أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-8-2016
3542
التاريخ: 4-8-2016
3300
التاريخ: 31-7-2016
3131
التاريخ: 30-7-2016
3113
|
لم تقتصر علوم الامام الرضا (عليه السّلام) على أحكام الشريعة الاسلامية الغراء و انما شملت جميع أنواع العلوم و التي منها علم الطب فقد كان علما من أعلامه و متمرسا بجميع فروعه و جزئياته و يدلل على ذلك بصورة واضحة هذه الرسالة التي سماها المأمون بالرسالة الذهبية كما منح في تقريضه لها و سام الطبيب على الامام (عليه السّلام) و قد وضعت البرامج العامة لا صلاح بدن الانسان و وقايته من الاصابة بالأمراض الذي هو القاعدة الاساسية للطب الوقائي في هذه العصور و الذي يعد من اعظم الوسائل في تقدم الصحة و ازدهارها... .
تميز بلاط المأمون بأنه كان في معظم الأوقات ندوة من ندوات العلم و الأدب خصوصا في عهد الامام الرضا (عليه السّلام) عملاق هذه الأمة و رائد نهضتها الفكرية و العلمية فقد تحول البلاط العباسي الى مسرح للبحوث العلمية و الفلسفية .. .
و من بين البحوث العلمية التي عرضت في تلك الندوة هو ما يضمه بدن الانسان من الأجهزة و الخلايا العجيبة و بدائع تركيب اعضائه التي تجلت فيها حكمة الخالق العظيم و روعة قدرته و خاض القوم فيما يصلح بدن الانسان و يفسده و قد ضمت الجلسة كبار العلماء و القادة كان في طليعتهم من يلي:
1- الامام الرضا.
2- المأمون.
3- يوحنا بن ماسويه.
4- جبريل بن بختيشوع.
5- صالح بن بهلة الهندي.
و قد خاض هؤلاء القوم سوى الامام في البحوث الطبية و الامام (عليه السّلام) ساكت لم يتكلم بشيء فانبرى إليه المأمون قائلا له بإكبار: ما تقول يا أبا الحسن في هذا الامر الذي نحن فيه اليوم و الذي لا بد منه من معرفة هذه الأشياء و الأغذية النافع منها و الضار و تدبير الجسد ...
لقد طلب المأمون من الامام (عليه السّلام) أن يفتح له آفاقا من العلم فيما يتعلق بأجهزة بدن الانسان و يرشده الى النافع من الأغذية و الضار منها و ما يصلح جسم الانسان و ما يضره .. و انبرى الامام فأجابه: عندي ما جربته و عرفت صحته بالاختبار و مرور الأيام مع ما وقفني عليه من مضى من السلف مما لا يسع الانسان جهله و لا يعذر في تركه فأنا أجمع ذلك مع ما يقاربه مما يحتاج الى معرفته ....
إن الامام (عليه السّلام) من خزنة الحكمة و من ورثة الأنبياء و عنده علم ما يحتاج إليه الناس من أمر دينهم و دنياهم و قد استجاب الامام الى طلب المأمون فزوده بالرسالة الذهبية الآتي نصها.
و نظرا لأهمية هذه الرسالة فقد عكف على شرحها و ترجمتها جمهرة من العلماء نصّ عليهم في تقديم هذه الرسالة سماحة الحجة المحقق السيد مهدي الخرسان و هم:
1- السيد الامام ضياء الدين أبي الرضا فضل اللّه بن علي الراوندي المتوفى سنة 548هـ سماه (ترجمة العلوي للطلب الرضوي).
2- الولي فيض اللّه عصارة التستري و هو معاصر لفتحعلي خان له ترجمة الذهبية بالفارسية.
3- محمد باقر المجلسي المتوفى سنة 1111هـ ترجمها الى اللغة الفارسية.
4- ابن محمد هاشم الطبيب شرحها بالفارسية.
