أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-9-2016
218
التاريخ: 23-9-2016
265
التاريخ: 23-9-2016
568
التاريخ: 23-9-2016
441
|
مفهوم التبليغ في اللغة والعرف بيّن، ويرادفه الإبلاغ ويقاربه الاعلام والإيصال، وقد كثر استعماله في عصرنا الأخير في خصوص إبلاغ المعارف الدينية والمفاهيم الكتابية أصولا وأخلاقا وغيرها، ولا سيما في إبلاغ الأحكام الفرعية الإلهية إلى من يجهلها من الناس، ويحتاج إليها من عوامّهم، وهذا العنوان بالأصالة من وظائف الأنبياء والرسل وأوصيائهم الذين هم وسائط الفيض في التشريع كما أنهم وسائط الفيض في التكوين.
ثم انه لا إشكال ولا خلاف عندنا بل عند المسلمين عامة في وجوب تبليغ الدين الحنيف أعني دين الإسلام، وجوبا عينيا أو كفائيا على كل مكلف عالم به قادر على إبلاغه متمكن من اعلامه وإيصاله إلى الناس أي إلى كل مكلف جاهل بأصوله أو فروعه، قاصر أو مقصر، منتحل بدين غير الإسلام كأهل الكتاب أو غير منتحل بدين كالزنادقة المنكرين للمبدإ والمعاد ومن أشبههم.
وهذا التبليغ في الحقيقة دعوة الناس إلى الدين، دعوة قولية صادرة من العلماء بالدين مقرونة بلين القول وإطابة الكلام، والجدال بالتي هي أحسن، ويعم المؤمن والكافر، وتفارق دعوة الكفار إلى قبول الإسلام المذكورة في كتاب الجهاد، فإنها تكون من ناحية الإمام المعصوم أو من نصبه لذلك عاما أو خاصا، وتقارن الحرب والجهاد وقبول الجزية من بعض فرق الكفار وعدم قبولها من البعض الآخر.
ولا فرق في هذا التبليغ بين أصول الدين بشؤونه، وفروعه بشعبه وغصونه، وبين المسائل الأخلاقية وغيرها، مما له دخل في كمال الإنسان وعلوه.
ثم ليعلم ان مفاد قوله تعالى { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104] انتهى.
انه تعالى قد خاطب الناس وأمرهم بتعيين أمة متحدة الأهداف، متمكنة من الدعوة إلى الخير، والأمر والنهي، والخير شامل لجميع العلوم والأحكام، وحيث إن الناس قاصرون بالنسبة لهذا التكليف، محتاجون إلى من يتولى أمرهم ويتصدى لهذه الوظيفة كغيرها من موارد أجراء الحدود، والتصرف في الأموال العامة، فالخطاب في الحقيقة متوجه إلى الوالي، وحيث ان متعلق التكليف في هذه الأزمنة يرجع إلى تأسيس الحوزة أو الحوزات العلمية، فمبدأ التبليغ يكون على الوالي وحاكم المسلمين، ومقتضى قوله تعالى {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} [التوبة: 122] انتهى.
لزوم نفر المستعدين للتعلم والتحصيل إلى الحوزات ليتحقق بهم هدف التبليغ. على اختلاف شؤونه وأقسامه، فيجب على عدة إبلاغ الأصول بالأدلة العقلية والنقلية، من طريق البيان، والكتابة والبنان، وعلى آخرين تبليغ الفروع باستنباطها عن مداركها وعرضها للعمل، وعلى ثالث بالنفر إلى البلاد، وإبلاغ الدين الى العباد، وعلى رابع الإبلاغ بوساطة الإذاعات العامة والخاصة، وعلى خامس بوساطة النشريات والمجلات، وتأليف الكتب والرسائل، وعلى سادس بالصعود على كراسي الخطابة والوعظ، وعلى جميع المكلفين العالمين بالأحكام ولو مسألة واحدة إبلاغها على الجاهلين بها مع شرائطه المقررة، في أي محل ومكان.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|