أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-9-2017
940
التاريخ:
1526
التاريخ: 20-3-2018
1655
التاريخ: 22-9-2017
1123
|
نكبة الفضل بن مروان:
كان للمعتصم في ولاية أخيه كاتب يعرف بيحيى الجرمقابي و اتصل به الفضل بن مروان و هو من البردان و كان حسن الخط فلما هلك الجرمقابي استكتبه المعتصم و سار معه إلى الشام فأثرى و لما استخلف المعتصم استولى على هواه و استتبع الدواوين و احتجر الأموال ثم صار يرد أوامر المعتصم في العطايا و لا ينفذها و اختلفت فيه السعايات عند المعتصم و دسوا عليه عنده من ملأ مجلسه و مساخره من يعير المعتصم باستبداده عليه ورد أوامره فحقد له ذلك ثم نكبه سنة عشرين و صادره و جميع أهل بيته و جعل مكانه محمد بن عبد الملك بن الزيات و غرب الفضل إلى بعض قرى الموصل قد تقدم لنا حديث بابك الخرمي محاربة بابك الخرمي و ظهوره سنة اثنتين و مائتين بدعوة جاوندان بن سهل و اتخذ مدينة البر لامتناعه و ولى المأمون حروبه فهزم عساكره و قتل جماعة من قواده و خرب الحصون فيما بين أردبيل و زنجان فلما ولي المعتصم بعث أبا سعيد محمد بن يوسف فبنى الحصون التي خربها و شحنها بالرجال و الأقوات و حفظ السابلة لجلب الميرة و بينما هو في ذلك أغارت بعض سرايا بابك بتلك النواحي فخرج في طلبهم و استنفد ما أخذوه و قتل كثيرا وأسر أكثر وبعث بالرؤوس والأسرى إلى المعتصم و كان ابن البعيث أيضا في قلعة له حصينة من كور أذربيجان ملكها من يد ابن الرواد و كان يصانع بابك و يضيف سراياه إذا مروا به و مر به في هذه الأيام قائده عصمة و أضافه على العادة ثم قبض عليه و قتل أصحابه و بعث به إلى المعتصم فسأله عن عورات بلاد بابك فدله عليها ثم حبسه و عقد لقائده الأفشين حيدر بن كاوس على الجبال و وجهه لحرب بابك فسار إليها و نزل بساحتها و ضبط الطرقات ما بينه و بين أردبيل و أنزل قواده في العساكر ما بينه و بين أردبيل يتلقون الميرو من أردبيل من واحد إلى الآخر حتى تصل عسكر الأفشين و كان إذا وقع بيده أحد من جواسيس بابك يسأله عن إحسان بابك إليه فيضاعفه و يطلقه ثم إن المعتصم بعث بغا الكبير بمدد الأفشين بالنفقات و سمع بابك فاعتزم على اعتراضه و أخبر الأفشين بذلك بعض جواسيسهم فكتب إلى بغا أن يرتحل من حصن النهر قيلا ثم رجع إلى أردبيل ففعل ذلك و جاءت الأخبار إلى بابك و ركب الأفشين في يوم مواعدته لبغا و اغذ المسير خرجت سرية بابك فلقيت قافلة النهر ولم يصادفوا بغا فيها فقتلوا من وجدوا فيها من الجند وفاتهم المال و لقوا في طريقهم الهيثم من قواد الأفشين فهزموه وامتنع بحصنه ونزل بابك عليه يحاصره و إذا بالأفشين قد وصل فأوقع بهم و قتل الكثير من جنده نجا بابك إلى موقان و أرسل إلى عسكره في البر فلحقت به و خرج معهم من موقان إلى البذ و لما رجع الأفشين إلى عسكره استمر على حصار بابك و انقطعت عنه الميرة من سائر النواحي و وجه صاحب مراغة إليه ميرة فلقيتها سرية من سرايا بابك فأخذوها ثم خلص إليه بغا بما معه من المال ففرقه