أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2016
2967
التاريخ:
1476
التاريخ: 10-10-2016
1684
التاريخ: 6-10-2016
3779
|
أ- الدول التي أثرت في تاريخ سورية:
أن ظروف الإقليم السوري الجغرافية لم تيسر قيام دولة قوية فيه, وأن الوحدات التي نشأت به لم تتحد إلا بإدارة سلطة خارجية، والواقع أن كل ما وصلنا من معلومات عن طريق البحوث التاريخية والأثرية يوحي بأن سورية ظلت في معظم فترات تاريخها ميدانًا لصراع القوى المجاورة، وإن ظهرت بعض دويلات المدن المستقلة التي تظل مستعصية على الغزاة بعض الوقت؛ إلا أنها كانت تستسلم في النهاية تحت ضغط القوى الفتية التي تغزوها. ومن الممكن القول إجمالًا بأن الإقليم السوري كان في أقدم عصوره التاريخية على علاقات تجارية مع مصر التي كثيرًا ما كانت تنشر نفوذها فيه، وليس من المستبعد أن تكون جالية مصرية قد أقامت في جبيل "ببلوس" بلبنان في زمن الأسرة الرابعة المصرية(1) لملاحظة التبادل التجاري بينها وبين مصر, كما أن نصوص الأسرة الخامسة تدل على قيام حملات حربية مصرية إلى تلك الجهات أو على الأقل بعثات تجارية مسلحة، ومن المحتمل أن بعض عناصر الإقليم السوري استطاعت أن تهدد الحدود المصرية؛ بل ويرجح أنها في نهاية الأسرة السادسة تمكنت من بسط نفوذها على الدلتا(2)، وما لبث أن حدث رد فعل في عهد الأسرة الثانية عشرة؛ إذ يبدو أن ملوكها كان لديهم شيء من النفوذ في جنوب الإقليم السوري كما أنهم استأنفوا النشاط التجاري مع سواحله الشمالية وكانت لهم علاقات ودية مع بعض الإمارات الأخرى.
والظاهر أن ظروفًا سيئة حلت بالإقليم السوري خلال هذه الفترة؛ إذ إن بعض القبائل السورية جاءت في عهد سنوسرت الثاني(3) تطلب السماح لها بالاستقرار في مصر, ويرجع سبب ذلك إما لحدوث قحط في هذه الجهات أو لتعرضها لغزوات بعض الدويلات المجاورة, وخاصة لأن الأموريين أخذوا ينتشرون في أواسط سورية وجنوبها خلال هذه الفترة تقريبًا بعد أن كانوا قد تركزوا فترة في سورية الشمالية أو لتدفق بعض سكان شمال ووسط سورية عليها من جراء ضغط هجرات بعض العناصر الهندو أوروبية الرعوية التي جاءت بالإيرانيين والحوريين وغيرهم ممن انتشروا في أعالي دجلة والفرات، ثم زحفوا إلى سورية الشمالية. والظاهر أن ازدياد هذا الضغط قد أدى إلى زيادة تسلل العناصر الآسيوية إلى مصر وانتشارها وازدياد نفوذها تدريجيًّا حتى استطاعت أن تستولي على السلطة فيها وحكمتها في أعقاب الدولة الوسطى، وقد عرف هؤلاء في التاريخ باسم الهكسوس, وهم الذين تمكن ملوك الأسرة الثامنة عشرة من طردهم وتعقبهم في فلسطين إلى أن قضوا على سلطانهم.
وظل الإقليم السوري خاضعًا للسلطان المصري معظم عهد الأسرة الثامنة عشرة ولو أن مملكة قوية عرفت باسم مملكة ميتاني نشأت في شماله الشرقي "1400-1200 ق. م."؛ إلا أن نفوذها لم يتعد ذلك إلى مناطق النفوذ المصري, بل وكانت علاقاتها طيبة مع مصر وارتبط ملوكها بروابط المصاهرة مع الفرعنة. وفي عهد الأسرة التاسعة عشرة تقاسم الحيثيون والمصريون النفوذ في سورية؛ إذ أصبحت الأجزاء الشمالية منها في قبضة الحيثيين بينما اقتصر النفوذ المصري على جنوبها، ولم يستمر الحال كذلك إذ انتهت الأسرة التاسعة عشرة في مصر نهاية سيئة فأعلن حكام الأقاليم استقلالهم واغتصب أحد كبار موظفي البلاط السوريين العرش فترة إلى أن تمكن مؤسس الأسرة العشرين "ست نخت" من اعتلاء العرش بعد طرد الغاصب السوري وعاد الأمن والاستقرار في البلاد(4)، وفي عهد هذه الأسرة الأخيرة حدثت إغارات مفاجئة من شعوب هندو أوروبية عرفت باسم "شعوب البحر" على آسيا الصغرى؛ فأسقطت دولة الحيثيين وواصلت تقدمها في شمال سورية وزحفت جنوبًا حتى أصبحت تهدد مصر؛ ولكن رعمسيس الثالث -ثاني ملوك هذه الأسرة- تصدى لهم وهزمهم برًا وبحرًا في معركة فاصلة، وبذلك احتفظ بشيء من النفوذ المصري في سورية، كذلك ظلت بعض الولايات الحيثية قائمة فترة بعد ذلك في شمال سورية إلى أن قضى عليها نهائيًا سرجون الثاني ملك أشور في أواخر القرن الثامن قبل الميلاد، وبعد عهد رعمسيس الثالث أخذ نفوذ مصر يزول تدريجيًا من سورية إلى أن انتهى تمامًا في أواخر الأسرة العشرين ولم تقم له قائمة بعد ذلك إلا في فترات متباعدة ولمدد قصيرة من عهدي الأسرتين الثانية والعشرين والسادسة والعشرين, ثم أصبحت سورية ومصر نفسها بعد ذلك جزءًا من الإمبراطورية الفارسية.
