أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2017
4498
التاريخ: 2-7-2017
3479
التاريخ: 11-5-2017
2998
التاريخ: 11-12-2014
3690
|
قصة افترائهم أن النبي « صلى الله عليه وآله » مسحور
كتبنا في ألف سؤال وإشكال : 2 / 211 : « قال الله تعالى : وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إلا رجلاً مَسْحُوراً . وقالت عائشة لقد سُحِر النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأثَّر عليه السحر ، فكان يتخيل أنه فعل الشئ ولم يفعله ! وزعمت أن يهودياً سَحَره فأخذ مشطه وبعض شَعره وجعل فيه سحراً ودفنه في بئر ! وأنه ( صلى الله عليه وآله ) فقد حواسه وذاكرته وبقى على تلك الحالة ستة أشهر مسحوراً ! حتى دلَّهُ رجلٌ أو ملَك على الشخص الذي سحره والبئر التي أودع فيها المشط والمشاطة من شعره ! فذهب إلى البئر ، ولكنه لم يستخرج المشط منها أو استخرجه ، وفكَّ عقد خيط الجلد الذي لُفَّ به ، وأمر بدفن البئر ، ولم يقتل الذي سحره ، لأنه لم يرِدْ أن يثير فتنة !
روى البخاري هذه الخرافة في صحيحه عن عائشة في خمسة مواضع ! منها في : 4 / 91 : « عن عائشة قالت : سُحِرَ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! وقال الليث كتب إلى هشام أنه سمعه ووعاه عن أبيه ، عن عائشة قالت : سُحر النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشئ وما يفعله ، حتى كان ذات يوم دعا ودعا ، ثم قال : اُشْعِرتُ أن الله أفتاني فيما فيه شفائي . أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي فقال أحدهما للآخر : ما وجعُ الرجل ؟ قال : مَطْبُوب ! قال : ومن طَبَّهُ ؟ قال : لبيد بن الأعصم . قال : في ماذا ؟ قال : في مشط ومشاقة وجف طلعة ذكر ! قال : فأين هو ؟ قال : في بئر ذِروان ! فخرج إليها النبي ( صلى الله عليه وآله ) ثم رجع فقال لعائشة حين رجع : نخلها كأنها رؤوس الشياطين ! فقلت : استخرجتهُ ؟ فقال : لا ، أما أنا فقد شفاني الله ، وخشيتُ أن يثير ذلك على الناس شراً ، ثم دُفِنَتْ البئر » !
وفي : 4 / 68 : « سُحر حتى كان يخَيلُ إليه أنه صنع شيئاً ولم يصنعه » !
وفي : 7 / 88 : « مكث النبي كذا وكذا ، يخيل إليه أنه يأتي أهله ولا يأتي » !
وفي : 7 / 29 : « كان رسول الله سُحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ! قال سفيان : وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا » !
وكرر بخارى ذلك بروايات متعددة : 7 / 28 و 164 . وروته عامة مصادرهم !
وقال ابن حجر في مدة بقاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) مسحوراً مجنوناً معاذ الله !
« ووقع في رواية أبى ضمرة عند الإسماعيلي : فأقام أربعين ليلة ، وفى رواية وهيب عن هشام عند أحمد : ستة أشهر ويمكن الجمع بأن تكون الستة أشهر من ابتداء تغير مزاجه ، والأربعين يوماً من استحكامه ! وقال السهيلي : لم أقف في شئ من الأحاديث المشهورة على قدر المدة التي مكث النبي فيها في السحر حتى ظفرت به في جامع معمر عن الزهري أنه لبث ستة أشهر ! كذا قال . وقد وجدناه موصولاً بإسناد الصحيح فهو المعتمد » . فتح الباري : 10 / 192 .
أقول : يقصد السهيلي ما في مسند أحمد : 6 / 63 : « عن عائشة قالت : لبث رسول الله ستة أشهر يرى أنه يأتي نساءه ، ولا يأتي » !
ثم تقرأ تفاصيلهم العامية عن فريتهم في سحر النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأن صبياً يهودياً سرق مشط النبي ( صلى الله عليه وآله ) وشيئاً من شعره وأعطاها إلى اليهودي لبيد الأعصم ، فجعل معها خيطاً من جلد وعقده اثنتي عشرة عقدة ، أو أحد عشرة عقدة ، ثم قرأ عليها السحر ولفَّ الجميع في قماشة ، ثم دفنها تحت صخرة بئر ذروان الذي يقع خارج المدينة ، وكان ماؤها بسبب السحر أحمر كالحنَّاء ، وكان النخل الذي يسقى منها طلعه كأنه رؤوس الشياطين !
