أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-18
805
التاريخ: 2024-03-16
903
التاريخ: 5-6-2021
2882
التاريخ: 17-5-2020
1977
|
الاخلاص هو تجريد النّية عن الشّوب فالأعلى إرادة وجهه تعالى : و يعرف بالتفكر في صفاته و أفعاله و المناجاة ، ثمّ إرادة نفع الآخرة فهو حظ النفس و ورد في حقيقته : أن تقول ربّي اللّه ثمّ تستقيم كما امرت تعمل للّه لا تحبّ أن تحمد عليه.
قال اللّه تعالى : {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة : 5] , و قال : { أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر: 3] , و قال : { إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ} [النساء : 146].
و عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : «طوبى لمن أخلص للّه العبادة و الدّعاء ، و لم يشغل قلبه بما ترى عيناه ، و لم ينس ذكر اللّه بما تسمع اذناه ، و لم يحزن صدره بما اعطى غيره»(1).
و عن الباقر (عليه السلام) قال : «ما أخلص عبد الايمان باللّه أربعين يوما أو قال ما أجمل عبد ذكر اللّه أربعين يوما إلا زهّده اللّه في الدّنيا و بصّره داءها و دواءها و أثبت الحكمة في قلبه ، و أنطق بها لسانه»(2).
و عن الصّادق (عليه السلام) في قول اللّه عزّ و جلّ : {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [هود : 7] قال : ليس يعني أكثركم عملا و لكن أصوبكم عملا ، و انما الاصابة خشية اللّه و النية الصادقة ثمّ قال : الابقاء على العمل حتّى يخلص أشد من العمل ، و العمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلّا اللّه عزّ و جلّ ، و النية أفضل من العمل ، ألا و إن النية هو العمل ، ثم تلا قوله تعالى : {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} [الإسراء : 84] , يعني على نيته»(3).
والطريق إلى الاخلاص كسر حظوظ النفس و قطع الطمع عن الدنيا و التجرد للآخرة بحيث يغلب ذلك على القلب و كم أعمال يتعب الانسان فيها و يظن أنها خالصة لوجه اللّه تعالى ، و يكون فيها مغرورا لأنه لا يدري وجه الآفة فيه(4).
كما حكي عن بعضهم أنه قال قضيت صلاة ثلاثين سنة كنت صلّيتها في المسجد جماعة في الصّف الأوّل لأني تأخرت يوما لعذر و صليت في الصّف الثاني فاعترتني خجلة من الناس حيث رأوني في الصّف الثاني ، فعرفت أن نظر النّاس إليّ في الصّف الأوّل كان يسرّني ، و كان سبب استراحة قلبي من ذلك من حيث لا اشعر.
و هذا دقيق غامض و قلّما تسلم الأعمال من أمثاله و قل من يتنبه له ، و الغافلون عنه يرون حسناتهم في الاخرة كلّها سيّئات ، و بدا لهم من اللّه ما لم يكونوا يحتسبون و بدا لهم سيئات ما عملوا ، و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .
_________________
1- الكافي : ج 2 , ص 16.
2- الكافي : ج 2 , ص 16.
3- الكافي : ج 2 , ص 16.
4- روي في الوسائل عن كتاب الزهد عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد اللّه(عليه السلام) يقول : يجاء بالعبد يوم القيامة قد صلى فيقول : يا رب قد صليت ابتغاء وجهك فيقال له : بل صليت ليقال ما احسن صلاة فلان ، اذهبوا به الى النار ثم ذكر مثل ذلك في القتال و قراءة القرآن و الصدقة.
« أقول» : و روى المصنف ( قده) نظير هذه الرواية في محجة البيضاء ، عن النبي ( صلى الله عليه واله) باختلاف في اللفظ و المعنى.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|