ولا شك في أن ظروف الإقليم السوري الجغرافية التي أشرنا إليها من قبل(5) لا تجعل من مصر الدولة الوحيدة التي كان على علاقات معها؛ بل وربما كانت بعض المناطق الأخرى أيسر اتصالًا به وعلاقاته معها أبعد مدى؛ فمن المعروف أن المنطقة بين سهول سورية الشمالية وحوض نهر دجلة الأعلى كانت كثيفة السكان منذ أقدم العصور، يسهل الانتقال عبرها بين بلاد النهرين والإقليم السوري؛ ولذا كانت بمثابة حلقة الاتصال بينهما؛ مما أدى إلى نشابه بعض حضارتهما في العصر قبل التاريخي وإلى توسع الدول القوية التي تنشأ في أي منهما في أراضي الآخر، وهكذا نجد أن "لوجال زاجيزي"(6) يدعي أنه غزا سورية ووصل "سرجون" الأكدي في فتوحاته إلى لبنان، وما إن تحررت أرض الجزيرة وشمال سورية من الأكديين؛ حتى خضع الجزء الشمالي من سورية للحوريين، وبعدئذٍ تمكن "نارام سن" من السير في فتوحاته شمالًا؛ حتى أخضع حلب ولم يقتصر نشاط العلاقات بين القطرين على سياسة التوسع؛ فقد قامت بينهما علاقات تجارية من أقدم العصور, وخير مثال لذلك ما قام به "جوديا" حاكم لجش من إحضار خشب الأرز من لبنان.
وعندما ازدادت قوة الساميين الغربيين "الأموريين" الذين كانوا يقطنون في الإقليم السوري, زحفوا على طول نهر الفرات، وأصبحوا حكامًا لكثير من بقاع بلاد النهرين, ولكن لم يلبث "حمورابي" أن أخضعهم لسلطان بابل ولو أنه هو نفسه كان أصلًا من الأموريين. وما إن انتقلت السيادة في بلاد النهرين إلى الأشوريين حتى وجدوا أن الآراميين أصبحوا يتركزون على الجانب الأيمن للفرات؛ ولذا عمد ملوكهم الأقوياء إلى فرض سلطانهم على هؤلاء الآراميين؛ بل وتوسعوا غربًا حتى وصلوا إلى البحر المتوسط، ولم تكد بضع الدويلات السورية القائمة أن تفيق من ضربات الأشوريين المتلاحقة بعد سقوط آشور حتى تعرضت من جديد لغزوات الكلدانيين.
ولم تكن آسيا الصغرى في علاقاتها بالإقليم السوري أقل شأنًا من غيرها؛ بل ويمكن أن نعد الجزء الجنوبي منها -وهو الواقع خلف جبال طوروس- امتدادًا للإقليم السوري؛ ولذلك نجد تشابها في حضارتهما منذ العصر الحجري الحديث، وقد وجدت دولة الحيثيين "سكان آسيا الصغرى" فرصة للتوسع في الإقليم السوري؛ حيث بدؤوا بالقضاء على مملكة يا مخاد الأمورية ودمروا عاصمتها حلب في أواخر القرن السادس عشر ق. م، ثم اشتد التنافس بينها وبين المصريين من أجل السيطرة عليه ابتداء من أواخر القرن الرابع عشر قبل الميلاد(7), ثم تكونت فيه عدة ممالك حيثية صغيرة خلال القرن الحادي عشر ق. م.(8).
وهكذا نجد أن الإقليم السوري كان ميدانًا لصراع دول وشعوب مختلفة أثرت في تاريخه أيما تأثير.
ب- الشعوب التي أثرت في تاريخ سورية:
أشرنا إلى أن موقع الإقليم السوري كان عظيم الأثر في تاريخه وحضارته؛ إذ إنه جعله عرضة لوفود بعض العناصر التي لعبت في تاريخه دورًا مهمًّا، وأهم هذه العناصر هي:
أولًا- العناصر السامية:
وفدت هذه العناصر إلى الإقليم السوري في موجات متتابعة, واستقرت في أنحاء مختلفة منه وظلت تسود فيه خلال الجزء الأكبر من تاريخه القديم.
