لم نجد في كتب القدماء مدلولا خاصا بهذا المصطلح ، وانما جاء هذا المصطلح في بعض من صنف تحت  هذا العنوان رغبة واختيارا لمن اهدي له هذا المصنف . او ان صاحبه لم يكن يقصد الى بيان ماهية المصطلح كونه لم يكن مفردا بل جاء منسكا مع مجموعة كلمات ، ككتاب ابن فارس " الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها " وكتاب ابي منصور الثعالبي " ت 429 هـ " ، " فقه اللغة وسر العربية " ، وقبل الشروع في بيان ومعرفة الموضوعات التي عالجها القدماء من قبل في هذين الكتابين ، نحاول ان ننطلق من الصياغة اللغوية للمصطلح علنا نقف على بعض حدوده اللغوية .

فقه اللغة من الناحية اللغوية هو : فهم اللغة والعلم بها ، وادراك كنهها ، اي انه العلم الذي يعنى بدراسة قضايا اللغة ، التي تتمثل بالأصوات اللغوية ، والمفردات الصرفية ، والتراكيب النحوية " الجمل ، والاساليب " فضلا عن المستوى الدلالي " المعجمي " ، وهذا يعني النظر في خصائصها الصوتية . والصرفية والنحوية

ص13

والدلالية ، وما يطرأ عليها من تغييرات وما ينشأ من لهجات ، وما يثار حول العربية من قضايا ، وما تواجهه من مشكلات الى غير ذلك مما يجري ويدور في فلكه مما سيأتي عند الحديث عن موضوعات فقه اللغة .

ويمكننا القول ابتداءً : هو العلم الذي يعنى بمفهوم اللغة ، ودراسة قضاياها وموضوعاتها . او هو دراسة العرب للغتهم كونها لغة حية منطوقة متمثلة في النص القرآني وقراءاته وفي الحديث النبوي وفي دراسة كلام الصحابة وفي دراسة اشعار العرب وخطبهم واقوالهم وامثالهم وقد درسوا اللغة العربية كونها وسيلة لغاية وهي فهم النص القرآني ، فهو وجهٌ من وجوهِ ترسم علماء العربية للغتهم ⁽¹⁾ .

ص14

________________

(1) في فقه اللغة العربية د . محمد ريد عبد الله : 35 .