المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24



مشاكل التربية / الأسئلة المحرجة  
  
1884   08:59 صباحاً   التاريخ: 2-9-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص136-137
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

من المشاكل التي تقف في وجهنا في عملية التربية هي الاسئلة المحرجة من قبل الاولاد من قبيل من خلق الله سبحانه وتعالى؟ او من اين اتينا؟ او لماذا اختلف عن اختي في اعضائي التناسلية؟ كل هذه الاسئلة المحرجة يجب أن لا نتعامل معها بالهروب منها , أو برفض سماعها من أبنائنا الباحثين عن معرفة ما حولهم كما يفعل بعض الأهل ظنا منهم ان هذا أمر يجب إخفاءه عنهم ومن مصلحتهم عدم معرفة شيء من هذه الأمور في سنهم هذا , بشكل نجعل هذا الطفل يتعقد من هذه المسائل , بل يجب أن نجيبهم عنها بما يتناسب مع أعمارهم , أي أن ننزل الى مستوى فهم الطفل ونجيبه بكل محبة عن ما يسأل عنه , فهو في طور التعرف والاكتشاف وتركه بلا إجابة عن بعض المواضيع يشكل خطرا على سلوكه الفكري مستقبلا , بعض الاهل ينهرون أولادهم عن هذه الأسئلة خاصة تلك المتعلقة بمسائل حساسة فيقولون لهم:(هذا الحديث عيب) .

وهذه ليست إجابات , بل هي قمع للفكر تجعل الولد يخاف من طرح أسئلة أخرى خوفا من أن يتعرض للنهر , أو الضرب في بعض الأحيان , أو اتهامه بممارسة العيب , وينشأ هذا الولد ولديه كم هائل من الأسئلة لم يجب عنها , ما يجعله ولدا سطحيا قليل الدراية معقد لا يفهم من هذه الحياة شيئا .

أما لو أجبناه عن كل تساؤلاته بالطريقة التي تناسب عمره فإنه سيسأل عن كل ما بدا له ويلقى إجابات شافية فينشأ ممتلكا لكمٍ معقول من المعرفة التي تفيده في تكوين شخصيته وبناء معرفته .

بل إن ما ندعو له أكثر من ذلك أن يبادر الاهل أبناءهم بالسؤال والتعليم لأمور يرونها ضرورية لهم , خاصة تلك التي يعرفون أنها ستواجههم في المجتمع الخارجي فيحصنونهم من أخطار الافكار المنحرفة بالمعلومات المسبقة عن كل ما أشكل في المجتمع خارجا وفي كل المجالات الفكرية والسياسية والعقائدية .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.