ثم بعد ستة أشهر قضاها سيد الأنبياء والمرسلين ( صلى الله عليه وآله ) مريضاً مسحوراً نصف مجنون ! دلَّه الملك على البئر فذهب إليها ، أو أرسل علياً والزبير ، فاستخرجوا المشط وفكوا عقد الخيط ، فشفى النبي ( صلى الله عليه وآله ) من السحر ! راجع المجموع : 12 / 243 .
ثم اقرأ تأكيد ابن حجر على تأثير السحر على حواس النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبعض عقله ! قال : « قوله : حتى كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يخيل إليه أنه كان يفعل الشئ وما فعله . قال المازري : أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها ، قالوا : وكل ما أدى إلى ذلك فهو باطل ، وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرعوه من الشرائع ، إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثمَّ ، وأنه يوحى إليه بشئ ولم يوح إليه بشئ !
قال المازري : وهذا كله مردود ، لأن الدليل قد قام على صدق النبي ( صلى الله عليه وآله ) فيما يبلغه عن الله تعالى ، وعلى عصمته في التبليغ ، والمعجزات شاهدات بتصديقه ، فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل . وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ، ولا كانت الرسالة من أجلها . . . فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض ، فغير بعيد أن يخيل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له ، مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين !
قلت : وهذا قد ورد صريحاً في رواية ابن عيينة في الباب الذي يلي هذا ولفظه : حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ، وفى رواية الحميدي أنه يأتي أهله ولا يأتيهم . . . وقال عياض : يحتمل أن يكون المراد بالتخيل المذكور أنه يظهر له من نشاطه ما ألفه من سابق عادته من الاقتدار على الوطأ ، فإذا دنا من المرأة فَتَرَ عن ذلك ، كما هو شأن المعقود ، ويكون قوله في الرواية الأخري : حتى كاد ينكر بصره ، أي صار كالذي أنكر بصره ، بحيث أنه إذا رأى الشئ يخيل أنه على غير صفته فإذا تأمله عرف حقيقته . ويؤيد جميع ما تقدم أنه لم ينقل عنه في خبر من الأخبار أنه قال قولاً فكان بخلاف ما أخبر به » . انتهي .
وقال المقريزي في إمتاع الأسماع : 1 / 306 : « وفى محرم سنة سبع سحر لبيد بن الأعصم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على مال جعله له من بقي بالمدينة من اليهود والمنافقين » .
وقال في الإمتاع : 8 / 43 : « وفى جامع معمر بن راشد عن الزهري قال : سحر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سنة يخيل إليه أنه يفعل الفعل وهو ( صلى الله عليه وآله ) لا يفعله . .
وقال ابن سعد : أخبرنا محمد بن عمر ، حدثني أبو مروان ، عن إسحاق ابن عبد الله ، عن عمر بن الحكم قال : لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من الحديبية في ذي الحجة ودخل الحرم ، جاءت رؤساء يهود الذين بقوا بالمدينة ، ممن يظهر الإسلام ، وهو منافق ، إلى لبيد بن الأعصم اليهودي ، وكان حليفاً في بنى زريق ، وكان ساحراً ، قد علمت ذلك يهود أنه أعلمهم بالسحر وبالسموم ، فقالوا له : يا أبا الأعصم ، أنت أسحر منا ، وقد سحرنا محمداً فسحره منا الرجال والنساء ، فلم نصنع شيئاً وأنت ترى أثره فينا وخلافه ديننا ومن قتل منا وأجلي ، ونحن نجعل لك على ذلك جعلاً على أن تسحره لنا سحراً ينكره ، فجعلوا له ثلاثة دنانير على أن يسحر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فعمد إلى مشط وما يمشط من الرأس من الشعر ، فعقد فيه عقداً ، أو تفل فيه تفلاً ، وجعله في جب طلعة ذكر ، ثم انتهى به حتى جعله تحت أرعوفة البئر ، فوجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أمراً أنكره ، حتى يخيل إليه أنه يفعل الشئ ولا يفعله ، وأنكر بصره حتى دله الله عليه ، فدعا جبير بن إياس الزرقي ، وقد شهد بدراً ، فدله على موضع في بئر ذروان ، تحت أرعوفة البئر ، فخرج جبير حتى استخرجه ثم أرسل إلى لبيد بن الأعصم ، فقال : ما حملك على ما صنعت ؟ فقد دلني الله على سحرك وأخبرني ما صنعت ، قال : حب الدنانير يا أبا القاسم .
