أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-20
416
التاريخ: 10-7-2019
2354
التاريخ: 2023-07-16
1137
التاريخ: 3-2-2021
2180
|
هل صادف أن شاهدتم مدربي تسلق الجبال؟ وكيف يقودون الشباب إلى قمة الجبل؟ أتدرون ماذا يفعلون وكيف يتصرفون مع الذين يتخلفون عن ركب المتسلقين؟ هل يأخذون بأيديهم ويجرونهم بقوة وعنف باتجاه القمة إلى درجة أنهم لا يقوون على مواصلة التسلق وبالتالي يتخلفون عن سائر زملائهم ومن ثم يعودون إلى مركز الانطلاق نادمين؟ إن المشرفين على مجموعة المتسلقين يأخذون بعين الاعتبار قوة كل واحد من المتسلقين ونشاطه ومن ثم يحددون الفترة التي يجب أن تستغرقها عملية الصعود إلى القمة كما أنهم يقومون خلال عملية التسلق بتشجيع المتسلقين وزيادة هممهم. ونفس الشيء يمكن أن يقال بالنسبة لمتسلقي قمم الحياة فهؤلاء يتمتعون بمعنويات وقدرات نفسية وروحية متفاوتة ومختلفة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار وبالتالي يجب التعامل معهم برفق ومودة وتوجيههم للصعود إلى قمم الأخلاق السامية والكرامة الإنسانية والآداب العالية لأننا إذا أردنا منذ البداية أن نتعامل مع متسلقي قمم الحياة الإنسانية بشدة وعنف ولم نستخدم أسلوب الرفق والمداراة في نصيحتهم وتربيتهم فلن يتمكنوا من الصعود وسيصابون بالإحباط وخيبة الأمل وسيفقدون القدرة على السعي لمواصلة طريق الصعود في مدارج الحياة. فالإمام أمير المؤمنين عليه السلام يقول: [خير الأعمال ما زانه الرفق] ويقول عليه السلام أيضاً: [أقبح شيء الخُرق](1) ويقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام أيضاً في هذا المجال: [الرفق مفتاح الجنة] ويقول عليه السلام: [كم من رفيع وضعه قبح خُرقه] ويقول علي عليه السلام: [من كثر خُرقه استرذل](2).
عزيزي القارئ نلاحظ من خلال الرسالة التالية الأسلوب العنيف والشديد الذي تستخدمه هذه الأم في التعامل مع أولادها والذي ينم عن جهلها وعدم معرفتها بأصول ومبادئ التربية:
الرسالة:... المشكلة الأخرى التي أعاني منها هي أنني إذا ما ارتكبت أي خطأ فإن والدتي لا تتعامل معي كسائر الأمهات برفق ومودة بل تقيم الدنيا عليّ وتقعدها وتجعلني ارتعد خوفاً وبالطبع أعرف بأنها كأم حريصة على تربيتي. ولكن ماذا أفعل؟ إن صراخها المرعب يخيفني جداً. وهذا الأمر قد أثر على نفسيتي إلى درجة أني أشعر بقلق مستمر وأخاف حتى من بيان وجهة نظري أمام الآخرين لأن وجهة نظري إذا كانت مخالفة لوجهة نظرها تنهرني بشدة وتستهزئ وتستهين بي أمام الحاضرين. إنها تنتقدني حتى على أخطائي التي ارتكبتها قبل عدة سنوات فهي تذكرني دائماً بتلك الأخطاء وتفضحني أمام الآخرين، أقول لها يا والدي العزيزة! حسناً! نبهيني إلى خطئي، والآن قولي لي ماذا عليّ أن أفعل حتى ترضي عني؟ فتقول لي: لا أدري، ماذا عليك أنت أن تفعلي! افعلي ما شئت... لا تدرون كم يؤلمني كلامها هذا ويعذبني... لقد ذكرت لكم ذلك لأنه لا يوجد في أسرتنا وبين أقربائنا من يفهم كلامي وأستطيع أن أثق به، أنتم بالنسبة لي كالوالد الحنون. ذكرت لكم مشكلتي لعلكم تستطيعون مساعدتي.
ابنتي العزيزة: إن هذه الشدّة وهذا العنف منشؤهما الجهل والضعف وإذا استطعت توفير سبل المعرفة والاطلاع على الأصول والمبادئ التربوية لوالدتك فإنها بالتأكيد ستغير من تصرفاتها الخاطئة وحبذا لو استطعت تزويد والدتك بالكتب الأخلاقية والتربوية. قد تستطيعين أن تبعثي رسالة إلى جمعية الآباء والمدرسين في مدرستك دون أن تذكري اسمك وعنوانك وتطلبي منهم أن يقدموا المزيد من النصائح والتوجيهات إلى الآباء والأمهات خلال الاجتماعات العامة التي تعقدها هذه الجمعية. ونحن من جانبنا نأمل أن تكون تلك النصائح مفيدة ومثمرة.
شكراً لك يا بنتي على ثقتك بي وطرح مشكلتك عليَّ. حاولي أن تكوني أماً لوالدتك، عرفيها أكثر وأكثر على الأخلاق والتصرفات الحسنة.
_________________________________________
(1) غرر الحكم ودرر الكلم.
(2) المصدر السابق، والخُرق هنا بمعنى الشدة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|