المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9103 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

بروتينات الميتا Metaproteins
21-11-2020
أعذار مُنكري الإعجاز
22-09-2014
المنـازعـة فـي الصـداق وفقا للشريعة الإسلامية
23-4-2019
Local Degree
18-3-2022
بنوك المعلومات المتخصصة
10-4-2020
هل تضع بعض الحشرات بيضها في انسجة النبات؟
31-1-2021


رد عمر بن عبد العزيز فدك للعلويين  
  
5573   07:07 مساءاً   التاريخ: 22-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص47-50.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

جهدت الحكومة الأموية منذ تأسيسها على حرمان أهل البيت (عليه السلام) من حقوقهم واشاعة الفاقة في بيوتهم وقد عانوا الفقر والحرمان ولكن لما ولي الحكم عمر بن عبد العزيز أجزل لهم العطاء فقد كتب إلى عامله على يثرب أن يقسم فيهم عشرة آلاف دينار فأجابه عامله : ان عليا قد ولد له في عدة قبائل من قريش ففي أي ولده؟ فكتب إليه : إذا أتاك كتابي هذا فاقسم في ولد علي من فاطمة (رضوان الله عليهم) عشرة ألاف دينار فطالما تخطتهم حقوقهم وكانت هذه أول صلة تصلهم أيام الحكم الأموي.

والبادرة الكريمة التي قام بها عمر بن عبد العزيز أنه رد فدكا إلى العلويين بعد أن صودرت منهم وأخذت تتعاقب عليها الأيدي وتتناهب الرجال وارداتها وآل النبي (صلى الله عليه واله) قد حرموا منها وقد روى رده لها بصور متعددة منها :

1 ـ إن عمر بن عبد العزيز زار مدينة النبي (صلى الله عليه واله) وأمر مناديه أن ينادي من كانت له مظلمة أو ظلامة فليحضر فقصده الامام أبو جعفر (عليه السلام) فقام إليه عمر تكريما واحتفى به فقال الامام (عليه السلام) له : إنما الدنيا سوق من الأسواق يبتاع فيها الناس ما ينفعهم وما يضرهم وكم قوم ابتاعوا ما ضرهم فلم يصبحوا حتى آتاهم للموت فخرجوا من الدنيا ملومين لما لم يأخذوا ما ينفعهم في الآخرة فقسم ما جمعوا لمن لم يحمدهم وصاروا إلى من لا يعذرهم فنحن والله حقيقيون أن ننظر إلى تلك الأعمال التي نتخوف عليهم منها فنكف عنها واتق الله واجعل في نفسك اثنتين انظر إلى ما تحب أن يكون معك إذا قدمت على ربك فقدمه بين يديك وانظر إلى ما تكره معك إذا قدمت على ربك فارمه وراءك ولا ترغبن في سلعة بادرت على من كان قبلك فترجو أن يجوز عنك وافتح الأبواب وسهل الحجاب وانصف المظلوم ورد الظالم

ثلاثة من كن فيه استكمل الايمان بالله من إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل ومن إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق ومن إذا قدر لم يتناول ما ليس له ...

وقد وعظه الامام بهذه الكلمات القيمة وأوصاه بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال إلا أنه (عليه السلام) لم يذكر فيها ظلامة أهل البيت في فدك وغيرها.

ولما سمع عمر كلام الامام (عليه السلام) أمر بدواة وبياض وكتب بعد البسملة : هذا ما رد عمر بن عبد العزيز ظلامة محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب بفدك (عليه السلام)..

2 ـ إنه لما ولي الخلافة أحضر قريشا ووجوه الناس فقال لهم : إن فدكا كانت بيد رسول الله (صلى الله عليه واله) فكان يضعها حيث أراه الله ثم وليها أبو بكر كذلك ثم عمر كذلك ثم اقطعها مروان ثم انها صارت إلى ولم تكن من مالي أعود منها علي وإني أشهدكم أني قد رددتها على ما كانت عليه في عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) .

وليس في هذه الرواية أنه ردها إلى العلويين وإنما وضعها حيث كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يضعها ومن المعلوم أن رسول الله أقطعها إلى بضعته سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليه السلام) وتصرفت (عليه السلام) بها في حياة رسول الله (صلى الله عليه واله) ولكن القوم رغبوا في مصادرتها لمصالح سياسية دعتهم إلى ذلك.

3 ـ إن عمر بن عبد العزيز لما أعلن رد فدك إلى العلويين نقم عليه بنو أمية فقالوا له : نقمت على الشيخين فعلهما وطعنت عليهما ونسبتهما إلى الظلم والغصب فقال : قد صح عندي وعندكم أن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) ادعت فدكا وكانت في يدها وما كانت لتكذب على رسول الله (صلى الله عليه واله) مع شهادة علي وأم أيمن وأم سلمة وفاطمة عندي صادقة فيما تدعي وإن لم تقم البينة وهي سيدة نساء الجنة فأنا اليوم أردها على ورثتها أتقرب بذلك إلى رسول الله 6 وأرجو أن تكون فاطمة والحسن والحسين يشفعون لي يوم القيامة ولو كنت بدل أبي بكر وادعت فاطمة (عليه السلام) كنت أصدقها على دعوتها ثم سلمها إلى الامام الباقر (عليه السلام) .

هذه بعض الأقوال التي ذكرت في رد عمر فدكا للعلويين وبذلك فقد خالف سلفه الحاقدين على أهل البيت (عليه السلام) والمبغضين لهم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.