952، ص 91.

(19) كريمر، صموئيل نوح، السومريون، ص 73.

(20) لمبرت، موريس،  سومر، م8، 1951، ص 57.

(21) رو، جورج، العراق القديم، ص 196.

(22) الأحمد، سامي سعيد، العراق القديم، ج1، ص257.

(23) المصدر نفسه.

(24) المصدر نفسه، ص 259.

(25) مرغرون، ج .ك .، "ماري"، المساهمة الفرنسية في دراسة الاثار السورية، (دمشق، 1989)، ص 40.

(26) مورتكارت، انطوان، الفن في العراق القديم، ترجمة عيسى سلمان وسليم التكريتي، (بغداد، 1975)، ص 126.

(27) مرغرون، ج .ك .، المساهمة الفرنسية في دراسة الاثار السورية، ص 40.

(28) الأحمد، سامي سعيد، العراق القديم، ج1، ص 259.

(29) الجندي، عدنان، الفن العموري، دمشق، (بدون سنة طبع)، ص 46.

(30) باقر، طه، مقدمة…، ج1، ص 285.

(31) ابو عساف، اثار الممالك القديمة في سورية، ص210.

(32) Pettinato, G., Ebla, (London, 1991), P. 63.

(33) Parrot, A., “Les Fouilles de Mari, Quatorzienne Campagne Printemps 1964”, Syria, vol 42, 1965. P Iff.

(34) كولماير، كاي، "عصر السلالات الملكية الاولى"، الاثار السورية، (فينا، 1985)، ص 76 وما بعدها.

(35) الأحمد، سامي سعيد، العراق القديم، ج1، ص 256.

(36) بارو، اندريه، حفريات ماري الموسم الخامس عشر 1965، ترجمة عدنان الجندي، الحوليات السورية، م 16 ،ج1، 1966، ص 96.

(37) المصدر نفسه، ص 95.

(38) كولماير، كاي، الاثار السورية، ص 60.

(39) الهة الانجاب السومرية وآلهة مدينة كيش. انظر:

بوستغيت، نيكولاس، حضارة العراق واثاره، ص 137.

(40) Parrot, A., Le temples d`Ishtar et de Ninni-zaza, (Paris, 1961), P. 8 f.

(41) كولماير، كاي، الاثار السورية، ص 59.

(42) رو، جورج، العراق القديم، ص 182-183.

(43) باقر، طه، سومر، 1948، ص 98.

(44) بوترو، جين، الشرق الادنى الحضارات المبكرة، ص 132.

(45) يقع هذا التل في محافظة الرقة في منتصف المساحة بين بلدتي راس العين وتل ابيض وبدأ التنقيب فيه عام 1958 من قبل الدكتور انطوان مرتكارت. انظر:

ابو عساف، علي، اثار الممالك القديمة، ص 52.

(46) مورتكارت، انطوان، "تل خويرة في شمال سورية"، ترجمة علي ابو عساف، الحوليات السورية، م 16، ج1، 1966، ص 103.

(47) مورتكارت، انطوان، الفن في العراق القديم، ص 115.

(48) مورتكارت، انطوان، الحوليات السورية، م10، 1960، ص 279.

 (49)Mallowan, M. E., “The Excavations at tell shagar Bazar”, IRAQ, vol 3, 1936, P. 5ff.

(50) مالوان، ماكس، حضارة عصر فجر السلالات في العراق، ترجمة كاظم سعد الدين، بغداد، 2001، ص 75.

(51) باقر، طه، مقدمة…، ج1، ص 287.

(52) سرية، احمد، "تل عربيد 1997"، الوقائع الاثارية في سورية. العدد 2، (دمشق، 1998)، ص 3 وما بعدها.

(53) بوتشلاني، جورجيو، واخرون، "الموسم التنقيبي الاول في تل العشارة (ترقا)"، ترجمة شوقي شعث، الحوليات السورية، م 27-28، 1977-1978، ص 309- 310.

(54) لوبو، مارك، الحوليات السورية، م 43، 1999، ص 271.

(55) سليمان، انطوان، "معبد من الالف الثالث قبل الميلاد في موقع الانصاري"، الحوليات السورية، م 43، 1999، ص 79 وما بعدها.

(56) Merpert, N., and Munchaev, R., “The religious complex at tell hazna I in north-east Syria”, AAAS, vol 43, 1999, P. 119f.

لابد من الاشارة الى ان خاصية التحدب او الانتفاخ الطفيف في سطوح الجدران استخدمت في عمارة العراق القديم من اجل تصحيح خداع البصر الذي تبدو فيه الاعمدة او الجدران مقعرة لو انها شيدت وهي مستوية السطوح، كما ان هذه الخاصية العمارية عرفت في العمارة اليونانية لا سيما في الاعمدة وعرفت بأسم (Entasis). انظر: باقر، طه، مقدمة...، ج1، ص 385.

(57) بفيلستر، بيتر، "تل البديري في حوض الخابور"، اضواء جديدة على تاريخ واثار بلاد الشام، ترجمة قاسم طوير، (دمشق، 1989)، ص 93.

(58) موقع لمدينة سومرية لم تعرف لحد الان ويبعد 14 ميل تقريباً شمال شرق نفر. انظر:

بوستغيت، نيكولاس، حضارة العراق واثاره، ص 125.

(59) سليمان، انطوان ومارك لوبو، "تل بيدر"، معرض الاثار السوري الاوربي، (دمشق، 1996)، ص 84.

(60) كريمر، صموئيل نوح، السومريون، ص 465.

(61) بوتيرو، جين، الشرق الادنى الحضارات المبكرة، ص 93.

(62) كونه، كورد، الاثار السورية، ص 311.

(63) كلينغل، هورست، تاريخ سورية السياسي ، ص 25.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).