في العساكر و أمر الأفشين قواده فتقدموا ليضيقوا الحصار على بابك في حصن البذ نزل على ستة أميال منه و سار بغا الكبير حتى أحاط بقرية البذ وقاتلهم و قتلوا منهم جماعة فتأخر إلى خندق محمد بن حميد من القواد و بعث إلى الأفشين في المدد فبعث إليه أخاه الفضل و أحمد بن الخليل بن هشام و أبا خوس و صاحب شرطة الحسن بن سهل و أمره بمناجرتهم إلى حرب في يوم عينه له فركبوا في ذلك اليوم و قصدوا البذ و أصابهم برد شديد و مطر و قاتل الأفشين فغلب من بازائه من أصحاب بابك و اشتد عليهم المطر فنزلوا و اتخذ بغا دليلا أشرف به على جبل يطل منه على الأفشين و نزل عليهم الثلج و الضباب فنزلوا منازلهم و عمد بابك إلى الأفشين ففض معسكره و ضجر أصحاب بغا من مقامهم في رأس الجبل فارتحل بهم و لا يعلم ما تم على الأفشين و قصد حصن البذ فتعرف خبر الأفشين و رجع على غير الطريق الذي دخلوا منه لكثرة مضايقة و عقباته و تبعته طلائع بابك فلم يلتفت إليهم مسابقة للمضايق أمامه و أجنهم الليل و خافوا على أثقالهم و أموالهم فعسكر بهم بغا من رأس جبل و قد تعبوا و فنيت أزوادهم و بيتهم بابك ففضهم و نهبوا ما كان معهم من المال و السلاح و نجوا إلى خندقهم الأول في أسفل الجبل و أقام بغا هنالك و كان طرخان كبير قواد بابك قد استأذنه أن يشتوا بقرية في ناحية مراغة فأرسل الأفشين إلى بعض قواده بمراغة فأسرى إليه و قتله وبعث برأسه و دخلت سنة اثنتين وعشرين فبعث المعتصم جعفر الخياط بالعساكر مددا للأفشين و بعث إيتاخ بثلاثين ألف ألف درهم لنفقات الجند فأرسلها وعاد و رحل الأفشين لأول فصل الربيع و دنا من الحصن و خندق على نفسه و جاءه الخبر بأن قائد بابك و اسمه أدين قد عسكر بازائه و بعث عياله إلى بعض حصون الجبل فبعث الأفشين بعض قوداه لاعتراضهم فسلكوا مضايق و تملقوا و أغاروا إلى أن لقوا العيال فأخذوهم و انصرفوا و بلغ الخبر أدين فركب لاعتراضهم و حاربهم و استنفذ بعض النساء و علم بشأنهم الأفشين من علامات كان أمرهم بها إن رأى بهم ريبا فركب إليهم فلما أحسوا به فرجوا عن المضيق و نجا القوم و تقدم الأفشين قليلا قليلا إلى حصن البذ و كان يأمر الناس بالركوب ليلا للحراسة خوف البيات فضجر الناس من التعب و ارتاد في رؤوس تلك الجبال أماكن يتحصن فيها الرجالة فوجد ثلاثة فأنزل فيها الرجالة بأزوادهم و سد الطرق إليها بالحجارة و أقام يحاصرهم و كان يصلي الصبح بغلس ثم يسير زحفا و يضرب الطبول الناس لزحفه في الجبال و الأودية على مصافهم و إذا أمسك وقفوا و كان إذا أراد ان يتقدم المضيق الذي أتى منه عام أول خلف به عسكرا على رأس العقبة يحفظونه لئلا يأخذه الحرسة منه عليهم و كان بابك متى زحفوا عليه كمن عسكرا تحت تلك العقبة و اجتهد الأفشين أن يعرف مكان الكمين فلم يطق و كان يأمر أبا سعيد و جعفرا لخياط و أحمد بن الخليل بن هشام فيتقدمون إلى الوادي في ثلاثة كراديس و يجلس على تلك ينظر إليهم و إلى قصر بابك و يقف بابك قبالته في عسكر قليل و قد أكمن بقية العسكر