5- محمد شريف بن محمد صادق الخواتون له شرح عليها ذكره في كتابه (حافظ الابدان).
6- السيد عبد اللّه شبر المتوفى سنة 242هـ له شرح عليها.
7- ميرزا محمد هادي بن ميرزا محمد صالح الشيرازي شرحها و اسماها (عافية البرية في شرح الذهبية) و كان معاصرا للسلطان حسين الصفوي.
8- المولى محمد بن الحاج محمد حسن المشهدي المدرس.
9- السيد شمس الدين محمد بن محمد بديع الرضوي المشهدي له شرح الذهبية فرغ من تأليفه سنة 1125هـ .
10- محمد بن يحيى له شرح الذهبية بالفارسية.
11- نوروز علي البسطامي له شرح على الذهبية أشار إليه في كتابه (فردوس التواريخ).
12- الحاج ميرزا كاظم الموسوي الزنجاني المتوفى سنة 1292هـ له شرح عليها اسماه (المحمودية).
13- السيد نصر اللّه الموسوي الارومي له شرح بالفارسية سماه (الطب الرضوي).
14- مقبول أحمد له شرح سماه (الذهبية في أسرار العلوم الطبيعية) باللغة الاوردية طبع بحيدر آباد.
15- السيد محمود له مفاتيح الصحة جمع فيه طب النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و طب الأئمة و الرسالة الذهبية مع شرح يسير بالفارسية طبع سنة 379هـ بالنجف الاشرف.
16- السيد ميرزا علي له شرح الرسالة الذهبية بالفارسية.
17- السيد حسين بن نصر اللّه الارومي الموسوي له (ترجمة الموسوي في الطب الرضوي).
18- ابو القاسم سحاب له شرح بالفارسية باسم (بهداشت رضوي) و قد طبعه في آخر الجزء الأول من كتابه زندگانى حضرت امام رضا (عليه السلام) .. .
19- الدكتور السيد صاحب زيني له شرح على الرسالة تناول فيه جوانب على ضوء علم الطب الحديث طبع في بغداد في سلسلة ملتقى العصرين.
20- عبد الواسع ترجم الرسالة الى اللغة الفارسية .
و نظرا لأهميتها البالغة فقد كتبت بخطوط أثرية جميلة و توجد نسخة قديمة بخط عبد الرحمن بن عبد اللّه الكرخي و قد كتبت سنة 715هـ و هي بمكتبة الامام الحكيم تسلسل 237.
و بعث الامام الرضا (عليه السّلام) برسالته الذهبية الى المأمون فأعجب بها اعجابا بالغا و أمر أن تكتب بالذهب كما أمرت أن تكتب نسخ منها و توزع على أولاده و افراد أسرته و جهاز دولته كما أمر أن تودع نسخة منها في بيوت الحكمة و مما لا شك فيه أنها عرضت على اعلام الطب في عصره فأقروها و قد قرظها المأمون بالرسالة التالية فقد جاء فيها بعد البسملة:
الحمد للّه أهل الحمد و وليه و له آخره و بدؤه ذو النعم و الأفضال و الاحسان و الاجمال أحمده على نعمه المتظاهرة و فواضله و أياديه المتكاثرة و اشكره على منحه و مواهبه شكرا يوجب زيادته و يقرب زلفى اشهد ان لا إله إلّا اللّه شهادة مخلص له بالأيمان غير جاحد و لا منكر له بربوبيته و وحدانيته بل شهادة تصدق نسبته لنفسه و انه كما قال عزّ و جلّ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 1 - 4] و كذلك ربنا عزّ و جلّ و صلى اللّه على سيد الأولين و الآخرين محمد بن عبد اللّه خاتم النبيين.