وقد تركت هذه الشعوب بصماتها في التاريخ؛ حيث احتكت بالشعوب المجاورة، وتأثرت بها وأثرت فيها من الناحية الحضارية، ومع أن بعض هذه الشعوب لم يستدل عليها إلا من التوراة؛ إلا أن لغاتها انتشرت في الشرق الأدنى حتى أصبحت دولية, كما أن الكتابة التي توصل إليها البعض الآخر استخدمتها الشعوب غير السامية التي عاشت في الشرق الأدنى، بل وينسب إلى الفينيقيين أنهم أول من عرفوا الهجائية التي انتقلت منهم إلى اليونان الذين نقلوها بدورهم إلى أوروبا؛ فهي تعد إذًا أساس الهجائيات الأوروبية الحديثة(9).
ولم يكن انتشار هذه الشعوب في الإقليم السوري بدرجة واحدة ولم يسيطر أحدها على الإقليم بأكمله؛ على أنه يمكن القول إجمالًا أن الأموريين ظلوا يشكلون غالبية السكان "فيما عدا السواحل" من منتصف الألف الثالث ق. م. إلى منتصف الألف الثاني ق. م. تقريبًا؛ بينما سكن الكنعانيون "الفينيقيون" الذين جاءوا مع الأموريين في هجرة واحدة على السواحل, وظل نشاطهم بها حتى منتصف الألف الأول ق. م. تقريبًا، ومن منتصف الألف الثاني ق. م. توغلت العناصر الآرامية في شمال ووسط سورية، وفي نفس الوقت تقريبًا كان العبريون يحاولون دخول جنوب الإقليم السوري والتركز حول البحر الميت تقريبًا.
وعلى العموم يمكن إجمال المعالم الرئيسية لتاريخهم على النحو التالي:
1- الأموريون:
هم أول شعب سامي عاش في سورية، وقد جاءوا من بلاد العرب في هجرة واحدة مع الكنعانيين حوالي منتصف الألف الثالث ق. م. وأخذوا يتجولون في شمال سورية قبل أن يستقر بهم المقام في أواسط حوض الفرات، وكانت هذه المنطقة تسكنها جماعات سومرية عند وفود الأموريين ثم ما لبث هؤلاء أن أصبحوا يمثلون غالبية السكان، وبعد انتصار سرجون الأول "ملك أكد" على لوجال زاجيزي(10) حوالي سنة 2371 ق. م. اجتاح بلاد الأموريين؛ ولكن هؤلاء نجحوا في بداية الألف الثاني قبل الميلاد في تأسيس سلسلة من الدول في فلسطين وسورية وبلاد النهرين؛ فما إن حل القرن العشرون قبل الميلاد حتى أصبحت منطقة الفرات الأوسط أمورية في سكانها وحضارتها وحكومتها؛ حيث أسسوا دولة عاصمتها ماري جنوب مصب الخابور، وانتشرت إماراتها من أشور شمالًا إلى لارسا جنوبًا، ومن البحر المتوسط غربًا إلى مرتفعات عيلام شرقًا، والظاهر أن بعض الجهات التي قطنوها في أول الأمر تعرضت لحملة مصرية في عهد ساحورع أحد ملوك الأسرة الخامسة(11)؛ حيث إن النقوش التي تركها على جدران معبده تبين انتصاره على آسيويين مثلوا بملامح تغلب فيها الصفات الأرمينية "رأس مستديرة وأنف ضخم" وهي صفات كانت سائدة بين الأموريين أيضًا، ومن المرجح أن بعض مواطنهم تعرضت لبعض المتاعب؛ فجاءت جماعات منهم تطلب الاستقرار في مصر، ويتضح هذا من نقوش مقبرة "خنوم حتب" أحد أشراف مصر الوسطى في عهد سنوسرت الثاني من السلالة الثانية عشرة؛ حيث مثلت إحدى القبائل التي لها نفس الملامح وقد جاءت تطلب السماح لها بالإقامة في مصر(12)، وربما كان الأموريون يمثلون الغالبية بين الشعوب التي اجتاحت سورية وتسللت إلى مصر وسيطرت عليها وهي التي عرفت باسم الهكسوس(13).
وقد شهد مطلع النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد تحولًا في النشاط الدولي إلى سورية الوسطى التي كان الأموريون يلعبون الدور الرئيسي فيها؛ لأن الدولة الحيثية أصبحت من القوة بحيث أخضعت الجزء الشمالي من سورية لسلطانها بعد أن كانت تسيطر عليه مملكة يامخاد الأمورية التي كانت عاصمتها حلب, وفي تلك الأثناء كانت مصر قد أخذت تبني إمبراطوريتها في عهد الدولة الحديثة، ووقع جزء من سورية تحت سيطرتها، وهكذا انحصرت بقية الإمارات الأمورية في سورية الوسطى وخاصة في الجزء الشمالي من لبنان والإقليم الداخلي حول دمشق، وظلت هذه الإمارات تتأرجح بين الخضوع للحيثيين أو الولاء لمصر، وظل الحيثيون في تقدمهم؛ بينما أخذت المستعمرات المصرية تزداد سوءًا في أواخر عهد الأسرة الثامنة عشرة وانكمشت الممتلكات المصرية حتى أصبحت قاصرة على الجزء الجنوبي من سورية, وأخذ الحيثيون يسيطرون على شمال سورية ووسطها إلى أن انتهى نشاط الأموريين منها واقتصر على جنوبها؛ حيث تأرجحت بعض الولايات الأمورية بين الولاء لمصر وبين الولاء للحيثيين, كما أن الولايات استقلت لفترات قصيرة ساد الصراع خلالها فيما بينهم إلى أن قضى الأشوريون والبابليون ثم الفرس على كيانهم ودخلوا الإقليم السوري بعد ذلك تحت سيادة الإسكندر، ومن الجدير بالذكر أنهم لم يتركوا وثائق مهمة بلغتهم الخاصة؛ بل استعملوا البابلية القديمة, ويكاد لا يظهر في وثائقهم من لغتهم سوى أسماء الملوك والحكام وبعض أسماء الأماكن السورية، ويبدو أن لغتهم كانت اللهجة الكنعانية التي انتشرت في شرق الإقليم السوري، كما يبدو أن الفينيقية كانت هي الأخرى اللهجة الكنعانية التي انتشرت في غرب هذا الإقليم.
