المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6234 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

الحَلفُ ـ بحث روائي
21-1-2016
سبب الالتزام في الشيك
9-1-2019
التحليل العضوي لمخلفات الاطلاق الناري
2023-12-10
Eukaryotic DNA Replication : Reverse transcriptases
22-12-2021
دي لارو ، وارن
22-8-2016
تحضير كلورامين-T
2024-07-08


طريق تحصيل المعاني الباطنة  
  
1771   09:53 صباحاً   التاريخ: 21-7-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج3 . ص334-337
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / التفكر والعلم والعمل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-7-2016 2268
التاريخ: 27-2-2021 2502
التاريخ: 2023-03-22 1447
التاريخ: 21-7-2016 2264

اعني الحضور و التفهم و التعظيم و الهيبة و الرجاء و الحياء ، هو تحصيل أسباب هذه المعاني   وقد عرفت أسبابها.

وطرق العلاج في تحصيل هذه الأسباب انما يتم بأمرين : الأول- معرفة اللّه ، و معرفة جلاله وعظمته و استناد الكل إليه ، و معرفة كونه عالما بذرات العالم و بسرائر العباد.

ويلزم ان تكون هذه المعرفة يقينية ، ليترتب عليها الأثر, اذ ما لم يحصل اليقين بأمر، لا يحصل التشمر في طلبه و الهرب عنه , و هذه المعرفة هي المعبر عنها بالايمان.

ولا ريب في كونها موجبة لحصول المعاني المذكورة و أسبابها , اذ المؤمن يكون البتة حاضر القلب مع ربه عند مناجاته ، و متفهما لما يسأله عنه ، معظما له ، و خائفا منه ، و مستحييا من تقصيره.

الثاني- فراغ القلب ، و خلوه من مشاغل الدنيا , فان انفكاك‏ المؤمن العارف ، المتيقن باللّه و بجلاله و عظمته ، و باطلاعه عليه من المعاني المذكورة في صلاته ، لا سبب له إلا تفرق الفكر، و تقسم الخاطر، و غيبة القلب عن المناجاة ، و الغفلة عن الصلاة ، ولا تلهى عن الصلاة إلا الخواطر الردية الشاغلة.

فالدواء في إحضار القلب هو دفع كل تلك الخواطر و لا يدفع الشي‏ء إلا بدفع سببه , و سبب توارد الخواطر، إما أن يكون أمرا خارجا ، او أمرا في ذاته باطنا.

و الأول : ما يظهر للبصر، او يقرع على السمع , فان ذلك قد يختطف الهمّ حتى يتبعه و يتصرف فيه ، ثم ينجر منه الفكر إلى غيره ، و يتسلسل فيكون الابصار او الاستماع سببا للافتكار، ثم يصير بعض تلك الأفكار سببا للبعض , و من قويت رتبته و علت همته ، لم يلهه ما يجرى على حواسه , و لكن الضعيف لا بد و ان يتفرق فيه فكره ,  فعلاجه : قطع هذه الأسباب ، بأن يغض بصره ، او يصلى في بيت مظلم ، و لا يترك بين يديه ما يشغل حسه ، و يقرب من حائط عند صلاته حتى لا تتسع مسافة بصره ، و يتحرز من الصلاة على الشوارع   وفي المواضع المنقوشة المصبوغة ، و العمارات العالية المرتفعة , و لذلك كان المتعبدون يصلون في بيت مظلم صغير، سعته بقدر السجود ، ليكون اجمع للهم , والاقوياء كانوا يحضرون المساجد ، و يغضون البصر، و لا يتجاوزونه موضع السجود ، كما ورد الامر به   و يرون كمال الصلاة في الا يعرفوا من على يمينهم و شمالهم.

