كان العرب قبل الاسلام يعرفون الكتابة اذا كانت شرطاً بدلا منه للعربي ليكون ذا مكانة في قومه فقد كان يسمى كاملا كل من يحسن العوم والرمي والكتابة.
وقد ذكرت الكتابة في قسم من ايات القران الكريم كما سلف وجاءت في اشعار العرب قبل الاسلام منها على سبيل المثال لا الحصر:
قال عبيد بن الابرص(1):
لمن الدار أقفرت بالجناب غير نؤى ودمنة كالكتاب
وقال ايضا(2):
لمن دمنة أوت بحرة ضرغد لتوح كعنوان الكتاب المجوّد
وقال عنترة(3):
الا يــــــــا دار عبلــــــــة بالطوى كرجع الوشم في رسغ الهديّ
كوحي صحائف من عـــهد كسرى فــــــأهداها لأعجــم طمطميّ
وقال بيد بن ربيعة(4):
وجلا السيول عن الطلول كأنّها زبر تجدّ متونها اقلامـــــــها
ص130
وقال سلامة بن جندل(5):
لمى طلل مثل الكتاب المنمق خلا عهده بين الصليب فمطرق
أكبّ عليه كاتــــب بدواتــــه وحادثة في العين حدة مهـــرق
وقال حاتم الطائي(6):
اتعرف اطلالا ونؤيا مهدّما كخطّك في رقّ كتاب منمنما
وقال المرقش الاكبر(7):
الدار قفر والرسوم كما رقش في ظهر الاديم قلم
وقال عدي بن زيد(8):
تعرف امس من لميس الطّلل مثل الكتاب الدارس الاحوال
وقال ابو ذؤيب(9):
عرفت الديار كرقم الدّوارة يزبرها الكاتب الحميريّ
اما التحديد التاريخي لوقت ظهور الكتابة وانتشارها عند العرب فلم تسعد الروايات التاريخية بشكل واضح عن تطورها او الاصل الذي وقفت عنده الا اننا عرفنا ان العرب كانوا يكتبون وهذا دليل على رقيهم الحضاري.
واما موضوعات الكتاب(10) في عصر ما قبل الاسلام فقد كانت كثيرة ومتنوعة فقد كان القوم انذاك يكتبون كثيرا من شؤون حياتهم والوانا متعددة من الموضوعات التي يفرضها عليهم نشاطهم العملي او العلمي او الوجداني.
ص131
ومن الموضوعات التي كانوا يدونونها:
1- الكتب الدينية.
2- العهود والمواثيق والاحلاف التي يرتبطون بها فيما بينهم افرادا وجماعات.
3- الصكوك التي كان عرب الجاهلية يكتبون فيها حساب تجارتهم وحقوقهم على غيرهم.
4- كتابة الرسائل بين الافراد.
5- مكاتبة الرقيق.
6- النقش على الخاتم الذي تختم به الرسائل.
واما ادوات الكتابة فيه على قسمين:
الاول: المواد التي كانوا يكتبون عليها وتشمل:
الجلد وكانوا يسمونه: (الرق) و(الاديم) و(القضيم).
والقماش: وهو اما حرير واما قطن.
والعسيب: وهو السعفة او جريدة النخل.
والعظام: واشهر انواع العظام التي كانوا يكتبون عليها: الكتف والاضلاع.
والحجارة: وهو النقش على الحجارة والصخور وقد ورد في الاشعار القديمة.
والورق: وقد ورد في الاشعار ايضا.
الثاني: المواد التي كانوا يكتبون بها وتشمل: القلم والدواة ولمداد(الحبر او النقس) :وقد جاءت في الاشعار كثيرا.
نلخص من كل هذا الى ان كل ما قيل عن جهل العرب امور الكتاب قبل الاسلام ليس بصحيح نعم لقد كان العرب امة بدوية حسبما جاء في الروايات التاريخية غير ان هذه الحالة لا تعني ان جميع العرب كان حياتهم بعيدة عن التحضر
ص132
والاستقرار فقد كان في الحجاز من عرف الكتابة واتصل بسبب التجارة بالامم المحيطة به من الذين خلفوا نقوشا كتابية كثيرة فالانباط الذين هم بالاصل عرب الشمال كتبوا بالخط النبطي الذي ايدته النقوش التي وجدت في شمال شبه الجزيرة العربية.
نقش بنطي مؤرخ سنة 9 ق. م
نقش نبطي مؤرخ سنة 1 ق . م
ص133
ص134
نقش نبطي مؤرخ سنة 150 ميلادي
نقش نبطي مؤرخ سنة 150 ميلادي
ص135
_________________
(1) ديوانه 41.
(2) ديوانه 65.
(3) ديوانه 268.
(4) ديوانه 515.
(5) ديوانه 155-156.
(6) ديوانه 233.
(7) المفصليات 237.
(8) ديوانه 157.
(9) ديوانه الهذليين 1/ 64.
(10) مصادر الشعر الجاهلي 61.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|