ب- الكنعانيون أو الفينيقيون:
أن هؤلاء وفدوا مع الأموريين في هجرة واحدة؛ ولكن هؤلاء الكنعانيين استقروا على الساحل؛ حيث أطلق عليهم اليونان اسم "الفينيقيين"، ولم تمكنهم طبيعة المنطقة التي عاشوا فيها من تأسيس دولة قوية موحدة بل انتظموا في جماعات صغيرة يحكم كلًّا منها ملك ويتركزون حول مدن محصنة، تحميها أسوار وأبراج قوية تلجأ إليها تلك الجماعات عند مهاجمتها، وبعض هذه الجماعات كانت تحتل -إلى جانب أماكن استقرارها على الساحل- جزرًا صغيرة في مواجهتها, حتى إذا ما اشتد الهجوم عليها التجأت إلى تلك الجزر التي كانت محصنة هي الأخرى، أي أن هذه الجماعات كانت تتبع وسائل دفاع مزدوجة استطاعت بفضلها بعض مدنهم أن تقاوم طويلًا هجمات كثيرة تعرضت لها, ووقفت صامدة أمام الغزاة رغم حصارهم لها سنوات متتالية.
وكثيرًا ما كان يكثر التطاحن بين هذه المدن وتنشب بينها الحروب, ومع ذلك فإنها كثيرًا ما كانت تتحد أمام المهاجمين من الشعوب الأخرى، وقد تحصل إحداها على الزعامة وتتمتع بنوع من السيادة على الآخرين(14)؛ ولكن هذه الأحلاف كانت لا تستمر طويلًا وخاصة لأن بعض المدن كانت تحاول الانتفاع على حساب البعض الآخر.
وكان الفينيقيون أول أمة بحرية في التاريخ، أخذوا يجوبون البحار ويؤسسون الطرق البحرية بين الشرق والغرب وأنشئوا المستعمرات ونشروا حضاراتهم وحضارات غيرهم بين مختلف الجهات، وكانوا تجارًا نموذجيين ألفت الشعوب القديمة رؤية سفنهم؛ ولذا نجدها ممثلة في نقوش المصريين والأشوريين. ومن أهم ما قاموا به الدوران حول إفريقيا في عهد نخاو "ثاني ملوك الأسرة السادسة والعشرين المصرية"(15)، كما ينسب إليهم أنهم وصلوا إلى بريطانيا وكانوا يتاجرون معها؛ إذ كانوا يحصلون منها على القصدير في نظير الخزف والملح والأواني النحاسية، وأهم المستعمرات التي أسسوها كانت في قبرص وصقلية وسردينيا وأسبانيا وأوتيكا "تونس" وقرطاجة وبلاد اليونان، وكانت قرطاجة أكثر هذه المستعمرات نجاحًا؛ فقد تطورت حتى أصبحت تنافس الوطن الأم في القرن الثامن قبل الميلاد، وكونت منذ القرن السادس ق. م إمبراطورية واسعة امتدت من حدود ليبيا إلى جبل طارق وشملت بعض جزر البحر المتوسط حتى نازعت روما السيادة على هذا البحر، وبلغ من تسلطها عليه أن تردد القول بأن الرومان لم يكونوا يستطيعون غسل أيديهم في مياهه دون إذن من قرطاجة، وتطورت الحرب بين روما وقرطاجة إلى أن دمرت هذه الأخيرة على يد الرومان, وأشعلوا فيها النيران لمدة سبعة عشر يومًا حتى أتت عليها في سنة 146 ق. م.
ويبدو أن الفينيقيين كانوا أول من استعمل الأبجدية الراقية(16) التي لا شك في أنهم اقتبسوها من الكتابة المصرية, كما أنهم تأثروا بالمصريين في كثير من أمورهم كالآداب والعقائد وفن العمارة وعادات الفن وغير ذلك؛ إذ إن من المرجح أن النفوذ المصري كان سائدًا في الساحل الفينيقي من حوالي 2400-1200 ق. م. وكانت أول مدينة تحتل مركزًا رئيسيًا في العلاقات المصرية الفينيقية هي جبيل "ببلوس" حيث كانت مصر تستورد منها خشب الأرز والخمور والزيوت في نظير الذهب والمصنوعات المعدنية وورق البردي، وقد دخلت سورية تحت سلطان فراعنة الدولة الحديثة على العموم؛ ولكنها خرجت عن سيادتها بعد ذلك.
