أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-05-2015
5811
التاريخ: 9-05-2015
5881
التاريخ: 23-10-2014
7189
التاريخ: 26-11-2015
5271
|
يعرضُ التأريخ لنا شعوباً وأُممّا كثيرة ، فطائفة اجتازت سلّم الرقي بسرعة ، ووصلت طائفة ثانية إِلى أسفل مراحل الإِنحطاط ، وطائفة ثالثة عاشت يوماً في تشتت وضياع وتناحر وتفرقة ، ثمّ قويت في يوم آخر ، وطائفة رابعة على العكس منها إذ سقطت من أعلى مراتب الفخر إِلى قعر وديان الذلة والضياع.
والكثير من الناس يمرّون مرور الكرام على حوادث التأريخ المختلفة دون أي تفكر فيها ، والكثير منهم بدلا من البحث في العلل أو الأسباب الواقعية لحياة الشعوب وموتها يرجعون ذلك إِلى أسباب وهمية وخيالية.
ويرجعوها آخرون إِلى حركة الأفلاك ودورانها إيجاباً وسلباً.
وأخيراً فإنّ بعضهم لجأ إِلى مسألة القضاء والقدر بمفهومها المحّرف ، أو إِلى مسائل حسنِ الطالع والحظ وعدمهما ، وما شابه ذلك ، فيرجعون كل الحوادث الحسنة أو المرّة إِلى هذه الأُمور. وكل ذلك بسبب الخوف من الأسباب الحقيقة لتلك الأُمور.
والقرآن الكريم في الآيات المتقدمة يضع أصبع التحقيق على الأصل والمنبع ، ويبيّن أنواع العلاج وأسباب النصر والهزيمة فيقول : لأجل معرفة الأسباب الأصيلة لا يلزم البحث عنها في السماوات ولا في الأرضين ، ولا وراء الأوهام والخيال ، بل ينبغي البحث عنها في وجودكم وفكركم وأرواحكم وأخلاقكم ، وفي نظمكم والإِجتماعية ، فإنّ كل ذلك كامن فيها.
فالشعوب التي فكّرت مليّاً وحركت عقولها ووحدّت جموعها وتآخت فيما بينها ، وكانت قوية العزم والإِرادة ، وقامت بالتضحية والفداء عند لزوم ذلك ، هذه الشعوب منتصرة حتماً.
أمّا إذا حَلّ الضعف والتخاذل والركود مكان العمل والسعي الحثيث ، وحلّ التراجعُ مكان الجرأة والنفاقُ والتفرقة مكان الإِتحاد ، وحبُّ النفس مكان الفداء ، وحل التظاهر والرياء محل الإِخلاص والإِيمان ، فيبدأ عند ذلك السقوط والبلاء. منه أنوار العلم والحريّة ، ويبسط ظلاله على أقوام جدد بالثقافة والعلوم ، فكان ذا قدرة متحركة ومحركة وبنّاءة معاً ، وجاء بمدنية زاهرة لم يشهد التاريخ مثلها ، ولم تمر بضعة قرون حتى أخذ الخمول يعطل تلك الحركة ، وأخذت الفرقة والتشتت والضعف والخور والتخلف مكان ذلك الرقي ، حتى بدأ المسلمون يمدون أيديهم إِلى الآخرين طلباً لوسائل الحياة الإِبتدائية ، ويبعثون بأبنائهم إِلى ديار الأجانب لأخذ الثقافة والعلم ، بينما كانت جامعات المسلمين يومئذ من أرقى جامعات العالم العلمية والمراكز التي تهوي إِليها أفئدة الأصدقاء والأعداء ابتغاء المعرفة. لكن الأُمور بلغت حداً بحيث أنّهم لم يصدروا علماً وصناعة ، بل استوردوا ما يحتاجونه من خارج بلدانهم.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|