المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



ﻓﻲ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ وﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻋﻨﻪ وﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻏﻨﻲ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺤﺘﺎﺝ  
  
1209   01:17 صباحاً   التاريخ: 3-07-2015
المؤلف : ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﻮﺭﻱ
الكتاب أو المصدر : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر
الجزء والصفحة : .....
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الجلالية ( السلبية ) /

  [اولا] :

(ﻓﻲ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﻋﻨﻪ : ﻟﻠﺴﻤﻊ (1) ﻭﻟﻠﺘﻤﺎﻧﻊ ﻓﻴﻔﺴﺪ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻭﻻﺳﺘﻠﺰﺍﻣﻪ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻬﻤﺎ ﻭﺍﺟﺒﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺰ).

ﺃﻗﻮﻝ: ﺍﺗﻔﻖ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﺐ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﻋﻨﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻮﺟﻮﻩ: ﺍﻷﻭﻝ: ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﺍﻟﺴﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺇﺟﻤﺎﻉ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ (ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻭﻫﻮ ﺣﺠﺔ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺪﻡ ﺗﻮﻗﻒ ﺻﺪﻗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺛﺒﻮﺕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺔ. ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻳﺴﻤﻰ ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺘﻤﺎﻧﻊ ﻫﻮ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: 22].

ﻭﺗﻘﺮﻳﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﺰﻡ ﻓﺴﺎﺩ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ. ﺑﻴﺎﻥ ﺫﻟﻚ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺗﻌﻠﻘﺖ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺑﺈﻳﺠﺎﺩ ﺟﺴﻢ ﻣﺘﺤﺮﻙ ﻓﻼ ﻳﺨﻠﻮ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻶﺧﺮ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺳﻜﻮﻧﻪ (2) ﺃﻭﻻ، ﻓﺈﻥ ﺃﻣﻜﻦ، ﻓﻼ ﻳﺨﻠﻮ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﻣﺮﺍﺩﻫﻤﺎ ﻓﻴﻠﺰﻡ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﻴﻴﻦ، ﺃﻭ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻣﺮﺍﺩﻫﻤﺎ ﻓﻴﻠﺰﻡ ﺧﻠﻮ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﻥ، ﺃﻭ ﻳﻘﻊ ﻣﺮﺍﺩ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻓﻔﻴﻪ ﻓﺴﺎﺩﺍﻥ:

ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﺍﻟﺘﺮﺟﻴﺢ ﺑﻼ ﻣﺮﺟﺢ.

ﻭﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ: ﻋﺠﺰ ﺍﻵﺧﺮ. ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻶﺧﺮ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺳﻜﻮﻧﻪ ﻓﻴﻠﺰﻡ ﻋﺠﺰﻩ، ﺇﺫ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﺇﻻ ﺗﻌﻠﻖ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻟﻜﻦ ﻋﺠﺰ ﺍﻹﻟﻪ ﺑﺎﻃﻞ، ﻭﺍﻟﺘﺮﺟﻴﺢ ﺑﻼ ﻣﺮﺟﺢ ﻣﺤﺎﻝ، ﻓﻴﻠﺰﻡ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ. ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ، ﻭﺗﻘﺮﻳﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻟﺰﻡ ﺇﻣﻜﺎﻧﻬﻤﺎ. ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺫﻟﻚ: ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﺸﺘﺮﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻓﻼ ﻳﺨﻠﻮ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻴﺰﺍ ﺃﻭ ﻻ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻴﺰﺍ ﻟﻢ ﺗﺤﺼﻞ ﺍﻻﺛﻨﻴﻨﻴﺔ (3)، ﻭﺇﻥ ﺗﻤﻴﺰﺍ ﻟﺰﻡ ﺗﺮﻛﺐ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻤﺎ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﻣﻤﺎ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻤﺎﻳﺰﺓ، ﻭﻛﻞ ﻣﺮﻛﺐ ﻣﻤﻜﻦ ﻓﻴﻜﻮﻧﺎﻥ ﻣﻤﻜﻨﻴﻦ، ﻫﺬﺍ ﺧﻠﻒ.

[ثانيا] :

 ﻓﻲ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻋﻨﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﺑﻘﺪﺭﺓ، ﻭﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻌﻠﻢ، ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻻﻓﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﻤﻜﻨﺎ، ﻫﺬﺍ ﺧﻠﻒ.

