أقرأ أيضاً
التاريخ: 18/12/2022
1346
التاريخ: 29-9-2016
2020
التاريخ: 20/12/2022
1343
التاريخ: 29-9-2016
2285
|
النميمة تطلق في الأكثر على أن ينم قول الغير إلى المقول فيه ، كأن يقال : فلان تكلم فيك بكذا وكذا ، أو فعل فيك كذا و كذا.
وعلى هذا تكون نوعا خاصا من إفشاء السر و هتك الستر، و هو الذي يتضمن فسادا أو سعاية. وقد تطلق على ما لا يختص بالمقول فيه ، بل على كشف ما يكره كشفه ، سواء كره المنقول عنه أو المنقول إليه أو كرهه ثالث ، و سواء كان الكشف بالقول أو الكتابة أو بالرمز و الايماء وسواء كان المنقول من الأعمال أو من الأقوال ، و سواء كان ذلك عيبا و نقصانا على المنقول عنه أو لم يكن.
وعلى هذا يكون مساوية الافشاء السر و هتك الستر و حينئذ فكل ما يرى من أحوال الناس و لم يرضوا بإفشائه ، فإذاعته نميمة فاللازم على كل مسلم أن يسكت عما يطلع عليه من أحوال غيره ، إلا إذا كان في حكايته نفع لمسلم أو دفع لمعصية.
كما إذا رأى أحدا يتناول مال غيره ، فعليه أن يشهد به مراعاة لحق المشهود له ، و أما إذا رآه يخفى ما لا لنفسه ، فحكايته نميمة و إفشاء للسر.
ثم الباعث على النيمة يكون غالبا إرادة السوء بالمحكي عنه ، فيكون داخلا تحت الإيذاء ، و ربما كان باعثه إظهار المحبة للمحكي له ، أو التفريح بالحديث ، أو الخوض في الفضول , و على أي تقدير، لا ريب في أن النميمة أرذل الافعال القبيحة و اشنعها , و ما ورد في ذمها من الآيات و الأخبار لا يحصى كثرة ، قال اللّه سبحانه : {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [القلم : 11 - 13].
والزنيم : هو ولد الزنا , فيستفاد من الآية : أن كل من يمشي بالنميمة فهو ولد الزنا , و قال سبحانه : {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} [الهمزة : 1] , أي النمام المغتاب.
وقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) : «لا يدخل الجنة نمام» , و في خبر آخر: «لا يدخل الجنة قتات» : أي النمام , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «احبكم إلى اللّه أحسنكم أخلاقا الموطئون اكنافا ، الذين يألفون و يؤلفون ، و إن أبغضكم إلى اللّه المشاؤون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الملتمسون للبراء العثرات» .
وقال (صلى اللّه عليه و آله) «ألا انبئكم بشراركم؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه ، قال : المشاؤن بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الباغون للبراء المعايب» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «من أشار على مسلم كلمة ليشينه بها في الدنيا بغير حق ، شانه اللّه في النار يوم القيامة» وقال (صلى اللّه عليه و آله) : «أيما رجل أشاع على رجل كلمة و هو منها بريء ليشينه بها في الدنيا ، كان حقا على اللّه أن يدينه بها يوم القيامة في النار» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «إن اللّه لما خلق الجنة قال لها : تكلمي ، قالت : سعد من دخلني.
قال الجبار جل جلاله : و عزتي و جلالي! لا يسكن فيك ثمانية نفر من الناس لا يسكنك مدمن خمر، و لا مصر على الزنا ، و لا قتات - و هو النمام - ، و لا ديوث ، ولا شرطي ، و لا مخنث ، ولا قاطع رحم ، ولا الذي يقول علي عهد اللّه أن أفعل كذا و كذا ثم لم يف به».
وقال الباقر (عليه السلام) : «الجنة محرمة على المغتابين المشائين بالنميمة» , و قال (عليه السلام) : «يحشر العبد يوم القيامة و ما ندا دما ، فيدفع إليه شبه المحجمة أو فوق ذلك ، فيقال له : هذا سهمك من دم فلان ، فيقول : يا رب ، انك لتعلم أنك قبضتني و ما سفكت دما ، فيقول : بلى ، سمعت من فلان رواية كذا و كذا فرويتها عليه ، فنقلت حتى صارت إلى فلان الجبار فقتله عليها ، و هذا سهمك من دمه» , و قال الصادق (عليه السلام) : «من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروته ليسقط من أعين الناس ، أخرجه اللّه تعالى من ولايته إلى ولايته إلى ولاية الشيطان ، و لا يقبله الشيطان» , و روي : «انه أصاب بني إسرائيل قحط فاستسقى موسى مرات ، فما أجيب , فأوحى اللّه تعالى إليه : إني لا استجيب لك و لمن معك و فيكم نمام قد أصر على النميمة , فقال موسى : يا رب ، من هو حتى نخرجه من بيننا؟ , فقال : يا موسى ، انهاكم عن النميمة و أكون نماما؟! فتابوا بأجمعهم ، فسقوا» وروى : «أن ثلث عذاب القبر من النميمة».
