أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2019
1464
التاريخ: 11-08-2015
1657
التاريخ: 1-07-2015
2828
التاريخ: 23-1-2019
1974
|
قال : ( وهو ينقسم إلى الذهني والخارجي وإلاّ بطلت الحقيقة ).
أقول
: الوجود على قسمين : أصليّ ورابطيّ.
والأصليّ عبارة عن وجود نفس الشيء موضوعا كان أو محمولا ،
كوجود زيد أو القيام. وهذا متعلّق السؤال بـ « هل » البسيطة.
والرابطيّ عبارة عن وجود الشيء للشيء الذي يحصل به الارتباط
، كوجود القيام لزيد. وهذا متعلّق السؤال بـ « هل » المركّبة.
والوجود الأصليّ الخارجي الذي تترتّب عليه الآثار لا خلاف
فيه.
وأمّا الذهنيّ الذي يسمّى وجودا ظلّيّا وغير أصيل فقد اختلف
العلماء فيه.
فجماعة منهم نفوه وحصروا الوجود في الخارجي الذي تصدر به
آثار الموجود ، كالإشراق والإحراق للنار ، ويسمّى وجودا أصيلا أيضا.
والمحقّقون منهم أثبتوه وقسّموا الوجود إليه وإلى الخارجي
قسمة معنويّة.
واستدلّ المصنّف ; بأنّ القضيّة الحقيقيّة التي يحكم فيها على ما يصدق عليه الموضوع
في نفس الأمر ـ ولو لم يكن موجودا في الخارج ـ صادقة قطعا ؛ لأنّا نحكم بالأحكام
الايجابيّة على موضوعات معدومة في الأعيان ، وتحقّق الصفة يستدعي تحقّق الموصوف ،
وإذ ليس ثابتا في الأعيان ، فهو متحقّق في الذهن ، فتحقّق الحقيقيّة يدلّ على
الثبوت الذهني ، كما قرّرناه.
مضافا إلى أنّا نعقل أمورا لا وجود لها في الخارج ، والتعقّل
يستلزم التعلّق بين العاقل والمعقول، والتعلّق بين العاقل والعدم غير معقول ، فلا
بدّ من ثبوت للمعقول ، وإذ ليس في الخارج تعيّن كونه في الذهن ، بل يمكن دعوى
الضرورة في تحقّق الوجود الذهني للصّور الذهنيّة.
قال
: ( والموجود في الذهن إنّما هو الصورة المخالفة في كثير من اللوازم ).
أقول
: هذا جواب عن استدلال من نفى الوجود الذهني.
وتقرير استدلالهم : أنّه لو حلّت الماهيّة في الأذهان لزم
أن يكون الذهن حارّا باردا أسود أبيض، فيلزم مع اتّصاف الذهن بهذه الأشياء
المنفيّة عنه اجتماع الضدّين.
والجواب : أنّ الحاصل في الذهن ليس هو ماهيّة ما له الحرارة
والسواد ونفسه ، بل صورتهما ومثالهما ، والمخالفة للماهيّة في لوازمها وأحكامها ،
بمعنى أنّ الأشياء توجد في الذهن بأشباحها بالوجود الظلّي ، لا بأنفسها بالوجود
الأصيل العيني ، والصور الذهنيّة كلّيّة كانت كصور المعقولات ، أو جزئيّة كصور
المحسوسات ، مخالفة للخارجيّة في اللوازم الخارجيّة المسمّاة بـ« لوازم الوجود » ؛
وإن كانت مشاركة لها في لوازم الماهيّة من حيث هي هي ، فالحرارة الخارجيّة تستلزم
السخونة ، وصورتها لا تستلزمها ، والتضادّ إنّما هو بين الماهيّات لا بين صورها
وأمثالها.
وبعبارة أخرى : الماهيّة قد تطلق على ما يقال في جواب « ما
هو؟ » وقد تطلق على ما به الشيء هو هو بالفعل ، والموجود في الذهن هو الماهيّة
بالمعنى الأوّل الذي يعبّر عنه بـ«الأشباح » أيضا ، وأمّا الماهيّة بالمعنى الثاني
فلا توجد إلاّ في الخارج ، وما ذكر من لوازم الماهيّة بالمعنى الثاني لا الأوّل.
ومن قال بأصالة الوجود إن كان مراده أنّ الوجود له مصداق
خارجيّ ، كما أنّ له مفهوما ومصداقا ذهنيّا من غير أن ينفي أصالة الماهيّة ،
وكونها أيضا موجودة في الخارج وذات مصداق خارجيّ باعتبار المعنى الثاني ، بمعنى
أصالة الوجود والماهيّة معا بكونهما موجودين في الخارج بإيجاد واحد ، وكون
الماهيّة موجودة بالوجود ، والوجود موجودا بنفسه دفعا للتسلسل من غير الحكم بكون
الوجود أصلا من هذه الجهة والماهيّة حدّا له وسببا لتعيّنه ، بل تكون الماهيّة
أصلا وجهة التقوّم بنفسه ، والوجود أصلا من جهة التحصّل بنفسه ، ويكون كلّ ممكن
زوجا تركيبيّا ، فهو حقّ لا ينافي ما ذكرنا.
وإن كان مراده اعتباريّة الماهيّة بالمعنى الثاني ، فلا
اعتبار به ؛ لبداهة حكم العقل بوجود الذات والماهيّة بالمعنى الثاني ، كما لا
يخفى.
وإن كان مراده اعتباريّة الماهيّة بالمعنى الأوّل ، وأصالة
الوجود بالمعنى المذكور سيّما بمعنى منشأ الأثر ، فهو حقّ.
ولكنّ النزاع لفظيّ ؛ فإنّ القائل بأصالة الماهيّة يقول
بأصالة الماهيّة بالمعنى الثاني لا الأوّل ، وعرضيّة الوجود ، لا عدم كونه ذا
مصداق حقيقيّ خارجيّ ، والقائل بأصالة الوجود يقول بكونه ذا مصداق حقيقيّ ، لا عدم
كونه عرضا في الممكن مع اعتباريّة الماهيّة بالمعنى الأوّل لا الثاني ، فما يثبته
أحد الفريقين لا ينفيه الآخر ، وما ينفيه الآخر لا يثبته الأوّلون ، فمتعلّق النفي
والإثبات مختلف ، وليس النزاع إلاّ بحسب اللفظ ، وليس هذا ممّا يليق بالعلماء.
والحمل على أصالة الوجود بمعنى كون جميع الوجود وجود الواجب
المتنزّل في الممكنات ـ كما يقوله أهل التصوّف ـ موجب للكفر والخروج عن الدين.
وقد نظمت هذا المطلب بقولي :
ينقسم الوجود بالوجدان للخارجي والكون في الأذهان
إذ الحقيقيّة قطعا صادقه والذهن فيه صورة مفارقه
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
مركز الثقافة الأسرية ينظم برنامج (ربيع الثقافة المعرفي) لطالبات ثانوية الزهراء في بغداد
|
|
|