ان راس المال وسيلة هامة لتحقيق الإنتاج، فالزراعة الواسعة لا تتحقق الا اذا توافرت الآلات والمعدات والاسمدة التي تحتاج الى رؤوس الأموال، سواء عن طريق الشركات او الافراد ذوي رؤوس الأموال التي تحقق زيادة في الإنتاج. فالفلاح صاحب راس المال الصغير لا يمكنه استصلاح الأراضي، وتوفير المبيدات والاسمدة واستخدام الآلات. وفي غيبة راس المال تصبح زراعة الفلاح معاشية بهدف الاكتفاء الذاتي من الدرجة الأولى حيث لا فائض عنده.

ولذلك تقوم الحكومات في كثير من الدول بتوفير القروض والمساعدات الفنية والإرشاد الزراعي في سبيل تمكين الفلاح من تدبير متطلبات الزراعة حتى يتمكن من زيادة انتاجه. وقد كان عدم توافر راس المال سببا في تأخير تنفيذ مشروع السد العالي في مصر لفترة طويلة رغم أهميته للزراعة، وكذلك يقف عدم توفر راس المال عائقا امام استصلاح المساحات الكبيرة في الصحارى المصرية والاستفادة منها في الرقعة الزراعية.

وتبدو أهمية راس المال في المملكة العربية السعودية التي استطاعت توسيع الرقعة الزراعية وزيادة الإنتاج الزراعي في كثير من مناطقها كما هو الحال في منطقة القصيم ومنطقة الاحساء، وفي انتاج المطاط في المزارع التجارية بجنوب آسيا. وبفضل راس المال استطاع الانسان إقامة الجسور وشق الترع والمصارف وانشاء الخزانات، وهذا من شانه زيادة الإنتاج الزراعي. كما لعب راس المال دوره في مشروع النهر العظيم في ليبيا، وفي مشروع توشكي وتوصيل مياه النيل الى سيناء في مصر. فمشاريع الري والصرف جميعها تتوقف على مدى توافر راس المال لتنفيذ هذه المشاريع التي من شانها زيادة الرقعة الزراعية وانتاجية الأرض.