فيشربون الخمر و يلعبون بالسرياني فإذا صلى الأفشين الظهر رجع إلى خندقه بروذ الروز مصافا بعد مصاف الأقرب إلى العدو ثم الذي يليه و آخرين ترجع العسكر الذي عقبه المضيق حتى ضجرت الخرمية من المطاولة و انصرف بعض الأيام و تأخر جعفر فخرج الخرمية من البذ على أصحابه فردهم جعفر على أعقابهم و ارتفع الصياح و رجع الأفشين و قد نشبت الحرب و كان مع أبي دلف من أصحاب جعفر قوم من المطوع فضيقوا على أصحاب بابك و كانوا يصدعون البذ و بعث إلى الأفشين يستمده خمسمائة راجل من الناشبة فأتى له و أمره بالتحيل في الإنصراف و تعلق أولئك المطوعة بالبذ و ارتفع الصياح و خرج الكمناء من تحت العقبة و تبين الأفشين أماكنهم و أطلع على خدعتهم و انصرف جعفر إلى الأفشين و عاتبه فاعتذر إليه يستأمن الكمين و أراه مكانه فانصرف عن عتابه و علم أن الرأي معه و شكا المطوعة ضيق العلوفة و الزاد فأذن لهم في الإنصراف و تناولوه بألسنتهم ثم طلبوه في المناهضة لهم و وداعهم ليوم معلوم و جهز و حمل المال و الزاد و الماء و المحامل لجرجان و تقدم إلى مكانه بالأمس و جهز العسكر على العقبة على عادته و أمر جعفرا بالتقدم بالمطوعة و ان يأتوا من أسهل الوجوه و أطلق يده بمن يريده من الناشبة و النفاطين و تقدم جعفر إلى مكانه بالأمس و المتطوعة معه فقاتلوا و تعلقوا بسور البذ حتى ضرب جمعهم ما به و جاء الفعلة بالفؤوس و طيف عليهم بالمياه و الأزودة ثم جاء الخزمية من الباب و كسروا على المطوعة و طرحوهم على السور و رموهم بالحجارة فنالت منهم و ضعفوا عن الحرب ثم تحاجزوا آخر يومهم و أمرهم الأفشين بالانصراف وداخلهم اليأس من الفتح تلك السنة و انصرف أكثر المطوعة ثم عاود الأفشين الحرب بعد أسبوعين و بعث من جوف الليل ألفا من الناشبة إلى الجبل الذي وراء البذ حتى يعاينوا الأفشين من هذه الناحية فيرمون على الخرمية و بعث عسكرا آخر كمينا تحت ذلك الجبل الذي وراء البذ و ركب هو من الغداة إلى المكان الذي يقف فيه على عادته و تقدم جعفر الخياط و القواد حتى صاروا جميعا حول ذلك الجبل فوثب بابك من أسفل الجبل بالعسكر الذي جاء إليه لما فضحهم الصبح و انحدر الناشبة من الجبل و قد ركبوا الأعلام على رماحهم و قصدوا جميعا أدين قائد بابك في جفلة فانحدر إلى الوادي فحمل عليه جماعة من أصحاب القواد فرمى عليهم الصخور من الجبل و تحدرت إليهم و لما رأى ذلك بابك استأمن للأفشين على أن يحمل عياله من البذ و بينما هم في ذلك إذ جاء الخبر إلى الأفشين بدخول البذ و أن الناس صعدوا بالأعلام فوق قصور بابك حتى دخل واديا هنالك و أحرق الأفشين قصور بابك و قتل الخرمية عن آخرهم و أخذ أمواله و عياله و رجع إلى معسكره عند المساء و خالفه بابك إلى الحصن فحمل ما أمكنه من المال و الطعام و جاء الأفشين من الغد فهدم القصور و أحرقها و كتب إلى ملوك أرمينية و بطارقتهم بإذكاء العيون عليه في نواحيهم حتى يأتوه به ثم عثر على بابك بعض العيون في واد كثير الغياض يمر من أذربيجان إلى أرمينية فبعث