أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-9-2019
1788
التاريخ: 5-7-2019
2172
التاريخ: 4-6-2019
1969
التاريخ: 6-10-2016
1626
|
السخط فيما يخالف هواه من الواردات الإلهية و التقديرات الربانية , ويرادفه الإنكار و الاعتراض ، و هو من شعب الكراهة لا فعال اللّه , و هو ينافي الايمان و التوحيد , و ما للعبد العاجز الذليل المهين الجاهل بمواقع القضاء و القدر، و الغافل عن موارد الحكم و المصالح الاعتراض و الإنكار.
والسخط لأفعال الخالق الحكيم العليم الخبير , و انى للعبد ألا يرضى بما يرضى به ربه , و لعمري! أن من يعترض على فعل اللّه فهو أشد الجهلاء ، و من لم يرض بالقضاء فليس لحمقه دواء , و قد ورد في الخبر القدسي : «خلقت الخير و الشر , فطوبى لمن خلقته للخير وأجريت الخير على يديه ، و ويل لمن خلقته للشر و أجريت الشر على يديه ، و ويل ثم ويل لمن قال لم و كيف!» , و في خبر قدسي آخر : «أنا اللّه لا إله إلا انا ، من لم يصبر على بلائي ، و لم يشكر على نعمائي ، و لم يرض بقضائي ، فليتخذ ربا سواي» , وفي مناجاة موسى : «أي رب! أيّ خلقك أحب إليك؟ , قال : من إذا أخذت منه المحبوب سالمني , قال : فأي خلقك أنت عليه ساخط؟ , قال : من يستخيرني في الأمر، فإذا قضيت له سخط قضائي» , وفي الخبر القدسي : «قدرت المقادير، و دبرت التدبير، و احكمت الصنع ، فمن رضى فله الرضا مني حين يلقاني ، و من سخط فله السخط مني حين يلقاني» , وقال الباقر (عليه السلام) : «و من سخط القضاء مضى عليه القضاء ، و احبط اللّه أجره» .
و قال الصادق (عليه السلام) : «كيف يكون المؤمن مؤمنا ، و هو يسخط قسمته ، و يحقر منزلته ، و الحاكم عليه اللّه ، و أنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه الا الرضا ان يدعو اللّه فيستجاب له».
وفي بعض الاخبار : «أن نبيا من الأنبياء شكى إلى اللّه - عز و جل - الجوع و الفقر و العرى عشر سنين ، فما أجيب إليه ، ثم أوحى اللّه – تعالى – اليه : كم تشكو؟ , و هكذا كان بدؤك عندي في أم الكتاب قبل ان اخلق السماوات و الأرض ، و هكذا سبق لك مني ، و هكذا قضيت عليك قبل ان اخلق الدنيا ، أ فتريد أن اعيد خلق الدنيا من اجلك؟ ام تريد ان أبدل ما قدرته عليك فيكون ما تحب فوق ما أحب ، و يكون ما تريد فوق ما أريد؟ , وعزتي و جلالي! لئن تلجلج هذا في صدرك مرة أخرى ، لا محونك من ديوان النبوة» .
وروي انه : «اوحى اللّه – تعالى - الى داود (عليه السلام) : تريد و أريد و انما يكون ما أريد فان اسلمت لما أريد كفيتك ما تريد ، و ان لم تسلم لما أريد أتعبتك فيما تريد ، ثم لا يكون إلا ما أريد».
وبالجملة : من عرف أن العالم بجميع اجزائه ، من الجواهر و الاعراض ، صادرة عنه على وجه الحكمة و الخيرية ، و انها النظام الاصلح الذي لا يتصور فوقه نظام ، و لو تغير جزء منه على ما هو اختلت الأصلحية و الخيرية ، و عرف اللّه بالربوبية ، و عرف نفسه بالعبودية ، يعلم ان السخط و الاعراض و عدم الرضا بشيء مما يرد ، و يكون غاية الجهل و الخطر ، و لذلك لم يكن أحد من الأنبياء ان يقول قط في أمر : ليست كان كذا ، حتى قال بعض أصحاب النبي (صلى الله عليه واله) : «خدمت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) عشر سنين ، فما قال لي لشيء فعلته : لم فعلت ، و لا لشيء لم افعله : لم لم تفعله ، و لا قال في شيء كان : ليته لم يكن ولا في شيء لم يكن : ليته كان ، و كان إذا خاصمني مخاصم من أهله ، يقول : دعوه ، لو قضى شيء لكان».
وروي : «ان آدم (عليه السلام) كان بعض أولاده الصغار يصعدون على بدنه و ينزلون ، و يجعل أحدهم رجليه على اضلاعه كهيئة الدرج فيصعد إلى رأسه ، ثم ينزل على اضلاعه كذلك وهو مطرق إلى الأرض لا ينطق ، و لا يرفع رأسه ، فقال له بعض ولده : يا أبت! أما ترى ما يصنع هذا بك؟ , لو نهيته عن هذا ، فقال : يا بني! انى رأيت ما لم تروا ، و علمت ما لم تعلموا انى تحركت حركة واحدة فأهبطت من دار الكرامة إلى دار الهوان ، و من دار النعيم إلى دار الشقاء ، فأخاف ان أتحرك حركة أخرى فيصيبني ما لا اعلم» .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|