اثر بلاد الرافدين على سورية:
ولم يكن التأثير الحضاري لبلاد النهرين على سورية أقل من التأثير المصري، وكان ملوك بلاد النهرين الأقوياء يحصلون على خشب الأرز من هذا الإقليم، كما حدث في عهد جوديا ملك لجش، بل ويحتمل أن سورية الشمالية خضعت لسرجون الأول ملك أكد وإلى نارام - سن "ثالث خلفائه حوالي 2238 ق. م."، على أن خضوعها بصفة حاسمة لدول بلاد النهرين لم يحدث إلا في عهد الأشوريين حينما انهارت الدولة الحيثية؛ فقد استطاع تجلات بلاسر الأول ملك أشور أن يفرض سلطانه عليها، وما لبث الآراميون أن غزوا ممتلكاته فيها ولكن أشور ناصر بال "أحد خلفائه" تمكن من استرجاعها، وفي عهد وريثه شلمناصر الثالث تكون حلف ضده من المدن السورية ومن ملك دمشق "853 ق. م"؛ ولكنه انتصر عليه, إلا أن انتصاره لم يكن حاسمًا.
وحينما اعتلى تجلات بلاسر الثالث عرش أشور قام بعدة حملات لفتح سورية, ثم استطاع ولده شلمناصر الخامس أن يجتاح المدن الفينيقية فيما عدا صور؛ ولكن في عهد سنحريب تمكنت أشور من الاستيلاء على معظم الإقليم السوري بما في ذلك صور نفسها، وفي عهد خلفه أسرحدون قامت صيدا بالثورة؛ ولكنه خربها وقتل ملكها وأخضع بعض مدن فينيقية أخرى كانت صور تتزعمها, وبعدئذ استطاعت صور أن تتخلص من السيادة الأشورية فترة قصيرة؛ إلا أن أسرحدون وخلفه آشور بانيبال تمكنا في النهاية من مد إمبراطوريتهما إلى البحر المتوسط, بل وإلى مصر أيضًا.
وحينما أصبح الكلدانيون حكام بابل بعد أشور أدعوا أنهم ورثوا السيطرة على سورية, أما مصر فقد تخلصت من سيادة بلاد النهرين وأرادت أن تفرض سيادتها على سورية، وكانت المدن الفينيقية أميل للاعتراف بسلطان مصر منها إلى الاعتراف بالسيادة البابلية. وفي عام 587 ق. م. وصل نبوخذ نصر ملك بابل إلى سورية وأعاد فتح البلاد الفينيقية وفلسطين, وحاصر صور ثلاثة عشر عامًا حتى خضعت له.
وبعدئذ أخضع الفرس الإقليم السوري ومصر لسلطانهم، وقد ازدهرت بعض المدن الفينيقية في عهدهم؛ حيث سمحوا لكل منها بالاستقلال الذاتي ثم كونت هذه المدن اتحادًا مركزه طرابلس، وفي عهد أرتكزركسيس الثاني ثارت المملكة الفينيقية التي تكونت من هذا الاتحاد؛ ولكن الملك الفارسي استطاع القضاء عليها.
هذا ولم يترك الفينيقيون إلا وثائق قليلة بالهجائية الفينيقية رغم أن اختراع الهجائية ينسب إليهم, ولعل السبب في ذلك أنها كتبت على البردي أو مواد قابلة للتلف, وإلى جانب هذه وجدت وثائق كتبت بالخط المسماري البابلي.
ج- الآراميون:
كان هؤلاء من الرُّحَّل الذين عاشوا في شمال شبه جزيرة العرب ثم هاجروا إلى سورية، وما إن حل منتصف الألف الثاني قبل الميلاد إلا ووصلوا إليها، وفي خلال القرنين الرابع عشر والثالث عشر ق. م. اجتاحت جماعات منهم سورية الشمالية والوسطى ووقفت جبال لبنان حائلًا دون طغيانهم على السهل الساحلي في الغرب. ومنذ حوالي سنة 1200 ق. م أصبحت دمشق مركزًا لدولة آرامية تأثرت بحضارة الأموريين والكنعانيين، كذلك تأسست عدة مدن ودويلات آرامية في أجزاء أخرى من الإقليم السوري وبلاد النهرين.
