المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



الإمام محمد الباقر ( عليه السّلام ) في سطور  
  
1344   05:19 مساءً   التاريخ: 4/11/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 7، ص17-19
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

* الإمام محمد الباقر ( عليه السّلام ) هو خامس الأئمة الأطهار الذين نصّ عليهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ليخلفوه في قيادة الأمة الاسلامية ويسيروا بها إلى شاطئ الأمن والسلام الذي قدّر اللّه لها في ظلال قيادة المعصومين الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا .

ولقد انحدر الإمام الباقر ( عليه السّلام ) من سلالة طاهرة مطهّرة ارتقت سلّم المجد والكمال وكان أفرادها قمما شامخة في دنيا الفضائل بعد أن حازت على جميع مقومات الشخصية الانسانية المتكاملة في مجال الفكر والعقيدة والعقل والعاطفة والإرادة والسلوك ، حيث أخلصوا للّه تعالى وذابوا في محبته وانصهروا في قيم الرسالة الاسلامية وكانوا ربانيين بحق ، وبذلك أصبحوا عدلا للقرآن الكريم بنصّ الرسول الأمين ، والقدوة الشامخة بعد الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) والامناء على تطبيق الرسالة الاسلامية والقادة المعصومون المؤهّلون لتوجيه الأمة وتربيتها وإدارة شؤونها وتلبية متطلّبات تكاملها وتحقيق سعادتها دنيا وآخرة .

* ولد الإمام الباقر ( عليه السّلام ) من أبوين علويين طاهرين زكيين فاجتمعت فيه خصال جدّيه السبطين الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) وعاش في ظلّ جدّه الحسين ( عليه السّلام ) بضع سنوات وترعرع في ظلّ أبيه علي بن الحسين زين العابدين ( عليه السّلام ) حتى شبّ ونما وبلغ ذروة الكمال وهو ملازم له حتى استشهاده في النصف الأول من العقد العاشر بعد الهجرة النبوية المباركة .

لقد كان أبوه علي بن الحسين ( عليه السّلام ) القدوة الشامخة للباقر بعد جدّه الحسين ( عليه السّلام ) وقد عرف ب « زين العابدين » و « سيد الساجدين » و « قدوة الزاهدين » و « سراج الدنيا » و « جمال الدين » ، فكان أهلا للإمامة العظمى لشرفه وسؤدده وعلمه وتألقه وكمال عقله ، كما شهد له بذلك كل من عاصره .

* ولقد نهل الإمام محمد بن علي الباقر ( عليهما السّلام ) العلوم والمعارف من هذا الوالد العظيم حتى فاق وأبدع في كل العلوم فكان كما شهد له بذلك جدّه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) حيث لقّبه بالباقر قائلا : إنّه يبقر العلم بقرا ، عندما بشّر المسلمين بولادته وبدوره الفاعل في إحياء علوم الشريعة وفي عصر كانت قد عصفت العواصف بالأمة الاسلامية إثر الفتوح المتتالية والتمازج الحضاري والتبادل الثقافي الذي طال الأمة الاسلامية وهي في عنفوان حركتها الثقافية والعلمية التي فجّرها الإسلام في وجودها ، وكانت قد حرمت من الارتواء من معين الرسالة الفيّاض الذي تجسّد في أهل البيت ( عليهم السّلام ) .

* لقد عاش الإمام محمّد الباقر ( عليه السّلام ) طيلة حياته في المدينة يفيض من علمه على الأمة المسلمة ، ويرعى شؤون الجماعة الصالحة التي بذر بذرتها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وربّاها الإمام علي ثمّ الإمامان الحسن والحسين ( عليهم السّلام ) كما غذّاها من بعدهم أبوه علي بن الحسين ( عليهما السّلام ) مقدّما لها كل مقوّمات تكاملها وأسباب رشدها وسموّها .

* لقد عانى الإمام الباقر من ظلم الأمويين منذ أن ولد وحتى استشهد ، ما عدا فترة قصيرة جدّا هي مدّة خلافة عمر بن عبد العزيز التي ناهزت السنتين والنصف .

فعاصر أشدّ أدوار الظلم الأموي ، كما أشرف على أفول هذا التيار الجاهلي وتجرّع من غصص الآلام ما ينفرد به مثله وعيا وعظمة وكمالا .

* ولكنه استطاع أن يربّي أعدادا كثيرة من الفقهاء والعلماء والمفسّرين حيث كان المسلمون يقصدونه من شتّى بقاع العالم الاسلامي وقد دانوا له بالفضل بشكل لا نظير له ، ولم يعش منعزلا عن أحداث الساحة الإسلامية وإنّما ساهم بشكل ايجابي في توعية الجماهير وتحريك ضمائرها وسعى لرفع شأنها وإحياء كرامتها بالبذل المادي والعطاء المعنوي كآبائه الكرام وأجداده العظام ولم يقصر عنهم عبادة وتقوى وصبرا وإخلاصا فكان قدوة شامخة للجيل الذي عاصره ولكل الأجيال التي تلته .

فسلام عليه يوم ولد ويوم جاهد بالعلم والعمل ويوم استشهد ويوم يبعث حيّا .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.