المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6237 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



أجناس الفضائل الأربع و الأقوال في حقيقة العدالة  
  
1978   03:41 مساءاً   التاريخ: 29-7-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج1. ص84 -87
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / العدل و المساواة /

تبين في العلم الطبيعي أن للنفس الناطقة قوتين : «أولاهما» : قوة الإدراك و «ثانيتهما» : قوة التحريك ، و لكل منهما شعبتان : (الشعبة الأولى) للأولى العقل النظري ، و هو مبدأ التأثر عن المبادئ العالية بقبول الصور العلمية ، و (الشعبة الثانية) لها العقل العملي ، و هو مبدأ تحريك البدن في الأعمال الجزئية بالروية  و هذه الشعبة من حيث تعلقها بقوتي الشهوة و الغضب مبدأ «لحدوث»  بعض الكيفيات الموجبة لفعل أو انفعال ، كالخجل و الضحك و البكاء و غير ذلك ، ومن حيث استعمالها الوهم و المتخيلة مبدأ لاستنباط الآراء و الصنائع الجزئية.

ومن حيث نسبتها بالعقل و حصول الازدواج بينهما سبب لحصول الآراء الكلية المتعلقة بالأعمال كحسن الصدق و قبح الكذب ، و نظائرهما .

(الشعبة الأولى) للثانية قوة الغضب و هي مبدأ دفع غير الملائم على وجه الغلبة ، و (الشعبة الثانية) لها قوة الشهوة و هي مبدأ جلب الملائم.

ثم إذا كانت القوة الأولى غالبة على سائر القوى و لم تنفعل عنها ، بل كانت هي مقهورة عنها مطيعة لها فيما تأمرها به و تنهاها عنه، كان تصرف كل منها على وجه الاعتدال ، و انتظمت أمور النشأة الإنسانية ، و حصل تسالم‏ القوى الأربع و تمازجها ، فتهذب كل واحد منها ، و يحصل له ما يخصه من الفضيلة ، فيحصل ، من تهذيب العاقلة العلم و تتبعه الحكمة ، و من تهذيب العاملة العدالة ، و من تهذيب الغضبية الحلم و تتبعه الشجاعة ، و من تهذيب الشهوية العفة و تتبعه السخاوة.

وعلى هذا تكون العدالة كمالا للقوة العملية.

(بطريق آخر)

قيل : إن النفس لما كانت ذات قوى أربع العاقلة و العاملة و الشهوية و الغضبية ، فإن كانت حركاتها على وجه الاعتدال ، و كانت الثلاث الأخيرة مطيعة للأولى ، و اقتصرت من الأفعال على ما تعين لها ، حصلت أولا فضائل ثلاث هي الحكمة و العفة و الشجاعة ، ثم يحصل من حصولها المترتب على تسالم القوى الأربع ، و انقهار الثلاث تحت الأولى حالة متشابهة هي كمال القوى الأربع و تمامها ، و هي العدالة.

وعلى هذا لا تكون العدالة كمالا للقوة العملية فقط ، بل تكون كمالا للقوى بأسرها : وعلى الطريقين تكون أجناس الفضائل أربعا : «الحكمة» وهي معرفة حقائق الموجودات على ما هي عليه ، و الموجودات إن لم يكن وجودها بقدرتنا و اختيارنا فالعلم المتعلق بها هو الحكمة النظرية ، و إن كان وجودها بقدرتنا واختيارنا فالعلم المتعلق بها هو الحكمة العملية.

«والعفة» هي انقياد القوة الشهوية للعاقلة فيما تأمرها به و تنهاها عنه حتى تكتسب الحرية ، و تتخلص عن أسر عبودية الهوى.

«والشجاعة» وهي إطاعة القوة الغضبية للعاقلة في الأقدام على الأمور الهائلة ، وعدم اضطرابها بالخوض فيما يقتضيه رأيها حتى يكون فعلها ممدوحا ، و صبرها محمودا.

و تفسير هذه الفضائل الثلاث‏ لا يتفاوت بالنظر إلى الطريقين.

وأما «العدالة» فتفسيرها على الطريق الأول هو انقياد العقل العملي للقوة العاقلة و تبعيته لها في جميع تصرفاته ، أو ضبطه الغضب والشهوة تحت إشارة العقل و الشرع الذي يحكم العقل أيضا بوجوب اطاعته ، أو سياسة قوتي الغضب و الشهوة ، و حملها على مقتضى الحكمة ، و ضبطهما في الاسترسال و الانقباض على حسب مقتضاه.

وإلى هذا يرجع تعريف الغزالي «إنها حالة للنفس و قوة بها يسوس الغضب و الشهوة  ، و يحملهما على مقتضى الحكمة ، و يضبطهما في الاسترسال و الانقباض على حسب مقتضاها» إذ المراد من الحالة و القوة هنا قوة الاستعلاء التي للعقل العملي لا نفس القوة العملية.

وتفسيرها على الطريق الثاني هو ائتلاف جميع القوى ، و اتفاقها على امتثالها للعاقلة ، بحيث يرتفع التخالف و التجاذب ، و تحصل لكل منها فضيلته المختصة به.

ولا ريب في أن اتفاق جميع القوى و ائتلافها هو كمال لجميعها لا للقوة العملية فقط.

اللهم إلا أن يقال إن الائتلاف إنما يتحقق باستعمال كل من القوى على الوجه اللائق ، و استعمال كل قوة و لو كانت قوة نظرية إنما يكون من القوة العملية ، لأن شأنها تصريف القوى في المحال اللائقة على وجه الاعتدال ، و بدونها لا يتحقق صدور فعل عن قوة.

ثم العدالة على الطريق الأول تكون أمرا بسيطا مستلزمة للملكات الثلاث أعنى الحكمة و العفة والشجاعة ، و على الثاني تحتمل البساطة و التركيب على الظاهر، و إن كانت البساطة أقرب نظرا إلى أن الاعتدال الخلقي بمنزلة الاعتدال المزاجي الحاصل من ازدواج العناصر المتخالفة و قد برهن في‏ أصول الحكمة أن المزاج كيفية بسيطة.

وتفصيل الكلام في المقام أنه إذا حصلت الملكات الثلاث حصل للعقل العملي قوة الاستعلاء و التدبير على جميع القوى ، بحيث كانت الجميع منقادة له ، و استعمل كلا منها على ما يقتضيه رأيه ، فإن جعلت العدالة عبارة عن نفس هذه القوة ، أو نفس تدبير التصرف في البدن و أمور المنزل و البلد ، دون الملكات الثلاث كانت العدالة بسيطة و كانت كمالا للعقل العملي فقط ، و إن جعلت نفس الملكات كانت مركبة ، و حينئذ لا يناسب جعلها فضيلة على حدة معدودة في إعداد الفضائل ، لأن جميع الأقسام لا يكون قسما منها ، و ليس الائتلاف و الامتزاج هيئة وحدانية عارضة للملكات الثلاث حتى تكون شيئا على حدة و نوعا مركبا.

ثم على الطريقين يتحقق التلازم بين العدالة و الملكات الثلاث إلا أنه على الطريق الأول تكون العدالة علة ، و الملكات الثلاث معلولة ، و على الطريق الثاني ينعكس ذلك لتوقف حصول العدالة على وجود تلك الملكات و امتزاجها فهي أجزاء للعدالة او بمنزلتها.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.