وكانت دمشق أهم هذه الدويلات, عاصرت تأسيس المملكة العبرانية؛ فكانت محصورة بين هذه المملكة جنوبا وبين مملكة أشور شمالًا, وقد استمر عداء الآراميين للعبرانيين نحو قرنين من الزمان. ومن الدويلات الآرامية التي كانت تنازع العبرانيين مملكة صوبة التي كانت إلى جنوب زحلة في سهل البقاع، وقد انتصر داود ملك العبرانيين على هذه المملكة كما احتل دمشق، ثم تناوبت دمشق وصوبة السيادة بعد ذلك؛ فبعد أن كان ملك دمشق تابعًا لصوبة قام بمحاربة العبرانيين طوال عهد سليمان(17) وانتقلت السيادة بعدئذ إلى دمشق التي حالفها الحظ بانقسام مملكة العبرانيين إلى مملكتين "إسرائيل ويهودا" سنة 922 ق. م؛ حيث أخذت تؤلب إحدى هاتين المملكتين ضد الأخرى، وتمكن ملك دمشق بنحدد الأول "789-843 ق. م." من أن يأخذ من ملك يهودا كنوزًا ثمينة من المعبد ومن القصر الملكي في أورشليم ثم هاجم إسرائيل وأخضعها "اسميًّا على الأقل" لسلطانه، وحينما تحالفت المدن السورية ضد شلمناصر الثالث(18) كان ملك دمشق يرأس الحلف الذي لم يتمكن الأشوريون من الانتصار عليه انتصارًا حاسمًا، وبعد نحو سبعين عامًا أصبحت دمشق من الضعف بحيث هاجمها يربعام الثاني ملك إسرائيل؛ وذلك لأن هجمات أشور ضعضعت قوتها، وفي عهد تيجلات بلاسر الثالث اجتاح الأشوريون معظم المدن السورية وحاصروا دمشق وأسقطوها في سنة 732 ق. م. وقتل ملكها, وبذلك انتهت السيادة الآرامية.
وحينما سيطر الفرس على سورية ومصر ازدهرت دمشق وأصبحت أهم المدن السورية, كما اتخذت الإمبراطورية الفارسية اللغة الآرامية إلى جانب الفارسية, واستخدمت الهجائية الآرامية شعوب أخرى حتى أصبحت واسعة الانتشار وتشعبت إلى لهجات يمكن ضمها في فرعين للآرامية, أحدهما يضم اللهجات الشرقية, والآخر يضم اللهجات الغربية، وما زالت بعض الجماعات في سورية وبلاد النهرين وأرمينية تستعمل الآرامية.
د- الشعب العبراني:
نزح العبرانيون من شبه جزيرة العرب إلى سورية عن طريق كنعان في نفس الوقت الذي وصلها فيه الآراميون تقريبًا، فتسلسل العناصر السامية التي وصلت إلى الإقليم السوري كان على النحو التالي: الأموريون تركزوا بادئ الأمر في الشمال, والكنعانيون في الساحل, والآراميون في المنطقة الداخلية, والعبرانيون في الجنوب.
ولا يوجد من الوثائق والنصوص ما يشير إلى تاريخ العبرانيين سوى نذر يسير أو إشارات عابرة في كتابات الأقوام الذين احتكوا بهم وما روته التوراة عن تاريخهم، ورغم ما يبدو فيها من اضطراب وزيف؛ فإنها تعد أوفى ما كتب عنهم حتى إن المؤرخين يعتبرونها المصدر الرئيسي لتاريخهم؛ ولذا اعتمدوا عليها في كتابة هذا التاريخ.
وإذا ما أخذنا لما ترويه التوراة عنهم نجد أنها تذكر أن هؤلاء العبرانيين أتموا هجرتهم إلى فلسطين على ثلاث مراحل، أقدمها كانت إلى الصحارى القريبة من شمال بلاد النهرين، ويرجح أنها كانت في نفس الوقت الذي حدثت فيه تحركات الهكسوس في شرق البحر المتوسط أي: في القرن الثامن عشر ق. م. والثانية توافق هجرة الآراميين أي: حوالي القرن الرابع عشر ق. م. والثالثة كانت في أواخر القرن الثالث عشر ق. م. وفيها خرجوا من مصر إلى جنوب شرق فلسطين بعد جولة ليست بالقصيرة في شبه جزيرة سيناء.
وحينما وصلت هجرتهم الأولى إلى الإقليم السوري كان السواد الأعظم فيه من الأموريين والكنعانيين بالإضافة إلى بعض العناصر غير السامية كالحوريين والحيثيين وغيرهم، وقد استطاع هؤلاء العبرانيون أن يختلطوا بهؤلاء جميعًا وأن يتعلموا حياة الاستقرار بعد أن كانوا من المتجولين المغامرين، واتخذوا اللغة الكنعانية بدلًا من لغتهم الأصلية, كما تأثروا بكثير من مظاهر الحضارة والثقافة الكنعانية؛ ولذا يمكن اعتبارهم ورثة للكنعانيين أو أخلافًا لهم حيث تذكر الأساطير العبرانية أن جدهم الأكبر إبراهيم "أو قبيلتهم الأصلية" أتى من أور الكلدانيين عن طريق حران واستقر مؤقتًا قرب حبرون "الخليل" الأمر الذي يعتقد المؤرخون أنه يتفق مع الهجرة الأولى، وأن حفيده يعقوب "ابن إسحاق" عاش عدة سنوات في فدان آرام ثم انتقل إلى مصر، ويحتمل أن هذا هو ما يتفق مع هجرتهم الثانية، وحينما وقع الاختيار على إسحاق ليكون صاحب الشأن بينهم غيَّر اسمه إلى إسرائيل كما غير أخوه عيسو اسمه هو الآخر إلى أدوم وسمى ورثته بالأدوميين، ومن أبناء يعقوب كان يوسف الذي وصل إلى مكانة مرموقة في مصر(19)، وبعد أن عاش أحفاد يعقوب فيها عدة أجيال أخرجوا منها وكان يقودهم موسى، وهذه هي هجرتهم الثالثة التي تعد بداية التاريخ الحقيقي للإسرائيليين.
