أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-1-2019
2279
التاريخ: 1-12-2016
1758
التاريخ: 20-9-2016
1613
التاريخ: 1-12-2016
4046
|
لقد أجمعت جل المراجع عن هذه الفترة على ان رابع ملوك هذه الاسرة، نبوخذ نصر الأول (ومعنى اسمه الاله نبو يحمي ذريته)، هو أعظم حكام هذه الاسرة بإنجازاته التي امتدت نحو عيلام وآشور في الخارج وبإنشاءاته التي أعادت للآلهة هيبتها وللمدن السومرية رونقها.
أمتد حكم نبوخذ نصر الأول زهاء احدى وعشرين عام (1125-1104 ق.م.)، بدأها بأعداد العدة للثأر من العيلاميين الذين ساموا بني جلدته سوء العذاب واهانوا مقدساتهم. ولقد خاض في هذا الصدد حملتين توغل في الأولى بعض الشيء داخل ارض عيلام التي لم تقو على مناهضته لولا تفشي الطاعون في جنوده، وكاد هو ذاته ان يقتل فرجع القهقرى. يجر اذيال الفشل دون اليأس. ذلك ان احد القادة من عيلام قد انحاز بجانب نبوخذ نصر بما يسمح بقلب موازين القوى، فضلا عن حماس الملك البابلي ذاته وشعبه لرد اعتبارهم القومي حيال عيلام.
وهكذا تجمعت كل العوامل لنجاح الحملة الثانية التي خاضها الجيش البابلي في ظروف لم يتوقعها الأعداء. اذ يشير المصدر الرئيسي لتلك الحملة والمعروف (بلوحة نصر) أو (لوحة الحدود) إلى ان الجيش البابلي قد زحف في ايام الصيف حيث كانت الحرارة شديدة الارتفاع بدرجة (ألهبت الفؤوس كالنار في أيدي الجنود، وأشعلت سطح الطريق كألسنة اللهب، ونضبت الآبار، وخارت قوى الجياد، واسترخت أقدام اعتى الجنود قوة وصلابة).
والتقى الجمعان عند ضفة نهر الكرخة حيث دان النصر لنبوخذ نصر وهرب ملك عيلام خوتيلوديش انشوشيناك (مختفيا إلى الأبد !!!). وليعود نبوخذ نصر حاملا معه تمثال الإله مردوخ الاسير بل وبعض تماثيل آلهة عيلام، فضلا عن الغنائم والأسلاب العديدة، ليصبح نصره هذا الذي تعطش له البابليون وطويلا ملحمة يتردد صداها عبر الاجيال.
اما عن علاقته بعيلام، فعلى الرغم من ضعف ما لدينا من معلومات الا انها لم تتجاوز بعض الاغراءات بين الطرفين على الحدود. وان كان دراسة وضع آشور ح حسبما سنرى في الفصل القادم – يبين انها كانت في وضع لا بأس به من القوة والسطوة لا يجعلنا نقبل اسلوب التهديد والوعيد الذي تضمنته بعض المصادر البابلية والتي ربما ترجع لعهد نبوخذ نصر. وذلك ان آشور آنذاك على عهد ملكها تجلات بلا سر الأول كانت قد مدت نفوذها بالحرب تارة وبالسلم تارة اخرى نحو العديد من ممالك الشرق الادنى القديم.
وجدير بالذكر، ان امور البلاد الداخلية قد حظيت إلى حد كبير باهتمام نبوخذ نصر الأول ولم تشغله عنها أوضاع السياسة الخارجية. لذا فقد خصص على سبيل المثال العديد من المقتنيات الذهبية والفضية لمعبد اور، كما اقام لوحة توضح تنصيبه لابنته ككاهنة كبرى لاله القمر في اور. وهو في ذلك يؤكد على التقليد الذي أتبعه ملوك أكد وبابل القدامى في تنصيب بناتهم في منصب الكهانة (إنتو) في أور.
ولقد زاد هذا النشاط الاشوري كقوة مؤثرة على سياسة المنطقة في الوقت الذي تعرضت بابل على عهد خلفاء نبوخذ نصر الأول إلى سلسلة من الضغوط الارامية التي تدعمت بقوة آشور، بما عجل بنهاية هذه الاسرة. وتدلل متفرقات الاحداث على هذا التوجه في مسيرة تاريخ هذه الاسرة، فعلى عهد مردوخ نادين احي ثاني خلفاء نبوخذ نصر الأول وأخيه الاصغر والذي حكم لحوالي سبعة عشر عاما (1099 – 1082 ق.م.)، قام هذا الملك بالهجوم على آشور. ورغم احرازه لنصر مؤقت الا ان تجلات بلا سر أعاد الكرة بقوة وهاجم العديد من المدن شمال بابل مثل اوبيس وسيبار بل والقصر الملكي في بابل نفسها. وما زاد الطين بلة على نهاية عهده اجتياح المجاعة مدينة بابل وتوفر اهلها على أكل لحم البشر، اما الملك نفسه فتشير المصادر إلى اختفائه.
وإزداد الوضع سوءا على عهد الملك البابلي مردوخ شابيك زيري (1081 – 1069 ق.م.) الذي قام الاشوريون على عهده بتنصيب احد شيوخ القبائل الامورية الحاكمة على ملك بابل في محاولة لتحويل السيل الأرامي صوب جنوب العراق بعيدا عن اشور. بعد ما نجح الاراميون في الاستقرار الفعلي والمؤثر في المدن الرئيسية لبابل ونيبور وأوروك. بل وتعدى الأمر إلى زواج ملك آشور من ابنة هذا الحاكم الارامي في بابل.
وهكذا لعبت اشور على كل الاطراف، فلا هي ساندت الملك البابلي ضد الغزو الاموري، ولا هي نجحت في انقاذ حليفها الارامي او ملك بابل الجديد اداد – أبلا – أيدينا (1068 – 1047 ق.م.) من غائلة مخاطر القبائل الارامية الاخرى لا سيما قبال السوتو التي وان لم يكن لها وجود سياسي على الساحة الا ان اغاراتها قد ساهمت في تهديد طرق التجارة وبالتالي انهيار اقتصاد بابل لتزيد صعوبات جديدة على الوضع القائم. خاصة وان هذه الإغارات لم تتعد تخريب المعابد وسلب الممتلكات القيمة فيها.
الدويلات البابلية من الخامسة وحتى الثامنة:
لم تترك لنا المصادر كثير معلومات عن آخر ملوك الدولة البابلية الرابعة او بالأحرى اسرة ايسين الثانية، بل ان اسماء هؤلاء الحكام لا تزال غير مؤكدة في القوائم الملكية. بيد انه منذ حوالي عام 1025 ق.م. قامت اسرة حاكمة ثانية في الاقليم البحري، وقد مثل حكمها عهد الدويلة البابلية الخامسة التي حمل ملوكها اسماء كاشية. ثم تلتها الدويلة البابلية السادسة والتي ينسب حكامها إلى بيت بازي وهي احدى القبائل الآرامية، التي تبوأ مؤسسها مركزا عليا على عهد مردوخ نادين احي.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|