أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-2-2022
1755
التاريخ: 6-10-2016
1824
التاريخ: 20-4-2022
2085
التاريخ: 4-6-2019
1891
|
الآفات التي تكدر الإخلاص و تشوشه لها درجات في الظهور و الخفاء اجلاها الرياء الظاهر، و هو ظاهر.
ثم تحسين العبادة و السعي في الخشوع فيها في الملا دون الخلوة ليتأسى به الناس ، و لو كان عمله هذا خالصا للّه لم يتركه في الخلوة ، إذ من يرى الخشوع و حسن العبادة خيرا لا يرتضى لغيره تركه ، فكيف يرتضى ذلك لنفسه في الخلوة ، ثم تحسينها في الخلوة أيضا بقصد التسوية بين الخلوة و الملا ، و هذا من الرياء الغامض ، لأنه حسن عبادته في الخلوة ليحسنها في الملا فلا يكون فرق بينهما في التفاته فيهما إلى الخلق ، اذ الإخلاص الواقعي أن تكون مشاهدة الخلق لعبادته كمشاهدة البهائم لها ، من دون تفاوت أصلا ، فكأن نفسه لا تسمح بإساءة العبادة بين اظهر الناس ، ثم يستحى من نفسه أن يكون في صورة المرائين و يظن أن ذلك يزول باستواء عبادته في الخلوة و الملأ ، و ليس كما ظنه ، اذ زوال ذلك موقوف على عدم التفاته إلى الخلق في الملأ و الخلوة كما لا يلتفت الى الجمادات فيهما مع أنه مشغول الهم بالخلق فيهما جميعا. و اخفاها أن يقول له الشيطان - و هو في العبادة في الملأ بعد يأسه عن المكائد السابقة -: «أنت واقف بين يدي اللّه سبحانه ، فتفكر في جلاله و عظمته ، و استحى من أن ينظر إلى قلبك و هو غافل عنه! فيحضر بذلك قلبه و تخشع جوارحه» و هذا أخفى مكائد الشيطان و خداعه ، ولو كانت هذه الخطرة ناشئة عن الإخلاص لما انفكت عنه في الخلوة و لم يخص خطورها بحالة حضور غيره و علامة الأمن من هذه الآفة : أن يكون هذا الخاطر مما يألفه في الخلوة كما يألفه في الملأ ، و لا يكون حضور الغير سببا لحضوره كما لا يكون حضور بهيمة سببا له ، فما دام العبد يفرق في أحواله و أعماله بين مشاهدة انسان و مشاهدة بهيمة ، فهو بعد خارج عن صفو الإخلاص مدنس الباطن بالشرك الخفي من الرياء ، و هذا الشرك أخفى في قلب ابن آدم من دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء ، كما ورد به الخبر و لا يسلم منه إلا من عصمه اللّه بخفي لطفه ، اذ الشيطان ملازم للمتشمرين لعبادة اللّه ، لا يغفل عنهم لحظة ليحملهم على الرياء في كل واحد من أفعالهم و أعمالهم .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
مكتب المرجع الديني الأعلى يعزّي باستشهاد عددٍ من المؤمنين في باكستان
|
|
|