ولا يعرف تاريخ هذه الهجرة الأخيرة بالضبط رغم أن كلمة إسرائيل وردت على لوح حجري من عهد مرنبتاح(20) بن رعمسيس الثاني, وقد ظل أفرادها يتجولون طويلًا في سيناء؛ حيث قاسوا كثيرًا، وتزوج موسى من ابنة كاهن مدين "في جنوب سيناء" الذي كان يدين بوحدانية يعبد فيها يهوه وهو أحد آلهة العرب الشماليين، ثم اتخذت هذه الجماعة الإسرائيلية مكانًا لها في جنوب شرقي الأردن استعدادًا لدخول فلسطين، وكان عددها يقدر بحوالي 6000 أو 7000 نفس ومرت في طريقها بدويلات صغيرة في جنوب وشرق وشمال شرقي البحر الميت، ولم تحاول مهاجمة هذه الدويلات؛ ولكنها حاربت إمارة سيحون الأمورية "في شرق الأردن" وانتصرت عليها, كما انتصرت على إمارة باشان التي كان ملكها عوج بن عنق المشهور في التوراة على أنه كان من العمالقة، واستولوا على بعض المدن الكنعانية المحصنة في فلسطين وأحرقوها وقتلوا أهلها حتى الأطفال؛ ولكن بعض المدن الأخرى استعصت عليهم مثل جزر وأورشليم وبيت شأن، وهذه الأخيرة لم تسقط في أيديهم إلا حوالي سنة 1000 ق. م. أو بعد ذلك بقليل.
وبعد أن استقروا في الجهات التي وصلوا إليها اختلطوا بسكانها ومن بينهم أقرباؤهم الذين كانوا قد فضلوا البقاء فيها من قبل ولم يهاجروا إلى مصر، ثم تغلغلوا في أماكن أخرى، وبعدئذ قسموا الجهات التي سيطروا عليها بين إحدى عشرة قبيلة من القبائل الاثنتي عشرة التي تضمهم، أما القبيلة الباقية وهي قبيلة "لاوي الكهنوتية"؛ فقد تفرغت للشئون الدينية ووزعت على القبائل الأخرى، وهذا هو ما يعرف بعصر القضاة.
وهؤلاء القضاة كانوا أبطالًا وحكامًا قادرين قادوا قبائلهم في حروبهم ضد أعدائهم واشتهر منهم كثيرون, من بينهم شمشون الجبار؛ حيث روت عنه الأساطير العبرانية الشيء الكثير فيما يتعلق بحروبه مع الفلسطينيين الذين كانوا أشد أعداء العبرانيين، وهم من شعوب البحر التي جاءت من منطقة إيجة في أواخر القرن الثالث عشر ووصلوا إلى سواحل سورية الجنوبية واستقروا بها "ومن اسمهم اشتق اسم فلسطين" وقد حاولوا الدخول إلى مصر في عهد رعمسيس الثالث(21)؛ ولكنه هزمهم وحال دون توغلهم إليها، ومن مدنهم الخمسة الرئيسية كونوا اتحادًا بزعامة أشدود، وفي حوالي سنة 1050 ق. م. حاربوا العبرانيين وانتصروا عليهم وأخذوا منهم تابوت العهد(22) ونقلوه إلى أشدود.
وتشير التوراة إلى أن داود كان حاملًا لدرع شاؤول وأنه اختير ملكًا من بعده وهو يعد المؤسس الحقيقي للمملكة العبرانية؛ فمع أنه بدأ حكمه تحت سيادة الفلسطينيين؛ إلا أنه نجح في التخلص من سلطانهم وتمكن من توسيع مملكته إلى حد لم تبلغه في أي وقت آخر(23), واختار حصن أورشليم ليكون عاصمة له، وفي عهده ظهر الأدب العبري الذي يعتبر من أرفع الآداب التي خلفها الشرق القديم, ودونت في عهده الحوادث والحوليات الملكية في أسلوب حيوي لم يكتب مثله من قبل... .
ثانيًا- العناصر غير السامية:
الحوريون والميتانيون:
ظهر الحوريون في التاريخ من منتصف الألف الثالث ق. م. "أي: منذ العهد الأكدي"؛ حيث كانوا ممثلين بأعداد قليلة في شمال بلاد النهرين, شرقي نهر دجلة ثم زاد عددهم منذ عهد سلالة أور الثالثة(24)، وزادت مساحة الأراضي التي شغلوها في منتصف الألف الثاني ق. م. وأصبح لهم كيان سياسي في شمال بلاد النهرين وسورية وبعض جهات الأناضول، وفي ذلك الحين كان الساميون أكثرية في وسط الفرات وجنوب سورية وفلسطين، ويحتمل أنهم هم الذين غزوا أشور بعد شمش أدد الأول(25) وحمورابي، وبلغ نفوذُهُمْ أَوْجَهُ عندما أسسوا دولة قوية في شمال سورية بالإضافة إلى مكانتهم في العراق ولعبوا دورًا مهما في سياسة المنطقة. ومن بعد سنة 1500 ق. م. تقلص نفوذهم في المنطقة؛ ولكنهم مع هذا كونوا في الإقليم الذي تركزوا فيه في شمال بلاد النهرين دولة قوية عرفت باسم مملكة ميتاني, يستدل من أسماء ملوكها على أن الطبقة الحاكمة فيها كانت من العناصر الهندو أوروبية؛ غير أننا لا نستطيع الجزم بالأصل الجنسي لعامة الحوريين.