أما بعد: فإني نظرت في رسالة ابن عمي العلوي الاديب و الفاضل الحبيب و المنطقي الطبيب في اصلاح الاجسام و تدبير الحمام و تعديل الطعام فرأيتها في أحسن التمام و وجدتها في افضل الانعام و درستها متدبرا و رددت نظري فيها متفكرا فكلما أعدت قراءتها و النظر فيها ظهرت لي حكمتها و لاحت لي فائدتها و تمكنت من قلبي منفعتها فوعيتها حفظا و تدبرتها فهما إذ رأيتها من أنفس العلائق و أعظم الذخائر و انفع الفوائد فأمرت ان تكتب بالذهب لنفاستها و حسن موقعها و عظم نفعها و كثرت بركتها و سميتها (المذهبة) و خزنتها في خزانة الحكمة و ذلك بعد أن نسخها آل هاشم فتيان الدولة لان بتدبير الأغذية تصلح الأبدان و بصحة الأبدان تدفع الأمراض و بدفع الأمراض تكون الحياة و بالحياة تنال الحكمة و بالحكمة تنال الجنة و كانت أهلا للصيانة و الادخار و موضعا للتأهيل و الاعتبار و حكما يعول عليه و مشيرا يرجع إليه و من معادن العلم آمرا و ناهيا ينقاد له و لأنها خرجت من بيوت الذين يوردون حكم الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) المصطفى و بلاغات الأنبياء و دلائل الأوصياء و آداب العلماء و شفاء للصدور و المرضى من أهل الجهل و العمى رضوان اللّه عليهم و بركاته أولهم و صغيرهم و كبيرهم.
فعرضتها على خاصتي و صفوتي من أهل الحكمة و الطب و أصحاب التأليف و الكتب المعدودين في أهل الدراية و المذكورين بالحكمة و كل مدحها و اعلاها و رفع قدرها و أطراها انصافا لمصنفها و اذعانا لمؤلفها و تصديقا له فيما حكاه فيها فمن وقعت إليه هذه الرسالة من بعدنا من أبنائنا و أبناء دولتنا و رعايانا و سائر الناس على طبقاتهم فليعرف قدرها و الموهبة له و تمام النعمة له و ليأخذها بشكر فانها أنفس من العقيان و أعظم خطرا من الدر و المرجان و ليستعمل حفظها و عرضها على همته و فكره ليلا و نهارا فانها عائدة عليه بالنفع و السلامة من جميع الأمراض و الأعراض ان شاء اللّه تعالى و صلى اللّه على رسوله محمد و أولاده الطيبين الطاهرين أجمعين حسبنا اللّه و نعم الوكيل و الحمد للّه رب العالمين ...
و حكى هذا التقريظ على رسالة الامام (عليه السّلام) ما يلي:
1- محتوياتها الطبية: أما محتويات رسالة الامام (عليه السّلام) حسب ما ادلى به المأمون فهي:
أ- اصلاح الاجسام و وقايتها من الأمراض و التمتع بالصحة الكاملة فقد وضعت الرسالة البرامج العامة لذلك.
ب- تدبيره الحمام الذي هو من العناصر الاساسية للصحة فانه كما يعنى بنظافة البدن كذلك يعنى في بث النشاط في جسم الانسان.
ج- تعديل الطعام الذي تبتنى عليه صحة الانسان و وقايته من الامراض.
2- دراسته لها:
و درس المأمون رسالة الامام دراسة وثيقة بإمعان و تدبير و انه كلما جدد قراءته لها ظهرت له بدائعها و عظيم حكمتها و قد وجدها من ذخائر الكتب و من مناجم الثروات فقد حوت أصول الصحة العامة و قواعد الطب في وقت كان الطب في أول مراحله و تعتبر هذه الرسالة تطورا في هذا الفن فقد فتحت آفاقا مشرقة له.
3- عرضها على الأطباء:
و عرض المأمون رسالة الامام على أعلام الطب في عصره فكل واحد منهم أثنى عليها و أقرّها و أطراها و رفع قدرها و قد اعترف جميع من راجعها من كبار الاطباء بفضل الامام (عليه السّلام) و تمرسه في هذا العلم ... .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|