أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-7-2016
5208
التاريخ: 19-7-2016
6907
التاريخ: 19-7-2016
3084
التاريخ: 19-7-2016
3351
|
أن تأخذ اصلا من الأصول الثلاثية فتقعد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحداً ، وتجتمع عليه التراكيب الستة ، وما يتصرف من كل واحد منها عليه ، وإن تباعد شيء من ذلك عنه رُد بلطف الصنعة والتأويل إليه ومن أمثلته لفظة (جبر) وتقليباتها (جرب بجر برج رجب ربج) وتفيد كلها معنى (القوة والشدة) وهو عند ابن جني يعرف بالكبير والأكبر ، إذ قال : (وأما الاشتقاق الأكبر – أي الكبير – فهو أن تأخذ أصلا من الأصول الثلاثة فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحداً ، تجتمع التراكيب الستة وما يتصرف من كل واحد منها ، عليه ، وإن تباعد شيء من ذلك رُد بلطف الصنعة والتأويل إليه . كما يفعل الاشتقاق ، في أول هذا الكتاب (يقصد كتابه الخصائص) عند ذكر أصل الكلام والقول ، ما يجيء من تقليب تراكيبها نحو : ك ل م ، ك م ل ، م ل ك ، ل ك م ، ل م ك ، وكذلك في ق و ل ، و ق ل ، ... وهذا أغوص مذهباً وأحزن مضطرباً ، وذلك أنا عقدنا تقاليب الكلام الستة ، على القوة والشدة ، وتقاليب القول الستة ، على الإسراع والخفة ...)(1) فالاشتقاق الكبير أن يكون اتفاق بين الحروف دون تريبها ، إذ يعول فيه على ائتلاف الحروف في المادة دون ترتيبها ، وهو يلزمك أبداً أن تتلمس للحروف الأصلية المؤتلفة هذه ، أصلاً مشتركاً من المعنى ، على أن صورة شكلت . وإذا كان ابن فارس قد تذرع في (المقاييس) بالاشتقاق الصغير ليرد مفردات المادة الواحدة الى اصل من المعنى ، فقد تذرع ابن جني ، واستاذه أبو علي حينا، بالاشتقاق الكبير ، لينشد في تقاليب المادة كيف ركبت ، جنساً من المعنى .
ونتيجة ذلك نجد بعض العلماء قد تكلف من الجهد في تقليب الاصل الواحد على وجوهه كيف شُكلت ، ما ذهب بهم الى القول بعدم اطراده قال بن جني : (واعلم أنا لا ندعي أن هذا مستمر في جميع اللغة ، كما لا ندعي للاشتقاق الأصغر – أي صغير – أنه في جميع اللغة بل إذا كان ذلك الذي هو في القسمة سدس هذا أو
ص242
خمسه متعذراً صعباً كان تطبيق هذا وإحاطته اصعب مذهباً وأعز ملتمساً ...)(2).
قال ابن جني : (على أن هذا وإن لم يطرد وينقد في كل أصل ، فالعذر على كل حال فيه ، أبين منه في الأصل الواحد ، من غير تقليب لشيء من حروفه . فإذا جاز أن يخرج بعض الأصل الواحد من أن تنظمه قضية الاشتقاق ، كان فيما تقلبت أصوله (فاؤه وعينه ولامه) أسهل والمعذرة فيه أوضح)(3). والى هذا ذهب جلال الدين السيوطي الى القول في كتابه المزهر حول الاشتقاق الكبير : (وهذا مما ابتدعه الامام ابو الفتح وكان شيخه الفارسي يأنس به يسيراً ، وليس معتمداً في اللغة ولا يصح أن يستنبط به اشتقاق في لغة العرب)(4). ولم يقف اللغويون عند تلك التقليبات بل ذهبوا الى الإيغال في معانيها إذ ربطوا تلك المباني المختلفة بمعنى له صفة العموم فيها معتمدين أصلا مفترضاً لها . وقد بحث هذا الاشتقاق ابن الأثير في المثل السائر : ما يدل على شرفها وحمتها ، لأن الكلمة الواحدة تتقلب على ضروب من التقاليب ، وهي مع ذلك دالة على معنى واحد ، وهذا من اعجب الأسرار التي توجد في لغة العرب وأغربها)(5). وذهب الشيخ العلايلي الى رد القول بأن هذه التقليبات تدل على معنى واحد في اصل الوضع ، بل هو تصور عقلي يعوزه التطبيق والاستقراء(6).
والاشتقاق الكبير وفي ضوء تلك المعطيات نجده يخالف الاشتقاق الأكبر الذي قيل فيه هو حُد تتفق في اللفظين بعض الحروف وتتقارب في الباقي نحو جبل وجبر وحلف وحرف ، وهمس وهمش . وهذا ما سنأتي عليه .
ص243
__________________
(1) الخصائص 1: 252 .
(2) الخصائص 1: 530 .
(3) الخصائص 1: 11 .
(4) المزهر 1: 208 .
(5) المثل السائر 2: 322 .
(6) مقدمة لدرس لغة العرب : 206 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|