قال إسحاق بن عبد الله : فأخبرت عبد الرحمن بن كعب بن مالك بهذا الحديث فقال : إنما سحره بنات أعصم أخوات لبيد وكن أسحر من لبيد وأخبث ، وكان لبيد هو الذي ذهب به ، فأدخله تحت أرعوفة البئر ، فلما عقدوا تلك العقد أنكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تلك الساعة بصره ، ودس بنات أعصم إحداهن ، فدخلت على عائشة رضي الله عنها فخبرتها عائشة ، أو سمعت عائشة تذكر ما أنكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من بصره ، ثم خرجت إلى أخواتها وإلى لبيد فأخبرتهم ، فقالت إحداهن : إن يكن نبياً فسيخبر ، وإن يكن غير ذلك فسوف يدله هذا السحر حتى يذهب عقله ، فيكون بما نال من قومنا وأهل ديننا ، فدله الله عليه .
قال الحارث بن قيس : يا رسول الله ألا نهور البئر ؟ فأعرض عنه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فهورها الحارث بن قيس وأصحابه وكان يستعذب منها . قال : وحفروا بئرا أخرى فأعانهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حفرها حين هوروا الأخرى التي سحر فيها ، حتى أنبطوا ماءها ثم تهورت بعد . ويقال : إن الذي استخرج السحر بأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قيس بن محصن » .
رد علمائنا لهذه الفرية
أقول : هذا بعض كلامهم الطويل العليل الذي يريدون به أن يقنعوك به بأن نبيك ( صلى الله عليه وآله ) كان لمدة ستة أشهر مسحوراً ، وأنه مرض من ذلك وانتثر شعر رأسه ، وصار أقرع أو كالأقرع ، وصار يذوب ولا يدرى ما عراه ! وكان يتصور أنه يرى شيئاً وهو لا يراه ، ويتصور أنه أكل ولم يأكل ، وأنه نام مع زوجته ولم يفعل !
ثم يريدون أن يطمئنوك بأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) بخير وعافية ، فالسحر قد تسلط على جسده وظواهر جوارحه ، أي على قسم من عقله وليس على جميعه !
ويقولون لك نعم إن نبيك ( صلى الله عليه وآله ) معصوم لا ينطق عن الهوي ، لكن عصمته إنما هي في تبليغه الرسالة فقط ! أما في غير التبليغ فقد يصاب بالسحر وبالجنون ، فيفقد التمييز في الأمور الدنيوية التي لم يبعث من أجلها ! ومنها استخلاف من يقود المسلمين بعده ! وكل دليلهم على ذلك أن عائشة قالته ، ولو خالف القرآن !
لقد فاقت القرشيات بافترائها على النبي ( صلى الله عليه وآله ) كل ما افترته الإسرائيليات على أنبيائهم « عليهم السلام » ! ولذا قال ( صلى الله عليه وآله ) : « ما أوذى نبي مثل ما أوذيت » !
وقد رد هذه الفرية علماء الشيعة ، وتجرأ على ردها معهم بعض علماء السنة !
قال الطوسي في تفسير التبيان : 1 / 384 : « ما روى من أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) سُحِر وكان يرى أنه يفعل ما لم يفعله ، فأخبار آحادٍ لا يلتفت إليها ، وحاشا النبي ( صلى الله عليه وآله ) من كل صفة نقصٍ ، إذ تنفر من قبول قوله لأنه حجة الله على خلقه وصفيه من عباده ، اختاره الله على علم منه ، فكيف يجوز ذلك مع ما جنبَّه الله من الفظاظة والغلظة وغير ذلك من الأخلاق الدنيئة والخلق المشينة ؟ !
ولا يجوِّز ذلك على الأنبياء « عليهم السلام » إلا من لم يعرف مقدارهم ولايعرفهم حقيقة معرفتهم ، وقد قال الله تعالى : وَاللهُ يعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ، وقد أكذب الله من قال : إِنْ تَتَّبِعُونَ إلا رجلاً مَسْحُوراً . فنعوذ بالله من الخذلان » .
وقال ابن إدريس في السرائر : 3 / 534 : « والرسول ( صلى الله عليه وآله ) ما سُحِر عندنا بلا خلاف لقوله تعالي : وَاللهُ يعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ، وعند بعض المخالفين أنه سُحر » !
قال في الصحيح من السيرة : 16 / 225 : « وزعموا : أنه في شهر محرم من السنة السابعة وقيل سنة ست : سحر رسول الله . فعن عائشة قالت : سُحر رسول الله حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن . قال سفيان : وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان ! وعن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال : إنما سحره بنات أعصم أخوات لبيد ، وكان لبيد هو الذي ذهب به فأدخله تحت راعوفة البئر . ودس بنات أعصم إحداهن فدخلت على عائشة ، فسمعت عائشة تذكر ما أنكر رسول الله من بصره ! ثم خرجت إلى أخواتها بذلك فقالت إحداهن : إن يكن نبياً فسيخبَّر ، وإن كان غير ذلك فسوف يدْلِهُهُ هذا السحر ، فيذهب عقله ، فدله الله عليه ! وقد مرض من سحرهن له حتى إنه لم يقدر على قربان أهله ستةأشهر ، وذكر الستة والأربعين يوماً في الوفاء ! وعن الزهري : أنه لبث سنة ! وفى بعض الروايات : أن سِحْرَ يهود بنى زريق حبس النبي عن خصوص عائشة : سنة !