واما الثاني : اعني الأسباب الباطنة ، فهي أشد , فان من تفرقت همومه ، و تشعبت خواطره في أودية الدنيا ، لم ينحصر فكره في فن‏ واحد ، بل لا يزال يطير من جانب إلى جانب , و غض البصر لا يغنيه ، فان ما وقع في القلب من قبل كاف للشغل , فهذا علاجه : ان يرد نفسه قهرا الى فهم ما يقرؤه ، و يشغلها به عن غيره ، و يعينه على ذلك ان يستعد له قبل التحريم ، بان يجدد على نفسه ذكر الآخرة ، و خطر المقام بين يدي , اللّه - تعالى- ، و هو المطلع ، و يفرغ قلبه قبل التحريم بالصلاة عما يهمه من أمر الدنيا ، فلا يترك لنفسه شغلا يلتفت إليه خاطره  فهذا طريق تسكين الأفكار , فان لم تسكن افكاره بهذا الدواء المسكن ، فلا ينجيه إلا المسهل الذي يقمع مادة الداء من اعمال العروق ، و هو ان ينظر في الأمور الشاغلة الصارفة له عن إحضار القلب , و لا ريب في انها تعود إلى مهماته ، و هي إنما صارت مهمة لأجل شهواته فليعاقب نفسه بالنزوع عن تلك الشهوات و قطع تلك العلائق , فكل ما يشغله عن صلاته فهو ضد دينه و جند ابليس عدوه ، فإمساكه اضر عليه من إخراجه ، فيتخلص عنه باخراجه.

وهذا هو الدواء القامع لمادة العلة ، و لا يغني غيره , فان ما ذكر من التلطف بالتسكين و الرد إلى فهم الذكر، إنما ينفع في الشهوات الضعيفة ، والهم الذي لا يشغل الا حواشي القلب. و اما الشهوة القوية المرهقة ، فلا ينفع معها التسكين ، بل لا تزال تجاذبها و تجاذبك ثم تغلبك ، و تنقضي جميع صلاتك في شغل المجاذبة , ومثاله مثال رجل تحت شجرة أراد ان يصفو له فكره  و كانت اصوات العصافير تشوش عليه ، فلم يزل يطيرها بخشبة هي في يده و يعود إلى فكره  فتعود العصافير، فيعود إلى السفير بالخشبة ، فقيل له : إن هذا سير الواني و لا يتقطع ، فان أردت الخلاص فاقطع الشجرة , فكذلك شجرة الشهوة ، إذا استعملت و تفرعت اغصانها  انجذبت إليها الافكار انجذاب العصافير إلى الأشجار، و انجذاب الذباب إلى‏ الاقذار، و الشغل يطول في دفعها , فان الذباب كلما ذب آب ، و لأجله سمي ذبابا ، و كذلك الخواطر , و هذه الشهوات كثيرة قلما يخلو العبد منها ، و يجمعها أصل واحد ، و هو حب الدنيا ، و ذلك رأس كل خطيئة ، وأساس كل نقصان ، و منبع كل فساد , و من انطوى باطنه على حب الدنيا حتى مال إلى شي‏ء منها لا يتزود منها و يستعين بها على الآخرة ، فلا يطمعن في ان تصفو له لذة المناجاة في الصلاة , فان من فرح بالدنيا فلا يفرح باللّه و بمناجاته ، و همة الرجل مع قرة عينه   فان كانت قرة عينه في الدنيا انصرف همه لا محالة إليها , و لكن - مع هذا- لا ينبغي ان تترك المجاهدة ، ورد القلب إلى الصلاة ، و تقليل الأسباب الشاغلة ، فهذا هو الدواء ، و لمرارته استبشعته الطباع ، و بقيت العلة مزمنة ، و صار الداء عضالا , حتى ان الأكابر اجتهدوا ان يصلوا ركعتين لا يحدثون أنفسهم فيهما بأمور الدنيا ، فعجزوا عنه , فإذا لا مطمع فيه لا مثالنا ويا ليت سلم لنا من الصلاة ثلثها او ربعها من الوساوس ، لنكون ممن خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا.

وعلى الجملة: فهمة الدنيا و همة الآخرة في القلب مثل الماء الذي يصب في قدح فيه خل ، فبقدر ما يدخل فيه الماء يخرج منه الخل لا محالة ، و لا يجتمعان , ثم جميع ما ذكر إنما هو في الخواطر المتعلقة بالأمور المهمة من الدنيا ، حتى إذا خرجت هذه الأمور من القلب ، خرجت منه هذه الخواطر أيضا , و قد تكون الخواطر من مجرد الوساوس الباطنة و الخيالات الفاسدة  من دون تعلقها بشغل و عمل دنيوي يكون لها ، و من دون اختيار للعبد في خطورها و عدم خطورها.

والامر فيها اصعب ، و ان كان لقلع حب الدنيا و شهواتها عن القلب مدخلية عظيمة في زوالها أيضا ، إذ مادة هذه الوساوس أيضا ، إما حب المال و حب الجاه ، او حب غيرهما من الأمور الشهوية الدنيوية.

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.