ومن عرف حقيقة النميمة ، يعلم أن النمام شر الناس و اخبثهم ، كيف و هو لا ينفك من الكذب والغيبة ، و الغدر، و الخيانة ، و الغل ، و الحسد و النفاق ، و الإفساد بين الناس ، و الخديعة.
وقد قال اللّه سبحانه : {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ } [البقرة : 27] .
و النمام يسعى في قطع ما أمر اللّه به أن يوصل و يفسد في الأرض.
و قال اللّه : {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الشورى : 42] . و النمام منهم.
وقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) : «لا يدخل الجنة قاطع» : أي قاطع بين الناس ، و النمام قاطع بينهم , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «شر الناس من اتقاه الناس لشره» , و النمام منهم ، و النمام أعظم شرا من كل أحد.
نقل : أن رجلا باع عبدا ، فقال للمشتري : ما فيه عيب إلا النميمة قال رضيت , فاشتراه فمكث الغلام أياما ، ثم قال لزوجة مولاه : إن زوجك لا يحبك ، وهو يريد أن يتسرى عليك ، وانا اسحره لك في شعره فقالت : كيف اقدر على أخذ شعره؟ , فقال : اذا نام فخذي الموسى و احلقي من قفاه عند نومه شعرات , ثم قال للزوج : إن امرأتك اتخذت خليلا و تريد أن تقتلك ، فتناوم لها حتى تعرف , فتناوم فجاءته المرأة بالموسى ، فظن أنها تقتله ، فقام و قتلها ، فجاء أهلها و قتلوا الزوج ، فوقع القتال بين القبيلتين ، وطال الأمر بينهم.
ثم يلزم على من تحمل إليه النميمة ألا يصدق النمام ، لأنه فاسق ، و الفاسق مردود الشهادة بقوله تعالى : {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا } [الحجرات : 6] , و ان ينهاه عن ذلك ، و ينصحه و يقبح له فعله ، لقوله تعالى : {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [لقمان : 17].
وان يبغضه في اللّه ، لكونه مبغوضا عنده تعالى ، و ألا يظن بأخيه سوأ بمجرد قوله ، لقوله تعالى : {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ} [الحجرات : 12].
و ألا يحمل عمله على التجسس و البحث لتحقيق ما حكى له ، لقوله تعالى : « {وَلَا تَجَسَّسُوا} [الحجرات : 12] » , و ألا يرضى لنفسه ما نهى عنه النمام ، فلا يحكى نميمته ، فيقول : فلان قد حكى كذا و كذا ، فيكون به نماما و مغتابا.
وروى محمد بن فضيل عن الكاظم (عليه السلام) : «أنه قال له (عليه السلام) : جعلت فداك! الرجل من اخواني يبلغني عنه الشيء الذي اكرهه ، فاسأله عنه فينكر ذلك ، و قد أخبرني عنه قوم ثقات , فقال لي : يا محمد ، كذب سمعك و بصرك عن أخيك ، فان شهد عندك خمسون قسامة ، فقال لك قولا ، فصدقه و كذبهم، و لا تذيعن عليه شيئا تشينه به و تهدم مروته ، فتكون من الذين قال اللّه : {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور : 19].
وقد روى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : «أن رجلا أتاه يسعى إليه برجل ، فقال : يا هذا نحن نسأل عمن قلت ، فان كنت صادقا مقتناك ، و إن كنت كاذبا عاقبناك ، و إن شئت أن نقيلك أقلناك قال : اقلني يا أمير المؤمنين».
ونقل : «أن رجلا زار بعض الحكماء و أخبره بخبر عن غيره ، فقال : قد أبطأت عنى الزيارة و بغضت إلي أخي ، و شغلت قلبي الفارغ ، و اتهمت نفسك الأمينة».
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|