المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06

البيئة الملائمة لزراعة المشمش (المناخ الملائم لزراعة المشمش)
21-2-2020
البكتريا الخضراء Green Bacteria
5-7-2018
Binary compounds
29-6-2020
أهمية السهول
27-3-2017
تفسير سورة الطارق من آية (1-17)
2024-02-24
الشجر والنبات‏ في القران الكريم
22-01-2015


أمير المؤمنين يعض الناس بعد جرحه (عليه السلام)  
  
3278   01:39 مساءً   التاريخ: 18-01-2015
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص210-211.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة /

روى ثقة الاسلام في (الكافي)، والسيد ابن طاووس (رحمه الله) وغيرهما بأسانيد معتبرة، والعبارة للكافي : انه لما ضرب أمير المؤمنين (عليه السلام) حف به القواد، وقيل : يا أمير المؤمنين، أوص، فقال : اثنوا لي وسادة، ثم قال : الحمد لله قدره، متبعين امره، واحمده كما احب، ولا اله الا الله الواحد الاحد الصمد كما انتسب ايها الناس، كل امرئ لاق في فراره ما منه يفر، والاجل مساق النفس اليه، والهرب منه موافاته، كم اطردت الايام ابحثها عن مكنون هذا الأمر، فأبى الله عز ذكره الا إخفاءه هيهات، علم مكنون مخزون، اما وصيتي فان لا تشركوا بالله جل ثناؤه شيئا، ومحمدا فلا تضيعوا سنته، اقيموا هذين العمودين، واوقدوا هذين المصباحين، وخلاكم ذم ما لم تشردوا، حمل كل امرئ منكم مجهوده، وخفف عن الجهلة رب رحيم، واما عليم، ودين قويم، وانا بالأمس صاحبكم، واليوم عبرة لكم، وغدا مفارقكم، ان تثبت الوطأة في هذه المزلة فذاك المراد، وان تدحض القدم فانا كنا في أفياء اغصان وذرى رياح وتحت ظل غمامة اضمحل في الجو متلفقها، وعفا في الارض مخطها، وانما كنت جارا جاوركم بدني اياما، وستعقبون مني جثة خلاء ساكنة بعد حركة، وكاظمة بعد نطق، ليعظكم هدوي، وخفوت اطراقي، وسكون اطرافي، فانه اعوظ لكم من الناطق البليغ، ودعتكم وداع مرصد للتلاقي، غدا ترون ايامي ويكشف الله عز وجل عن سرائري، وتعرفوني بعد خلو مكاني، وقيام غير مقامي ان ابق فانا ولي دمي، وان افن فالفناء ميعادي، فان اعفو فالعفو لي قربة ولكم حسنة، فاعفوا واصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم، فيالها حسرة على كل ذي غفلة ان يكون عمره عليه حجة او توديه ايامه الى شقوة، جعلنا الله واياكم ممن لا يقصر به عن طاعة الله رغبة، أو يحل به بعد الموت نقمة، فانما نحن له وبه، ثم أقبل على الحسن (عليه السلام) فقال : يا بني، ضربة مكان ضربة ولا تأثم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.