المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

العوامل المؤثرة في الإنتاج الزراعي- العوامل البشرية المؤثرة في الزراعة- راس المال
31-1-2017
هل تدلّ آية الولاية على إمامة أمير المؤمنين عليه ‌السلام؟
6-4-2021
Poretsky,s Law
12-1-2022
الحصر
10-2-2022
صفات المؤذن
2024-10-30
شعراء الفخر
4-7-2016


نتقال الامام الى روضة الخلد والرحمة اللهية  
  
3159   12:09 مساءاً   التاريخ: 9-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج11,ص265-267.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة /

في ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان التي قيل إنّها ليلة القدر اشتدّت الآلام القاسية بالإمام (عليه السلام) فقد تزايد ولوج السمّ في جسده الشريف وقد وصف حالته ولده محمّد بن الحنفية قال : نظرنا إلى قدميه وقد احمرّتا فكبر ذلك علينا وأيسنا منه ثمّ عرضنا عليه المأكول والمشروب فأبى ونظرنا إلى شفتيه وهما تختلجان بذكر الله تعالى وجعل جبينه يرشح عرقا فقال له محمّد : ما لي أراك يرشح جبينك عرقا؟

فأجابه الإمام : يا بنيّ إنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : إنّ المؤمن إذا نزل به الموت عرق جبينه وسكن أنينه , ولمّا أحسّ بدنوّ الأجل المحتوم منه أمر بجمع أولاده ليودّعهم الوداع الأخير فلمّا مثلوا عنده قال لهم بصوت خافت :  الله خليفتي عليكم استودعكم الله .

وتعالت أصوات أولاده بالبكاء والتفت إليه ولده الزكي الإمام الحسن (عليه السلام) فقال له : يا أبة ما الذي دعاك إلى هذا؟ .

 يا بنيّ رأيت جدّك رسول الله (صلى الله عليه واله) في منامي قبل هذه الكارثة بليلة فشكوت إليه ما أنا فيه من التّذلّل والأذى من هذه الأمّة.

فقال لي : ادع عليهم.

فقلت : اللهمّ أبدلهم بي شرّا منّي وأبدلني بهم خيرا منهم ؛ فقال لي : قد استجاب الله دعاءك وسينقلك إلينا بعد ثلاث وقد انقضت الثّلاثيا أبا محمّد اوصيك بأبي عبد الله يعني الإمام الحسين خيرا فأنتما منّي وأنا منكما ؛ ثمّ التفت إلى بقيّة أولاده وأمرهم أن لا يخالفوا سيّدي شباب أهل الجنّة الإمامين الحسن والحسين وأن يطيعوهما ثمّ قال لهم : أحسن الله لكم العزاء ألا وإنّي منصرف عنكم في ليلتي هذه ولاحق بحبيبي محمّد (صلى الله عليه واله) كما وعدني ؛ ثمّ اغمي عليه ساعة فلمّا أفاق قال لولده : هذا رسول الله (صلى الله عليه واله) وعمّي حمزة وأخي جعفر وأصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) كلّهم يقولون : عجّل قدومك علينا فإنّا إليك مشتاقون.

ثمّ قال لهم برفق : أستودعكم الله جميعا الله خليفتي عليكم وكفى بالله خليفة ثمّ سلّم على ملائكة الله الكرام الذين أحاطوا به لينقلوا روحه المقدّسة إلى الفردوس الأعلى ، وأخذ يقرأ آيات من الذّكر الحكيم وكان آخر ما نطق به قوله تعالى : {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} [الصافات: 61]  و {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 128]  ثمّ فاضت روحه الطاهرة إلى جنّة المأوى تحفّها ملائكة الله والأنبياء والأوصياء ؛ لقد سمت تلك الروح العظيمة إلى بارئها لتقدّم إليه ما عاناه من الجهد في سبيل إعلاء كلمة الإسلام وما لاقاه من الخطوب من طغاة القرشيّين ؛ لقد ارتفع إلى الله تعالى ذلك اللطف الإلهي الذي خلقه الله تعالى ليبدّد ظلمات الجهل ويطهّر الأرض من أوثان الجاهلية وأرجاسها , لقد مادت أركان العدالة وانطمست معالم الدين ومات أبو الغرباء وكهف الأيتام وعون الضعفاء.

لقد مضى الإمام إلى جنّة المأوى وهو مكدود مجهود غارق في الأسى والخطوب ممّا عاناه من أعمدة القرشيّين الذين أبوا أن تجتمع الخلافة والنبوّة في بيت واحد فأقصوه عن مركزه وقيادته للامّة بعد وفاة أخيه وابن عمّه الرسول (صلى الله عليه واله) ولمّا آلت الخلافة إليه ناجزوه الحرب ولا حقوه بضربات موجعة فأفسدوا عليه جيشه وتركوه في أرباض الكوفة يصعّد الزفرات والآلام.

روت أسماء بنت عميس أن الإمام شهق شهقة ثمّ أغمي عليه ثمّ أفاق فقال : مرحبا مرحبا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الجنّة ؛ قيل له : ما ترى؟

قال : هذا رسول الله وأخي جعفر وعمّي حمزة وأبواب السماء مفتّحة والملائكة ينزلون يسلّمون عليّ ويبشّرون وهذه فاطمة قد طافت بها وصائفها وهذه منازلي في الجنّة لمثل هذا فليعمل العاملون .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.