المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05



رسالته الذهبية في الطب  
  
3861   10:35 صباحاً   التاريخ: 30-7-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص199-204.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

لم تقتصر علوم الامام الرضا (عليه السّلام) على أحكام الشريعة الاسلامية الغراء و انما شملت جميع أنواع العلوم و التي منها علم الطب فقد كان علما من أعلامه و متمرسا بجميع فروعه و جزئياته و يدلل على ذلك بصورة واضحة هذه الرسالة التي سماها المأمون بالرسالة الذهبية كما منح في تقريضه لها و سام الطبيب على الامام (عليه السّلام) و قد وضعت البرامج العامة لا صلاح بدن الانسان و وقايته من الاصابة بالأمراض الذي هو القاعدة الاساسية للطب الوقائي في هذه العصور و الذي يعد من اعظم الوسائل في تقدم الصحة و ازدهارها... .

تميز بلاط المأمون بأنه كان في معظم الأوقات ندوة من ندوات العلم و الأدب خصوصا في عهد الامام الرضا (عليه السّلام) عملاق هذه الأمة و رائد نهضتها الفكرية و العلمية فقد تحول البلاط العباسي الى مسرح للبحوث العلمية و الفلسفية .. .

و من بين البحوث العلمية التي عرضت في تلك الندوة هو ما يضمه بدن الانسان من الأجهزة و الخلايا العجيبة و بدائع تركيب اعضائه التي تجلت فيها حكمة الخالق العظيم و روعة قدرته و خاض القوم فيما يصلح بدن الانسان و يفسده و قد ضمت الجلسة كبار العلماء و القادة كان في طليعتهم من يلي:

1- الامام الرضا.

2- المأمون.

3- يوحنا بن ماسويه.

4- جبريل بن بختيشوع.

5- صالح بن بهلة الهندي.

و قد خاض هؤلاء القوم سوى الامام في البحوث الطبية و الامام (عليه السّلام) ساكت لم يتكلم بشي‏ء فانبرى إليه المأمون قائلا له بإكبار: ما تقول يا أبا الحسن في هذا الامر الذي نحن فيه اليوم و الذي لا بد منه من معرفة هذه الأشياء و الأغذية النافع منها و الضار و تدبير الجسد ...

لقد طلب المأمون من الامام (عليه السّلام) أن يفتح له آفاقا من العلم فيما يتعلق بأجهزة بدن الانسان و يرشده الى النافع من الأغذية و الضار منها و ما يصلح جسم‏ الانسان و ما يضره .. و انبرى الامام فأجابه: عندي ما جربته و عرفت صحته بالاختبار و مرور الأيام مع ما وقفني عليه من مضى من السلف مما لا يسع الانسان جهله و لا يعذر في تركه فأنا أجمع ذلك مع ما يقاربه مما يحتاج الى معرفته ....

إن الامام (عليه السّلام) من خزنة الحكمة و من ورثة الأنبياء و عنده علم ما يحتاج إليه الناس من أمر دينهم و دنياهم و قد استجاب الامام الى طلب المأمون فزوده بالرسالة الذهبية الآتي نصها.

و نظرا لأهمية هذه الرسالة فقد عكف على شرحها و ترجمتها جمهرة من العلماء نصّ عليهم في تقديم هذه الرسالة سماحة الحجة المحقق السيد مهدي الخرسان و هم:

1- السيد الامام ضياء الدين أبي الرضا فضل اللّه بن علي الراوندي المتوفى سنة 548هـ سماه (ترجمة العلوي للطلب الرضوي).

2- الولي فيض اللّه عصارة التستري و هو معاصر لفتحعلي خان له ترجمة الذهبية بالفارسية.

3- محمد باقر المجلسي المتوفى سنة 1111هـ ترجمها الى اللغة الفارسية.

4- ابن محمد هاشم الطبيب شرحها بالفارسية.

