المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



رسالة الفضل إلى الامام الرضا  
  
4470   06:02 مساءاً   التاريخ: 8-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص285-286.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /

ارسل الفضل بن سهل رسالة إلى الامام الرضا (عليه السّلام) يطلب فيها القدوم الى (خراسان) ليتسلم الخلافة من المأمون وهذا نصها بعد البسملة: لعلي بن موسى الرضا وابن رسول اللّه المصطفى المهتدى بهديه المقتدى بفعله الحافظ لدين اللّه الخازن لوحي اللّه من وليه الفضل بن سهل الذي بذل في رد حقه إليه مهجته ووصل ليله فيه بنهاره.

سلام عليك أيها المهتدي ورحمة اللّه وبركاته فإني أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلّا هو وأسأله أن يصلي على محمد عبده.

أما بعد: فاني أرجو أن اللّه قد ادى لك واذن لك في ارتجاع حقك ممن استضعفك وان يعظم مننه عليك وأن يجعلك الامام الوارث ويري اعداءك ومن رغب عنك منك ما كان يحذرون , و ان كتابي هذا عن ازماع من امير المؤمنين عبد اللّه الامام المأمون ومني على رد مظلمتك عليك واثبات حقوقك في يديك والتخلي منها إليك على ما اسأل اللّه الذي وقف عليه: ان تبلغني ما اكون بها أسعد العالمين وعند اللّه من الفائزين ولحق رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) من المؤدين ولك عليه من المعاونين حتى ابلغ في توليك ودولتك كلتا الحسنتين.

فاذا أتاك كتابي- جعلت فداك - وأمكنك أن لا تضعه من يدك حتى تسير الى امير المؤمنين الذي يراك شريكا في أمره وشفيعا في نسبه وأولى الناس بما تحت يده  فعلت ما أنا بخيرة اللّه محفوفا وبملائكته محفوظا وبكلاءته محروسا وان اللّه كفيل لك بكل ما يجمع حسن العائدة عليك وصلاح الأمة بك وحسبنا اللّه ونعم الوكيل والسلام عليك ورحمة اللّه وبركاته .

و حفلت هذه الرسالة التي رفعها اكبر مسؤول في الدولة العباسية بما يلي:

1- إضفاء الالقاب الكريمة والنعوت الرفيعة على الامام (عليه السّلام) من انه حافظ لدين اللّه تعالى وخازن لوحيه وهذه الالقاب هي التي تضفيها الشيعة على أئمتهم.

2- اعلام الامام (عليه السّلام) بارجاع الخلافة إليه وان اللّه تعالى قد شاء أن يرجع ويعود هذا الحق السليب الذي تناهبته أيدي الظالمين إلى أهله وأصحابه وهم أهل بيت النبوة وسيدهم الامام الرضا (عليه السّلام) .

3- إن هذه الرسالة لم تكن بايحاء وتدبير من الفضل وحده وإنما كانت منه ومن المأمون فهو الذي عزم على التخلي عن الخلافة وتسليمها للامام .

4- واحتوت هذه الرسالة على طلب الفضل من الامام مغادرة يثرب فورا والتوجه الى (خراسان) ليتسلم قيادة الحكم.

و لم تظهر المصادر التي بأيدينا جواب الامام عن هذه الرسالة إلّا انه من المؤكد ان الامام رفض رفضا باتا الاستجابة لها وذلك لعلمه بنوايا المأمون وانه لا واقع لرسالة الفضل إليه وانما كانت هناك دوافع سياسية ومدبرة تحت الكواليس هي التي دفعت الفضل والمأمون إلى هذا العرض.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.