بل في بعضها : فأقام رسول الله لا يسمع ولا يبصر ، ولا يفهم ، ولا يتكلم ، ولا يأكل ولا يشرب . . ! فهل يمكن أن يكون هذا حال من وصفه الله تعالى بأنه : وَمَا ينطِقُ عَنِ الهَوَي ، إِنْ هُوَ إِلا وَحْى يوحَي ؟ !
وقد ذكرت الروايات المتقدمة : أن شعر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد انتثر بواسطة السحر . . وهذا أمر عجيب وغريب لم نعهده في سحر الساحرين ، ولا قرأناه في تاريخ هذا النبي الأمين ( صلى الله عليه وآله ) ، فلو كان ذلك قد حصل فعلاً لاعتبره المؤرخون مفصلاً تاريخياً في حياته ( صلى الله عليه وآله ) ! إننا لا نشك في كذب هذه الروايات ، ونعتقد أنها من مجعولات أعداء هذا الدين » .
أقول : أصل المشكلة عندهم أنهم يقبلون كلام عمر وعائشة والبخاري حتى لو خالف القرآن والقطعى من السنة ، ولايسمحون لأنفسهم ولا لأحد أن ينتقده ويرده ! وقد أوقعهم ذلك في مشكلات عديدة في العقائد والفقه ! تورطوا فيها وما زالوا دون أن يجرأ أحد منهم على القول : معاذ الله ، إنها تهمة الكفار لنبينا ( صلى الله عليه وآله ) وقد برَّأه الله منها ، فإن صحت عن عائشة فهي من خيالاتها !
وقد استنكر الله تعالى تهمة الكفار ، فقال : نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يسْتَمِعُونَ إِلَيكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلاً مَسْحُورًا . اُنْظُرْ كَيفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً . الإسراء : 46 - 48 .
فما الفرق بين قول هؤلاء وقول عائشة : « حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشئ وما يفعله » ؟ أليس هذا الجنون بعينه ! وإن قبلوه في النبي ( صلى الله عليه وآله ) فمن يضمن أن يكون الله تعالى أنزل عليه وحياً وأوامر فتصور أنه بلغ ذلك ولم يبلغه !
ثم متى كانت هذه الحادثة ؟ في السنة السادسة أو السابعة ؟ وكل حياة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وسنواتها وأيامها مشهودة منظورة ، وكيف لم يعرف ذلك إلا عائشة ؟ !
فبعد رجوعه ( صلى الله عليه وآله ) من الحديبية في ذي الحجة راسل ملوك العالم ، ودخلت السنة السابعة فغزا خيبر ، ثم اعتمر عمرة القضاء ، ثم كانت غزوة مؤتة . فمتى كانت حادثة السحر المزعومة !
ثم كيف يعتقدون بالقدرات الخارقة للسحر وتأثيره على الناس والمؤمنين والأنبياء « عليهم السلام » ! وإذا صح ذلك ، فلماذا لم يصِر السَّحَرَة حكام الأرض ؟ !
هذا ، ولا نطيل في تحليل كلام عائشة ففيه دلالات ليست في مصلحتها !
رد بعض علماء السنيين لهذه الفرية
وممن تجرأ ومال إلى موافقتنا في ردها : النووي في المجموع : 19 / 242 ، قال : « وأكتفى بهذا القدر من أحاديث سحر الرسول ( صلى الله عليه وآله ) . . تنبيه : قال الشهاب بعد نقل التأويلات عن أبي بكر الأصم أنه قال : إن حديث سحره ( صلى الله عليه وآله ) المروى هنا متروكٌ لما يلزمه من صدق قول الكفرة أنه مسحور ، وهو مخالف لنص القرآن حيث أكذبهم الله فيه . ونقل الرازي عن القاضي أنه قال : هذه الرواية باطلةٌ ، وكيف يمكن القول بصحتها والله تعالى يقول : وَاللهُ يعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ، وقال : وَلا يفْلِحُ السَّاحِرُ حَيثُ أَتَي . ولأن تجويزه يفضى إلى القدح في النبوة ، ولأنه لو صح ذلك لكان من الواجب أن يصلوا إلى ضرر جميع الأنبياء « عليهم السلام » والصالحين ، ولقدروا على تحصيل الملك العظيم لأنفسهم ! وكل ذلك باطل .
وكان الكفار يعيرونه بأنه مسحور ، فلو وقعت هذه الواقعة لكان الكفار صادقين في تلك الدعوى ، ولحصل فيه ( عليه السلام ) ذلك العيب ، ومعلوم أن ذلك غير جائز » !
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|