5- محمد شريف بن محمد صادق الخواتون له شرح عليها ذكره في كتابه (حافظ الابدان).

6- السيد عبد اللّه شبر المتوفى سنة 242هـ له شرح عليها.

7- ميرزا محمد هادي بن ميرزا محمد صالح الشيرازي شرحها و اسماها (عافية البرية في شرح الذهبية) و كان معاصرا للسلطان حسين الصفوي.

8- المولى محمد بن الحاج محمد حسن المشهدي المدرس.

9- السيد شمس الدين محمد بن محمد بديع الرضوي المشهدي له شرح الذهبية فرغ من تأليفه سنة 1125هـ .

10- محمد بن يحيى له شرح الذهبية بالفارسية.

11- نوروز علي البسطامي له شرح على الذهبية أشار إليه في كتابه (فردوس التواريخ).

12- الحاج ميرزا كاظم الموسوي الزنجاني المتوفى سنة 1292هـ له شرح عليها اسماه (المحمودية).

13- السيد نصر اللّه الموسوي الارومي له شرح بالفارسية سماه (الطب الرضوي).

14- مقبول أحمد له شرح سماه (الذهبية في أسرار العلوم الطبيعية) باللغة الاوردية طبع بحيدر آباد.

15- السيد محمود له مفاتيح الصحة جمع فيه طب النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و طب الأئمة و الرسالة الذهبية مع شرح يسير بالفارسية طبع سنة 379هـ بالنجف الاشرف.

16- السيد ميرزا علي له شرح الرسالة الذهبية بالفارسية.

17- السيد حسين بن نصر اللّه الارومي الموسوي له (ترجمة الموسوي في الطب الرضوي).

18- ابو القاسم سحاب له شرح بالفارسية باسم (بهداشت رضوي) و قد طبعه في آخر الجزء الأول من كتابه زندگانى حضرت امام رضا (عليه السلام) .. .

19- الدكتور السيد صاحب زيني له شرح على الرسالة تناول فيه جوانب على ضوء علم الطب الحديث طبع في بغداد في سلسلة ملتقى العصرين.

20- عبد الواسع ترجم الرسالة الى اللغة الفارسية .

و نظرا لأهميتها البالغة فقد كتبت بخطوط أثرية جميلة و توجد نسخة قديمة بخط عبد الرحمن بن عبد اللّه الكرخي و قد كتبت سنة 715هـ و هي بمكتبة الامام الحكيم تسلسل  237.

و بعث الامام الرضا (عليه السّلام) برسالته الذهبية الى المأمون فأعجب بها اعجابا بالغا و أمر أن تكتب بالذهب كما أمرت أن تكتب نسخ منها و توزع على أولاده و افراد أسرته و جهاز دولته كما أمر أن تودع نسخة منها في بيوت الحكمة و مما لا شك فيه أنها عرضت على اعلام الطب في عصره فأقروها و قد قرظها المأمون‏ بالرسالة التالية فقد جاء فيها بعد البسملة:

الحمد للّه أهل الحمد و وليه و له آخره و بدؤه ذو النعم و الأفضال و الاحسان و الاجمال أحمده على نعمه المتظاهرة و فواضله و أياديه المتكاثرة و اشكره على منحه و مواهبه شكرا يوجب زيادته و يقرب زلفى اشهد ان لا إله إلّا اللّه شهادة مخلص له بالأيمان غير جاحد و لا منكر له بربوبيته و وحدانيته بل شهادة تصدق نسبته لنفسه و انه كما قال عزّ و جلّ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 1 - 4] و كذلك ربنا عزّ و جلّ و صلى اللّه على سيد الأولين و الآخرين محمد بن عبد اللّه خاتم النبيين.

