أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-12
671
التاريخ: 2024-08-14
304
التاريخ: 21-7-2021
2661
التاريخ: 10-4-2022
1663
|
المنافسة هي تمنى مثل ما للمغبوط ، من غير أن يريد زواله عنه ، و ليست مذمومة بل هي في الواجب واجبة ، و في المندوب مندوبة و في المباح مباحة , قال اللّه سبحانه : {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } [المطففين : 26] .
وعليها يحمل قول النبي (صلى اللّه عليه و آله) : «لا حسد إلا في اثنين : رجل آتاه اللّه مالا فسلطه على ملكه في الحق , و رجل آتاه اللّه علما ، فهو يعمل به و يعلمه الناس» : أي لا غبطة إلا في ذلك ، سميت الغبطة حسدا كما يسمى الحسد منافسة ، اتساعا لمقارنتهما.
و سبب الغبطة حب النعمة التي للمغبوط ، فإن كانت أمرا دينيا فسببها حب اللّه و حب طاعته و إن كانت دنيوية فسببها حب مباحات الدنيا و التنعم فيها.
والأول لا كراهة فيه بوجه ، بل هو مندوب إليه , والثاني و إن لم يكن حراما ، إلا أنه ينقص درجته في الدين ، و يحجب عن المقامات الرفيعة ، لمنافاته الزهد و التوكل و الرضا.
ثم الغبطة لو كانت مقصورة على مجرد حب الوصول إلى ما للمغبوط لكونه من مقاصد الدين و الدنيا ، من دون حب مساواته له و كراهة نقصانه عنه ، فلا حرج فيه بوجه ، و إن كان معه حب المساواة و كراهة التخلف والنقصان ، فهنا موضع خطر , إذ زوال النقصان إما بوصوله إلى نعمة المغبوط أو بزوالها عنه ، فإذا انسدت إحدى الطريقتين تكاد النفس لا تنفك عن شهوة الطريقة الأخرى , إذ يبعد أن يكون إنسان مريدا لمساواة غيره في النعمة فيعجز عنها ، ثم لا ينفك عن ميل إلى زوالها ، بل الأغلب ميله إليه ، حتى إذا زالت النعمة عنه كان ذلك عنده أشهى من بقائها عليه ، إذ بزوالها يزول نقصانه و تخلفه عنه , فإن كان بحيث لو ألقى الأمر إليه ورد إلى اختياره لسعي في إزالة النعمة عنه ، كان حاسدا حسدا مذموما و إن منعه مانع العقل من ذلك السعي ، و لكنه وجد من طبعه الفرح و الارتياح بزوال النعمة عن المغبوط ، من غير كراهة لذلك و مجاهدة لدفعه فهو أيضا من مذموم الحسد ، و إن لم يكن في المرتبة الأولى و إن كره ما يجد في طبعه من السرور و الانبساط بزوال النعمة بقوة عقله و دينه ، و كان في مقام المجاهدة لدفع ذلك عن نفسه ، فمقتضى الرحمة الواسعة أن يعفى عنه ، لأن دفع ذلك ليس في وسعه و قدرته إلا بمشاق الرياضيات.
إذ ما من إنسان إلا و يرى من هو فوقه من معارفه و أقاربه في بعض النعم الإلهية ، فإذا لم يصل إلى مقام التسليم و الرضا ، كان طالبا لمساواته له فيه و كارها عن ظهور نقصانه عنه. فإذا لم يقدر أن يصل إليه ، مال طبعه بلا اختيار إلى زوال النعمة عنه ، و اهتز و ارتاح به حتى ينزل هو إلى مساواته.
وهذا و إن كان نقصا تنحط به النفس عن درجات المقربين ، سواء كان من مقاصد الدنيا أو الدين ، إلا أنه لكراهته له بقوة عقله و تقواه ، و عدم العمل بمقتضاه ، يعفى عنه إن شاء اللّه ، و تكون كراهته لذلك من نفسه كفارة له.
وقد ظهر من تضاعيف ما ذكر : أن الحسد المذموم له مراتب أربع :
الأولى - أن يحب زوال النعمة عن المحسود و إن لم تنتقل إليه ، و هذا أخبث المراتب و أشدها ذما.
الثانية - أن يحب زوالها لرغبته في عينها ، كرغبته في دار حسنة معينة ، أو امرأة جميلة بعينها ، و يحب زوالها من حيث توقف و صوله إليها عليه ، لا من حيث تنعم غيره بها.
ويدل على تحريم هذه المرتبة و ذمها قوله تعالى : {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء : 32] .
الثالثة - ألا يشتهي عينها ، بل يشتهي لنفسه مثلها ، إلا أنه إن عجز عن مثلها أحب زوالها عنه كيلا يظهر التفاوت بينهما ، و مع ذلك لو خلي و طبعه ، اجتهد و سعى في زوالها.
الرابعة – كالثالثة ، إلا أنه إن اقتدر على إزالتها منعه قاهر العقل أو غيره من السعي فيه ، و لكنه يهتز و يرتاح به من غير كراهة من نفسه لذلك الارتياح.
والغبطة لها مرتبتان :
الأولى - أن يشتهي الوصول إلى مثل ما للمغبوط ، من غير ميل إلى المساواة و كراهة للنقصان فلا يحب زوالها عنه.
الثانية - أن يشتهي الوصول إليه مع ميله إلى المساواة و كراهته للنقصان ، بحيث لو عجز عن نيله ، وجد من طبعه حبا خفيا لزوالها عنه و ارتاح من ذلك إدراكا للمساواة و دفعا للنقصان إلا أنه كان كارها من هذا الحب ، و مغضبا على نفسه لذلك الارتياح ، و ربما سميت هذه المرتبة (الحسد المعفو عنه) و كأنه المقصود من قوله (صلى اللّه عليه و آله) : «ثلاث لا ينفك المؤمن عنهن : الحسد ، و الظن ، و الطيرة , ثم قال : و له منهن مخرج ، إذا حسدت فلا تبغ أي إن وجدت في قلبك شيئا فلا تعمل به ، و كن كارها له - و إذا ظننت فلا تحقق ، وإذا تطيرت فامض».
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|