أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-10-2016
1662
التاريخ: 25-4-2022
1805
التاريخ: 6-10-2016
2091
التاريخ: 6-10-2016
1602
|
هو التفريط في كسب ضروري القوت ، و الفتور عما ينبغي من شهوة النكاح ، بحيث يؤدى إلى سقوط القوة و تضييع العيال و انقطاع النسل ولا ريب في كون ذلك مذموما غير مستحسن في الشرع ، إذ تحصيل المعارف الإلهية و اكتساب الفضائل الحلقية و العبادات البدنية موقوف على قوة البدن ، فالتفريط في إيصال بدل ما يتحلل إلى البدن يوجب الحرمان عن تحصيل السعادات. وهو غاية الخسران.
وكذا إهمال قوة شهوة النكاح يوجب الحرمان عن الفوائد المترتبة عليها ، فإن هذه القوة إنما سلطت على الإنسان لبقاء النسل و دوام الوجود ، ولأن يدرك لذته فيقيس بها لذات الآخرة ، فإن لذة الوقاع لو دامت لكانت أقوى اللذات الجسمانية ، كما أن ألم النار أعظم الآلام الجسدانية فالترغيب و الترهيب يسوقان الخلق إلى سعاداتهم ، و ليس ذلك إلا بلذة مدركة و ألم محسوس مشابهين للذات و الآلام الأخروية.
ولبقاء النسل فوائد : موافقة محبة اللّه بالسعي في تحصيل الولد لبقاء نوع الإنسان ، و عدم قطعه السلسلة التي وصلت إليه من مبدأ النوع ، وطلب محبة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في تكثير من به مباهاته ، و طلب التبرك بدعاء الولد الصالح بعده ، وطلب الشفاعة بموت الولد الصغير إذا مات قبله ، كما استفاضت به الأخبار.
ومن فوائد النكاح : كسر التوقان والتحرز من الشيطان ، بغض البصر و حفظ الفرج و قطع الوساوس و خطرات الشهوة من القلب ، و إليه الإشارة بقوله (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): «من تزوج فقد أحرز نصف دينه».
ومن فوائد النكاح : تفريغ القلب عن تدبير المنزل ، والتكفل بشغل الطبخ والفرش والكنس ، و تنظيف الأواني و تهيئة أسباب المعيشة ، فإن الفراغ عن ذلك أعون شيء على تحصيل العلم و العمل ، ولذا قال النبي (صلّى اللّه عليه و آله): «ليتخذ أحدكم لسانا ذاكرا و قلبا شاكرا و زوجة مؤمنة صالحة تعينه على آخرته».
ومنها : مجاهدة النفس و رياضتها بالسعي في حوائج الأهل و العيال ، و الاجتهاد في إصلاحهم وإرشادهم إلى طريق الدين ، وفي تحصيل المال الحلال لهم من المكاسب الطيبة ، والقيام بتربية الأولاد ، و الصبر على أخلاق النساء ، و كل ذلك من الفضائل العظيمة ، ولذا قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) : «الكاد في نفقة عياله كالمجاهد في سبيل اللّه».
وقال (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) : «من حسنت صلاته ، و كثر عياله و قل ماله ، ولم يغتب المسلمين : كان معي في الجنة كهاتين» , و قال (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) : «من الذنوب لا يكفرها إلا الهم بطلب المعيشة» .
وقال (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) : «من كانت له ثلاث بنات فأنفق عليهن و أحسن إليهن حتى يغنيهن اللّه عنه أوجب اللّه تعالى له الجنة».
ولا ريب في أن الخمود عن الشهوة يلزمه الحرمان عن الفوائد المذكورة فهو مرجوح .
ثم لما كان للنكاح آفات أيضا ، كالاحتياج إلى المال و صعوبة تحصيل الحلال منه - لا سيما في أمثال زماننا - والعجز عن القيام بحقوق النسوان ، والصبر على أخلاقهن ، واحتمال الأذى منهن ، وتفرق الخاطر لأجل القيام بتدبير المعيشة و تهيئة ما يحتاجون إليه ، و تأدية ذلك غالبا إلى ما لا ينبغي من الانغمار في الدنيا و الغفلة عن اللّه – سبحانه - و عما خلق لأجله ، فاللائق أن يلاحظ في كل شخص أن الراجح في حقه ما ذا؟ - بعد ملاحظة الفوائد و المفاسد - فيأخذ به.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|