 ﺃﻗﻮﻝ: ﺫﻫﺒﺖ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﺩﺭ ﺑﻘﺪﺭﺓ، ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺑﻌﻠﻢ، ﻭﺣﻲ ﺑﺤﻴﺎﺓ، ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ، ﻭﻫﻲ ﻣﻌﺎﻥ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺗﻪ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﻬﺎ. ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺒﻬﺸﻤﻴﺔ ﺇﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺴﺎﻭ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻭﺍﺕ، ﻭﻣﻤﺘﺎﺯ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﺗﺴﻤﻰ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﻮﺟﺐ ﻟﻪ ﺃﺣﻮﺍﻻ ﺃﺭﺑﻌﺔ. ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﺔ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺤﻴﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﺔ: ﻭﺍﻟﺤﺎﻝ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺻﻔﺔ ﻟﻤﻮﺟﻮﺩ، ﻭﻻ ﺗﻮﺻﻒ ﺑﺎﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻌﺪﻡ، ﻭﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻗﺎﺩﺭ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﺔ، ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ، ﻭﺑﻄﻼﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺿﺮﻭﺭﻱ، ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺊ ﺇﻣﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺃﻭ ﻣﻌﺪﻭﻡ ﺇﺫ ﻻ ﻭﺍﺳﻄﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ. ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ: ﺇﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﺩﺭ ﻟﺬﺍﺗﻪ، ﻭﻋﺎﻟﻢ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ، ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻨﺎ: ﺫﺍﺕ ﻋﺎﻟﻤﺔ ﻭﻗﺎﺩﺭﺓ ﻓﺘﻠﻚ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻳﺔ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻫﻦ (4)ﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ. [ﻗﻠﻨﺎ]ﺇﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﺑﻘﺪﺭﺓ، ﺃﻭ ﻗﺎﺩﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻌﻠﻢ ﺃﻭ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻟﺰﻡ ﺍﻓﺘﻘﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻓﻲ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ، ﻷﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﻗﻄﻌﺎ، ﻭﻛﻞ ﻣﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻤﻜﻦ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺗﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﻣﻤﻜﻨﺎ، ﻫﺬﺍ ﺧﻠﻒ.

[ثالثا]:

(ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻏﻨﻲ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺤﺘﺎﺝ، ﻷﻥ ﻭﺟﻮﺏ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻩ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﺳﺘﻐﻨﺎﺅﻩ ﻋﻨﻪ ﻭﺍﻓﺘﻘﺎﺭ ﻏﻴﺮﻩ ﺇﻟﻴﻪ).

ﺃﻗﻮﻝ: ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻛﻮﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻻ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺻﻔﺎﺗﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻟﻪ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﺳﺘﻐﻨﺎﺅﻩ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻣﺎ ﻋﺪﺍﻩ. ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺘﺎﺟﺎ ﻟﺰﻡ ﺍﻓﺘﻘﺎﺭﻩ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﺑﻞ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺟﻠﺖ ﻋﻈﻤﺘﻪ ﻣﺴﺘﻐﻦ ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻣﺎ ﻋﺪﺍﻩ، ﻭﺍﻟﻜﻞ ﺭﺷﺤﺔ ﻣﻦ ﺭﺷﺤﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩﻩ، ﻭﺫﺭﺓ ﻣﻦ ﺫﺭﺍﺕ ﻓﻴﺾ ﺟﻮﺩﻩ.

_____________________

(1) ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻤﻌﻲ ﻓﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﺸﺤﻮﻥ ﺑﻪ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ } [البقرة: 163] ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء: 23] ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا} [الإسراء: 42] ﻭﻗﻮﻟﻪ {وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا} [الإسراء: 39] {لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا } [الإسراء: 22]  ﻭﻇﺎﻫﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ.

(2) ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﺳﻜﻮﻧﻪ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻙ.

(3) ﻻﺳﺘﻠﺰﺍﻡ ﺍﻻﺛﻨﻴﻨﻴﺔ ﻣﺰﺟﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻓﺘﺼﺒﺮ ﺍﻟﻔﺮﺟﺔ ﺛﺎﻟﺜﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻣﻌﻬﻤﺎ، ﻓﻴﻠﺰﻡ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺛﻢ ﻳﻠﺰﻣﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻟﺰﻡ ﻓﻲ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﺟﺔ ﻓﻴﻠﺰﻡ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﺛﻢ ﻳﺘﻨﺎﻣﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ. ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺸﻬﺪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ ﻭﺗﻮﺍﺗﺮ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻷﻃﻬﺎﺭ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) (ﺱ ﻁ).

(4) ﻣﺮ ﻛﻼﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺻﺤﺎﺏ [ﻳﻈﻦ ﻓﻲ] ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻫﻦ، ﺑﻞ ﺻﺮﺡ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺍﻷﺟﻮﺩ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ (ﺱ ﻁ) ﻷﻥ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻋﺮﺿﻲ ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﺍﺗﺎ ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻓﻼ ﻳﻌﺘﺒﺮ [ﺇﻧﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ] ﺻﻔﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﺧﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺑﻞ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻓﻌﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﺘﻀﺘﻬﺎ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻓﻌﺒﺮﻭﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻟﻌﻞ ﻛﻼﻡ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻳﺆﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﻭﻛﻤﺎﻝ ﺍﻻﺧﻼﺹ ﻟﻪ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻋﻨﻪ ﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻛﻞ ﺻﻔﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺻﻮﻑ ﻭﺷﻬﺎﺩﺓ ﻛﻞ ﻣﻮﺻﻮﻑ ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻓﻤﻦ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻘﺪ ﻗﺮﻧﻪ ﻭﻣﻦ ﻗﺮﻧﻪ ﻓﻘﺪ ﺛﻨﺎﻩ ﻭﻣﻦ ﺛﻨﺎﻩ ﻓﻘﺪ ﺟﺰﺃﻩ ﻭﻣﻦ ﺟﺰﺃﻩ ﻓﻘﺪ ﺟﻬﻠﻪ (ﺱ ﻁ). ﺿﺎﺑﻄﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﻣﻌﻪ ﻓﻤﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ (ﺳﺮﺡ ﻁ).




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.