وهو الاشتقاق الاكبر عند ابن جني⁽¹⁾ او القلب⁽²⁾ او القلب اللغوي⁽³⁾.

قال ابن جني ⁽⁴⁾:

(واما الاشتقاق الاكبر فهو ان تأخذ اصلا من الاصول الثلاثية فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحدا تجتمع التراكيب الستة وما يتصرف من كل واحد منها عليه وان تباعد شيء من ذلك عنه رد بلطف الصنعة والتأويل اليه كما يفعل الاشتقاقيون ذلك في التراكيب الواحد).

وقد ضرب ابن جني⁽⁵⁾ على هذا الاشتقاق امثلة كثيرة منها قوله:

(فمن ذلك تقليب (ج ب ر) فهي اين وقعت للقوة والشدة).

وكذلك تقليب (ك ل م) وتقليب (ق و ل).   

ص95

قال: (وذلك انا عقدنا تقاليب الكلام الستة على القوة والشدة وتقاليب القول الستة على الاسراع والخفة).

واقر ابن جنى نفسه بأن هذا الاشتقاق الاكبر صعب التطبيق على جميع نصوص اللغة.

والاشتقاق الكبير عبارة عن ارتباط مطلق غير مقيد بترتيب بين مجموعات ثلاثية صوتية ترجع تقاليبها الستة وما يتصرف من كل منها الى مدلول واحدمهمخا يتغاير ترتيبها الصوتي⁽⁶⁾.

وفكرة التقاليب تعود الى الخليل بن احمد الذي حاول حصر لك المستعمل من كلمات اللغة العربية معتمدا على تقليب اللفظ الى كل الاحتمالات الممكنة ومبينا المستعمل من هذه التقاليب من غير المستعمل وعلى اساس فكرة التقاليب هذه بنى معجمه (العين) ولابد من الاشارة الى ان الخليل لم ير ان التقاليب الستة للكلمة الثلاثية تداخل في باب اشتقاق واحد وترجع الى اصل واحد يجمعها بسبب اشتراكها في الحروف الثلاثة مهما يكن موقعها وترتيبها وانما الباعث له على هذا الترتيب فكرة احصائية⁽⁷⁾.

وقد وقف اللغويون والباحثون من مذهب ابن جنى ثلاثة مواقف مختلفة: فمنهم من ايده كالزجاج⁽⁸⁾.

ومنهم من انكره كالسيوطي⁽⁹⁾ من القدماء وابراهيم انيس⁽¹⁰⁾ وفؤاد ترزي⁽¹¹⁾ من المحدثين.

ومنهم من وقف موقفا وسطا بين الفريقين السابقين مثل صبحي الصالح⁽¹²⁾.

ص96

________________

(1) الخصائص 2/ 133.

(2) الاشتقاق والتعريب 15.

(3) الاشتقاق (فؤاد ترزي) 323.

(4) الخصائص 2/ 134.

(5) الخصائص 2/ 135.

(6) دراسات في فقه اللغة 186.

(7) فقه اللغة وخصائص العربية 110.

(8) المزهر 1/ 354.

(9) المزهر 1/ 347.

(10) من اسرار اللغة 68.

(11) الاشتقاق 331.

(12) دراسات في فقه اللغة 195.