أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-3-2017
5883
التاريخ: 2-3-2017
12965
التاريخ: 12-2-2017
3971
التاريخ: 24-11-2016
9838
|
قال تعالى : { وَلَو أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَو كَانُوا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 103].
قال سبحانه : {ولو أنهم} يعني الذين يتعلمون السحر ويعملونه وقيل هم اليهود {آمنوا} أي صدقوا بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) والقرآن {واتقوا} السحر والكفر وقيل جميع المعاصي {لمثوبة من عند الله خير} أي لا ثيبوا وثواب الله خير {لو كانوا يعلمون} أي لو كانوا يستعملون ما يعلمونه وليس أنهم كانوا يجهلون ذلك كما يقول الإنسان لصاحبه وهو يعظه ما أدعوك إليه خير لك لوكنت تعقل أو تنظر في العواقب وفي قوله {لو كانوا يعلمون} وهو خير علموا أولم يعلموا وجهان ( أحدهما ) أن معناه لو كانوا يعلمون لظهر لهم بالعلم ذلك أي لعلموا أن ثواب الله خير من السحر (والآخر) أن المعنى فيه الدلالة على جهلهم وترغيبهم في أن يعلموا ذلك وأن يطلبوا ما هو خير لهم من السحر وهو ثواب الله الذي ينال بطاعاته واتباع مرضاته وفي هذه الآية دلالة على بطلان قول أصحاب المعارف لأنه نفى ذلك العلم عنهم .
____________________
مجمع البيان ، الطبرسي ، ج1 ، ص335.
بعد ان عدّد اللَّه مساوئ اليهود ، ودسائسهم ضد محمد ( صلى الله عليه واله ) قال : ما كان أغناهم عن هذا الكفر والجحود ، ولو آمنوا بمحمد كما أمرتهم التوراة لأراحوا واستراحوا ، ونالوا عند اللَّه الدرجات العلى ، قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
ان التقوى دار حصن عزيز ، والفجور دار حصن ذليل ، لا يمنع أهله ، ولا يحرز من لجأ إليه ، ألا وبالتقوى تقطع حمة الخطايا ، وباليقين تدرك الغاية القصوى .
السحر وحكمه :
تكلم فقهاء الإمامية في السحر ، وأطالوا الكلام عن معناه وأقسامه ، والممكن منها ، والممتنع ، وعن جواز تعليمه وتعلمه ، والعمل به . والسحر الذي ذكره
القرآن هو نوع من الخديعة والشعوذة ، وتصوير الباطل بصورة الحق ، قال تعالى :
{فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى } [طه: 66] . . {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ } [البقرة: 102] . وعن الإمام الصادق ان السحر على أنواع ، منها خفة وسرعة ، ومنها احتيال ، لأن المحتالين قد جعلوا لكل صحة آفة ، ولكل عافية سقما ، ولكل معنى حيلة .
أما الكتابات والرقى والعزائم ، والنفث في العقد ، وما إليه مما قيل انها تحدث أثرا ملموسا ، كعقد الزوج عن زوجته ، أو غيرها ، بحيث يعجز عن وطئها ، وإلقاء المحبة والبغضاء بين اثنين ، واستخدام الملائكة والشياطين في كشف المغيبات ، وعلاج المصابين بالصرع ، أما هذه فقال الشهيد الثاني في المسالك باب التجارة :
ان أكثر علماء الإمامية يعتقدون انها وهم وخيال لا أساس له من الصحة ، وان البعض منهم يراها حقيقة واقعة ، وهومن القائلين بحقيقتها .
وروى البخاري في الجزء الرابع من صحيحه (باب قصة إبليس وجنوده) ان النبي سحر ، حتى كان يخيل إليه انه يفعل الشيء ، وما يفعله . . وأنكر ذلك الجصاص أحد أئمة الحنفية في الجزء الأول من أحكام القرآن ص 55 طبعة سنة 1347 ه ، وأيضا أنكره الشيخ محمد عبده في تفسير سورة الفلق .
ونحن مع الذين لا يرون للسحر واقعا . قال الإمام الصادق : (السحر أعجز وأضعف من أن يغير خلق اللَّه . . ولو قدر الساحر لدفع عن نفسه الهرم والآفة والأمراض ، و لنفى البياض عن رأسه ، والفقر من ساحته ، وان من أكبر السحر النميمة يفرق بها بين المتحابين ، ويجلب العداوة بين المتصافين) .
ومهما يكن ، فقد اتفقت كلمة الإمامية على ان عقاب الساحر القتل والاعدام ان كان مسلما ، والتأديب بما يراه الحاكم من الجلد والسجن ان كان غير مسلم (2) .
____________________
1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج1 ، ص164-165.
2- من أحب التفصيل في حكم السحر فليرجع إلى الجواهر باب التجارة وباب القصاص ، وإلى مكاسب الشيخ الأنصاري . ومما قاله صاحب الجواهر : « وليس مطلق الأمر الغريب سحرا ، فان كثيرا من العلوم لها آثار عجيبة غريبة ، ويكفيك ما يصنعه الإفرنج في هذه الأزمنة من الغرائب » . نحن الآن في سنة 1967 م .
وقد مضى على وفاة هذا المؤلف العظيم 121 سنة ، ولو كان في هذا العصر لم ير شيئا عجبا ، لأن كل ما فيه عجيب ، وسيأتي عصر يكون حاضرنا بالقياس إليه ، كعصر الشيخ بالقياس إلى يومنا .
قوله تعالى:{لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون} ، أي من المثوبات والمنافع التي يرومونها بالسحر ويقتنونها بالكفر هذا.
____________________
1- الميزان ، الطباطبائي ، ج1 ، ص 198.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|