أما بعد: فإني نظرت في رسالة ابن عمي العلوي الاديب و الفاضل الحبيب و المنطقي الطبيب في اصلاح الاجسام و تدبير الحمام و تعديل الطعام فرأيتها في أحسن التمام و وجدتها في افضل الانعام و درستها متدبرا و رددت نظري فيها متفكرا فكلما أعدت قراءتها و النظر فيها ظهرت لي حكمتها و لاحت لي فائدتها و تمكنت من قلبي منفعتها فوعيتها حفظا و تدبرتها فهما إذ رأيتها من أنفس العلائق و أعظم الذخائر و انفع الفوائد فأمرت ان تكتب بالذهب لنفاستها و حسن موقعها و عظم نفعها و كثرت بركتها و سميتها (المذهبة) و خزنتها في خزانة الحكمة و ذلك بعد أن نسخها آل هاشم فتيان الدولة لان بتدبير الأغذية تصلح الأبدان و بصحة الأبدان تدفع الأمراض و بدفع الأمراض تكون الحياة و بالحياة تنال الحكمة و بالحكمة تنال الجنة و كانت أهلا للصيانة و الادخار و موضعا للتأهيل و الاعتبار و حكما يعول عليه و مشيرا يرجع إليه و من معادن العلم آمرا و ناهيا ينقاد له و لأنها خرجت من بيوت الذين يوردون حكم الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) المصطفى و بلاغات الأنبياء و دلائل الأوصياء و آداب العلماء و شفاء للصدور و المرضى من أهل الجهل و العمى رضوان اللّه عليهم و بركاته أولهم و صغيرهم و كبيرهم.

فعرضتها على خاصتي و صفوتي من أهل الحكمة و الطب و أصحاب التأليف و الكتب المعدودين في أهل الدراية و المذكورين بالحكمة و كل مدحها و اعلاها و رفع قدرها و أطراها انصافا لمصنفها و اذعانا لمؤلفها و تصديقا له فيما حكاه فيها فمن وقعت إليه هذه الرسالة من بعدنا من أبنائنا و أبناء دولتنا و رعايانا و سائر الناس على طبقاتهم فليعرف قدرها و الموهبة له و تمام النعمة له و ليأخذها بشكر فانها أنفس من العقيان و أعظم خطرا من الدر و المرجان و ليستعمل حفظها و عرضها على همته‏ و فكره ليلا و نهارا فانها عائدة عليه بالنفع و السلامة من جميع الأمراض و الأعراض ان شاء اللّه تعالى و صلى اللّه على رسوله محمد و أولاده الطيبين الطاهرين أجمعين حسبنا اللّه و نعم الوكيل و الحمد للّه رب العالمين ...

و حكى هذا التقريظ على رسالة الامام (عليه السّلام) ما يلي:

1- محتوياتها الطبية: أما محتويات رسالة الامام (عليه السّلام) حسب ما ادلى به المأمون فهي:

أ- اصلاح الاجسام و وقايتها من الأمراض و التمتع بالصحة الكاملة فقد وضعت الرسالة البرامج العامة لذلك.

ب- تدبيره الحمام الذي هو من العناصر الاساسية للصحة فانه كما يعنى بنظافة البدن كذلك يعنى في بث النشاط في جسم الانسان.

ج- تعديل الطعام الذي تبتنى عليه صحة الانسان و وقايته من الامراض.

2- دراسته لها:

و درس المأمون رسالة الامام دراسة وثيقة بإمعان و تدبير و انه كلما جدد قراءته لها ظهرت له بدائعها و عظيم حكمتها و قد وجدها من ذخائر الكتب و من مناجم الثروات فقد حوت أصول الصحة العامة و قواعد الطب في وقت كان الطب في أول مراحله و تعتبر هذه الرسالة تطورا في هذا الفن فقد فتحت آفاقا مشرقة له.

3- عرضها على الأطباء:

و عرض المأمون رسالة الامام على أعلام الطب في عصره فكل واحد منهم أثنى عليها و أقرّها و أطراها و رفع قدرها و قد اعترف جميع من راجعها من كبار الاطباء بفضل الامام (عليه السّلام) و تمرسه في هذا العلم ... .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.