وقد بلغ من قوة هذه الدولة أنها كانت تحكم المساحة الممتدة من البحر المتوسط ومرتفعات ميديا بما في ذلك أشور التي خضعت لنفوذها نحو قرن من الزمان, حتى تحررت في عهد ملكها آشور أوبلط الأول "حوالي 1365-1330 ق. م.".
وكانت شوكاني "التي يرجح أنها الفخارية الواقعة على نهر الخابور في شرقي تل حلف" عاصمة لميتاني، ومن أهم مراكزها نوزي ويوزغان تبة وأربخا جنوب كركوك الحالية، وقد عرفت هذه المملكة في النصوص المصرية باسم نهارينا، ومن أشهر حكامها هاني جلبات ثم توشرانا الذي كان صهرًا لأمنحوتب الثالث(26) وأمنحوتب الرابع، وبعد أن نجحت المملكة الحورية في الاعتداء على الأراضي الحيثية على أثر ما أصاب الحيثيين من ضعف عقب موت تليبينوس استعاد الحيثيون قوتهم بعد ذلك في عهد ملكهم سوبيلوليوما وهاجموا المملكة الميتانية في عهد ملكها توشراتا, واستمرت حملاتهم عليها في عهد خلفه أيضًا وانتهت هذه الحملات باستيلاء الحيثيين(27) على القسم الشمالي من سورية، الذي يحدُّه الفرات في الشرق ولبنان في الجنوب, ثم ما لبث الأشوريون أن استولوا على القسم الباقي منها في عهد ملكهم أددنيراري؛ وهكذا زالت دولة ميتاني من الوجود.
__________
(1) انظر أعلاه ص108.
(2) انظر أعلاه ص123.
(3) انظر أعلاه ص143.
(4)انظر أعلاه ص195-196.
(5) انظر أعلاه ص264-265.
(6) انظر فيما بعد ص354.
(7) انظر فيما بعد ص278، 312-316.
(8) انظر فيما بعد ص318-320.
(9) انظر ص280.
(10) ملك مدينة أوما، انظر فيما بعد "عصر فجر الأسرات السومري" بالعراق.
(11) انظر أعلاه ص114-115.
(12) انظر أعلاه ص143.
(13) انظر أعلاه ص150 وما بعدها.
(14) مثل الحلف الذي تكون بزعامة قادش أيام تحتمس الثالث، انظر ص166.
(15) انظر ص228.
(16) عثر في أوجاريت على ألواح طينية كتبت بهجائية مسمارية في لهجة كنعانية, وتتشابه في بعض موادها مع بعض نصوص الآداب العبرية, انظر أيضًا ص282.
(17) سفر الملوك الأول 11: 25.
(18) انظر أعلاه ص281.
(19) يحتمل أن أحد ملوك الهكسوس هو الذي قرب يوسف إليه باعتباره من أصل سوري مثله.
(20) انظر ص193.
(21) انظر ص200.
(22) تروي الأساطير أن تابوت العهد صندوق طويل من الخشب صنعه موسى -عليه السلام- "كان يوضع في أقدس مكان من المعبد العبراني بعد بنائه" وكان به لوحان من الحجر منقوشان بالوصايا العشر, وقبل أن يشيد المعبد كان العبرانيون يحملون هذا التابوت معهم في ترحالهم.
ويبدو أن العبرانيين حينما وجدوا أن جيرانهم كان يحكمهم ملوك طلبوا إلى زعيمهم الديني "صموئيل" أن يعين عليهم ملكًا فاختار "شاؤول"؛ ولكن هذا كان ضعيفًا مسنًّا، ازداد نفوذ الفلسطينيين في عهده وتسلطوا على مدن داخلية بعيدة مثل بيت شان، وحينما حارب الفلسطينيون العبرانيين انتصروا عليهم وقتلوا ثلاثة من أبناء شاؤول وأصيب هو نفسه بجراح خطيرة فانتحر.
(23) من بين الإمارات التي أخضعها "إيدوم" وقد أسرف قائده في ذبح الذكور من أبنائها؛ ولكن أمير إيدوميا حديث السن يدعى "حداد" هرب إلى مصر؛ حيث أكرم فرعونها وفادته, ومع ذلك عاد إلى فلسطين على غير إرادة الفرعون وأصبح عدوًّا مدى الحياة لسليمان، انظر: سفر الملوك1, الإصحاح 11 الآيات 14 وما بعدها.
(24) انظر عودة الدولة السومرية في بلاد النهرين.
(25) ملك أشور الذي يعاصر حمورابي, وقد حكم حوالي 1814-1872 ق. م.
(26) انظر ص175.
(27) انظر عهد سوبيلوليوما في الإمبراطورية الحيثية وخاصة ص312، 313.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|