المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



التنكيل بالعلويين في العصور العباسية الأولى  
  
3709   06:09 مساءاً   التاريخ: 7-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص208-210.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /

من أقسى المحن التي عاناها السادة العلويون في العصور العباسية الأولى والتي شاهد بعضها الامام الرضا (عليه السّلام) هو التنكيل القاسي بالعلويين فقد عمد العباسيون بشكل سافر إلى اضطهادهم وتصفيتهم جسديا.

و كان أول من أوقع الفتنة بين العلويين والعباسيين هو المنصور الدوانيقي‏ وهو القائل: قتلت من ذرية فاطمة الفا أو يزيدون وتركت سيدهم ومولاهم وامامهم جعفر بن محمد .

لقد قتل هذا العدد من ابناء رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ليجعلهم ذخرا له يقدمهم الى اللّه تعالى والى جدهم رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وهو الذي ترك لولده خزانة رؤوس العلويين وعلق بكل رأس ورقة كتب فيها اسم العلوي وقد حوت رؤوس شيوخ وأطفال وشباب‏ .

و قال للامام الصادق (عليه السّلام): لأقتلنك ولأقتلن أهلك حتى لا أبقي على الأرض منكم قامة سوط .

و قال أبو القاسم الرسي عند ما هرب من المنصور الى (السند):

لم يروه ما أراق البغي من دمنا           في كل أرض فلم يقصر من الطلب‏

و ليس يشفي غليلا في حشاه سوى‏      أن لا يرى فوقها ابنا لبنت نبي‏

ان ما اقترفه المنصور من اراقة دماء ابناء النبي (صلى الله عليه واله) من اسوأ الصفحات في‏

تأريخ الدولة العباسية كما يقول السيد أمير علي‏ .

و في عهد الهادي عانت الأسرة العلوية الخوف والإرهاب فقد اخافهم خوفا شديدا وألح في طلبهم وقطع ارزاقهم واعطياتهم وكتب إلى الآفاق بطلبهم‏ وهو صاحب (واقعة فخ) الشبيهة بكارثة كربلا في ماسيها فقد بلغ عدد الرؤوس التي ارسلت إليه مائة ونيفا وسبى الاطفال والنساء وقتل السبي حتى الاطفال‏ .

و أما في عهد الرشيد فقد عانى العلويون أشد وأقسى الوان الظلم يقول الفخري: لم يكن - أي الرشيد - يخاف اللّه وأفعاله بأعيان آل علي وهم أولاد بنت نبيه لغير جرم‏ وقد اقسم على تصفيتهم وتصفية شيعتهم يقول: حتام اصبر على آل بني أبي طالب واللّه لأقتلنهم ولأقتلن شيعتهم وقد اوعز إلى عامله على يثرب بان يضمن العلويون بعضهم بعضا وهو الذي هدم قبر سيد الشهداء وريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) الامام الحسين وقطع السدرة التي كان يستظل تحتها الزائرون وقد قام بذلك عامله على الكوفة موسى بن عيسى العباسي‏ .

و من اعظم ما اقترفه من (الأثم) اغتياله لامام المسلمين وسيد المتقين الامام موسى بن جعفر (عليه السّلام) بعد ما قضى في سجونه حفنة من السنين.

و يصف دعبل الخزاعي في قصيدته العصماء التي رثى بها الامام الرضا (عليه السّلام) ما عاناه العلويون من القتل والسجن والتعذيب من العباسيين يقول:

و ليس حي من الأحياء نعلمه‏              من ذي يمان ومن بكر ومن مضر

إلّا وهم شركاء في دمائهم‏                 كما تشارك ايسار على جزر

قتلا وأسرا وتحريقا ومنهبة               فعل الغزاة بأهل الروم والخزر

أرى أمية معذورين إن فعلوا               و لا أرى لبني العباس من عذر

و يقول منصور النمري:

آل النبي ومن يحبهم‏              يتطامنون مخافة القتل‏

أمن النصارى واليهود وهم‏      من أمة التوحيد في ازل‏

و عرض الشاعر الكبير ابن الرومي في قصيدته التي رثى بها الشهيد الخالد يحيى الى محن العلويين وما جرى عليهم من صنوف التعذيب يقول:

ألا ايهذا الناس طال ضريركم‏     بآل رسول اللّه فاخشوا أو ارتجوا

أكل أوان للنبي محمد                 قتيل زكي بالدماء مضرج‏

تبيعون فيه الدين شر أئمة       فلله دين اللّه قد كاد يمرج‏

الى ان قال:

بني المصطفى كم يأكل الناس شلوكم‏     لبلواكم عما قليل مفرج‏

              أ ما فيهم راع لحق نبيه‏      و لا خائف من ربه يتحرج‏

و قد عرض احرار الشعراء إلى ما عانوه السادة من الخطوب والمحن من أئمة الظلم والجور في كثير مما نظموه وقد ذكرنا القسم الكثير منه في مؤلفاتنا عن أئمة أهل البيت (عليهم السّلام) من اراد الوقوف عليه فليراجعها .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.