أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2016
1313
التاريخ: 13-5-2021
2692
التاريخ: 28-5-2021
1962
التاريخ: 27-9-2020
1481
|
عام الحزن :
وفي السنة العاشرة من البعثة كانت وفاة الرجل العظيم ، أبي طالب عليه الصلاة والسلام ، ففقد النبي «صلى الله عليه وآله» بفقده نصيرا قويا ، وعزيزا وفيا ، كان هو الحامي له ، والدافع عنه ، وعن دينه ، ورسالته ، كما أشرنا إليه.
ثم توفيت بعده بمدة وجيزة ـ قيل : بثلاثة أيام ، وقيل بعده بحوالي شهر (١) خديجة أم المؤمنين صلوات الله وسلامه عليها ، أفضل أزواج النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» ، وأحسنهن سيرة وأخلاقا مع النبي «صلى الله عليه وآله» ، وقد كانت بعض نساء النبي «صلى الله عليه وآله» (وهي عائشة) تغار منها غيرة شديدة ، كما سنرى ، رغم أنها لم تجتمع معها في بيت الزوجية ، لأن النبي «صلى الله عليه وآله» قد تزوجها بعد وفاة خديجة بزمان (2).
ونستطيع أن نعرف : كم كان لأبي طالب ، ولخديجة «عليهما السلام» من خدمات جلّى في سبيل هذا الدين من تسمية النبي «صلى الله عليه وآله» عام وفاتهما ب : «عام الحزن» (3).
الحب في الله والبغض في الله :
ومن الواضح : أن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يكن ينطلق في حبه لهما ، وحزنه عليهما من مصلحته الشخصية ، أو من عاطفة رحمية ، وإنما هو يحب في الله تعالى ، وفي الله فقط.
ويقدّر أي إنسان ، ويحزن لفقده ، ويرتبط به روحيا وعاطفيا ، بمقدار ارتباط ذلك الإنسان بالله ، وقربه منه ، وتفانيه في سبيله ، وفي سبيل دينه ورسالته.
أي أنه «صلى الله عليه وآله» لم يتأثر على أبي طالب وخديجة ؛ لأن هذه زوجته وذاك عمه.
وإلا فقد كان أبو لهب عمه أيضا ، وإنما لما لمسه فيهما من قوة إيمان ، وصلابة في الدين ، وتضحيات وتفان في سبيل الله ، والعقيدة ، وفي سبيل المستضعفين في الأرض ولما خسرته الأمة فيهما ، من جهاد وإخلاص قلّ نظيره في تلك الظروف الصعبة والمصيرية.
وقد ألمح النبي «صلى الله عليه وآله» إلى ذلك حينما جعل موت أبي طالب وخديجة مصيبة للأمة بأسرها ، كما هو صريح قوله في هذه المناسبة : «.. اجتمعت على هذه الأمة مصيبتان ، لا أدري بأيهما أنا أشد جزعا» (4).
نعم ، وذلك هو الأصل الإسلامي الأصيل ، الذي قرره الله تعالى بقوله : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ..)(5) وهل ثمة محادة لله ولرسوله أعظم من الشرك ، الذي عبر الله عنه بقوله : (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)(6) و (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ ..)؟! (7).
والآيات والروايات التي تؤكد على الحب في الله والبغض في الله كثيرة تفوق حد الحصر في عجالة كهذه.
وعلى هذا الأساس قال الله تعالى لنوح عن ولده : (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ ..)(8).
وقال تعالى حكاية لقول إبراهيم «عليه السلام» : (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي)(9) وعلى هذا الأساس أيضا كان سلمان الفارسي من أهل البيت.
قال «صلى الله عليه وآله» : سلمان منا أهل البيت (10).
وقال أبو فراس :
كانت مودة سلمان لهم رحما *** ولم تكن بين نوح وابنه رحم
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ١ ص ٣٤٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٢ ص ١٣٢ البداية والنهاية ج ٣ ص ١٢٧ والتنبيه والإشراف ص ٢٠٠.
(2) البداية والنهاية لابن كثير ج ٣ ص ١٢٧ ـ ١٢٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٢ ص ١٣٣ ـ ١٣٥ صحيح البخاري ج ٢ ص ٢٠٢ وكتاب عائشة للعسكري ص ٤٦ فما بعدها. وقد ذكرنا بعض المصادر لذلك في ما يأتي في فصل : حتى بيعة العقبة ، حين الكلام حول جمال عائشة وحظوتها.
(3) سيرة مغلطاي ص ٢٦ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٣٠١ والمواهب اللدنية ج ١ ص ٥٦ والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ١٣٩ ط دار المعرفة وأسنى المطالب ص ٢١.
(4) تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٣٥ ط صادر.
(5) الآية ٢٢ من سورة المجادلة.
(6) الآية ١٣ من سورة لقمان.
(7) الآية ٤٨ من سورة النساء.
(8) الآية ٤٦ من سورة هود.
(9) الآية ٣٦ من سورة ابراهيم.
(10) مصادر هذا الحديث مذكورة في كتابنا سلمان الفارسي في مواجهة التحدي.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|