من يأتي به فلم يعثروا عليه لكثرة الغياض و الشجر و جاء كتاب المعتصم بأمانه فبعث به الأفشين بعض المستأمنة من أصحاب بابك فامتنع من قبوله و قتل بعضهم ثم خرج من ذلك الوادي هو و أخوه عبد الله و معاوية و أمه يريدون أرمينية و رآهم الحرس الذين جاؤا لأخذه و كان أبو السفاح هو المقدم عليهم فمروا قي اتباعهم و أدركوهم على بعض المياه فركب و نجا و أخذ أبو السفاح معاوية و أم بابك و بعث بهم إلى الأفشين و سار بابك في جبال أرمينية مختفيا و قد أذكوا عليه العيون حتى إذا مسه الجوع بعث بعض أصحابه بدنانير لشراء قوتهم فعثر به بعض المسلحة و بعث إلى سهل بن ساباط فجاء و اجتمع بصاحب بابك الذي كانت حراسة الطريق عليه و دله على بابك فأتاه و خادعه حتى سار إلى حصنه و بعث بالخبر إلى الأفشين فبعث إليه بقائدين من قبله و أمرهما بطاعة ابن ساباط فأكمنهما في بعض نواحي الحصن و أغرى بابك بالصيد و خرج معه فخرج القائدان من الكمين فأخذاه و جاء به إلى الأفشين و معهما معاوية بن سهل بن ساباط فحبسه و وكل بحفظه و أعطى معاوية ألف درهم و آتى سهلا ألف ألف درهم و منطقة مفرقة بالجواهر و بعث إلى عيسى بن يوسف أسطقانوس ملك البيلقان يطلب منه عبد الله أخا بابك و قد كان لجأ إلى حصنه عندما أحاط به ابن ساباط فأنفذه إليه و حبسه الأفشين مع أخيه و كتب إلى المعتصم فأمره بالقدوم بهما و ذلك في شوال من سنة اثنتين و عشرين و سار الأفشين بهما إلى سامرا فكان يلقاه في كل رحلة رسول من المعتصم بخلعة و فرس و لما قرب من سامرا تلقاه الواثق و كبر لقدومه و أنزل الأفشين و بابك عنده بالمطيرة و توج الأفشين و ألبسه وشاحين و وصله بعشرين ألف ألف درهم و عشرة آلاف ألف درهم يفرقها في عسكره و ذلك في صفر سنة ثلاث و عشرين و جاء أحمد ابن أبي داود إلى بابك متنكرا و كلمه ثم جاء المعتصم أيضا متنكرا فرآه ثم عقد من الغد و اصطف النظارة سماطين و جيء ببابك راكبا على فيل فلما وصل أمر المعتصم بقطع أطرافه ثم بذبحه و أنفذ رأسه إلى خراسان و صلب شلوه بسامرا و بعث بأخيه عبد الله إلى إسحق بن إبراهيم ببغداد ليفعل به مثل ذلك ففعل و كان الذي أنفق الأفشين في مدة حصاره لبابك سوى الأرزاق و الأنزال و المعاون عشرة آلاف ألف درهم يوم ركوبه لمحاربته و خمسة آلاف يوم قعوده و جميع من قتل بابك في عشرين سنة أيام قتيبة مائة ألف و خمسة و خمسين ألف و هزم من القواد يحيى بن معاذ و عيسى بن محمد بن أبي خالد و أحمد ابن الجنيد و زريق بن علي بن صدقة و محمد بن حميد الطوسي و إبراهيم بن الليث و كان الذين أسروا مع بابك ثلاثة آلاف و ثلثمائة و الذي استنقذه من يديه من المسلمات و أولادهن سبعة آلاف و ستمائة إنسان جعلوا في حظيرة فمن أتى من أوليائهم و أقام بينة على أحد منهم أخذه و الذي صار في يد الأفشين من بني بابك و عياله سبعة عشر رجلا و عشرين امرأة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
جمعية العميد تناقش التحضيرات النهائية لمؤتمر العميد الدولي السابع
|
|
|