المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الامطار في الوطن العربي
2024-11-05
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05
الانفاق من طيبات الكسب
2024-11-05

الأنتروبي لدورة كارنو Entropy in Carnot Cycle
1-3-2016
تفسير سورة الانشراح من آية ( 1-8)
2024-02-28
الجليسرات ثنائي الفوسفات (2,4-diphosphoglycerate, DPG)
20-6-2016
تسرب الفيض flux leakage
23-5-2019
Leopold Infeld
20-8-2017
DNA Mutases
8-2-2018


التهيّؤ للحرب وتعبئة الجيش للقتال  
  
3102   02:10 مساءاً   التاريخ: 1-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
الجزء والصفحة : ج11,ص87-89.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2015 3747
التاريخ: 30-01-2015 3329
التاريخ: 17-10-2015 3510
التاريخ: 17-10-2015 3773

دعا الإمام الحصين بن المنذر وكان شابّا فقال له : يا حصين دونك هذه الرّاية فو الله ما خفقت قطّ فيما مضى ولا تخفق فيما بقي راية أهدى منها إلاّ راية خفقت على رسول الله (صلى الله عليه واله) , وأنشد الإمام :

لمن راية سوداء يخفق ظلّها            إذا قيل قدّمها حصين تقدّما

يقدّمها للموت حين يزيرها       حياض المنايا يقطر الموت والدما

ولمّا يئس الإمام (عليه السلام) من السلم وحقن الدماء عبّأ جيشه تعبئة عامّة وأسند قيادة جيشه إلى الزعيم مالك الأشتر والصحابي العظيم عمّار بن ياسر وغيرهما من أعلام الصحابة ودعا بدرع رسول الله (صلى الله عليه واله) فلبسه واعتلى على بغلة رسول الله (صلى الله عليه واله) ووقف أمام صفوف جيشه ونشر عليه اللواء فوقف قيس بن عبادة أمامه وأنشأ يقول :

هذا اللّواء الّذي كنّا نخفّ                  مع النّبيّ وجبريل لنا مددا

ما ضرّ من كانت الأنصار عيبته         أن لا يكون له من غيرها أحدا

قوم إذا حاربوا طالت أكفّهم               بالمشرفيّة حتّى يفتحوا البلدا

 

وصفّ جند عائشة صفوفهم وجاءوا بالجمل الذي يقلّ عائشة وخطامه بيد كعب بن شور وقد رفع صوته قائلا :

يا معشر الأزد عليكم امّكم               فإنّها صلاتكم وصومكم

والحرمة العظمى الّتي تعمّكم        فأحضروها جدّكم وحزمكم

لا يغلبن سمّ العدوّ  سمّكم               إنّ العدوّ إن علاكم زمّكم

وتقدّم رجل من بني ضبّة وبيده السيف أمام جمل عائشة وقد رفع عقيرته قائلة :

أضربهم ولو أرى عليّا         عمّمته أبيض مشرفيّا

أريح منه معشرا غويّا

فشدّ عليه رجل من أصحاب الإمام يقال له اميّة العبدي فردّ عليه بقوله :

هذا عليّ والهدى سبيله           والرشد فيه والتقى دليله

من يتبع الحقّ يكن خليله

وحمل الإمام (عليه السلام) عليهم وقد رفع اللواء بيسراه وشهر بيمينه سيفه ذا الفقار الذي ذبّ به عن دين الله وحارب به المشركين على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) واقتتل الفريقان كأشدّ ما يكون القتال يريد أصحاب الإمام أن يحموا إمامهم وصيّ رسول الله (صلى الله عليه واله) ويريد أصحاب عائشة أن يحموا أمّهم ؛ وحمل رجل من أصحاب عائشة يقال له أبو الحرباء على جيش الإمام وهو يقول :

أنا أبو الحرباء واسمي عاصم             وأمّنا أمّ لها محارم

وأرداه قتيلا وحمل رجل من جند عائشة على أصحاب الإمام وقد رفع صوته عاليا :

نحن نوالي أمّنا الرضيّه         وننصر الصحابة المرضية

 

فشدّ عليه رجل من أصحاب الإمام وهو يقول :

دليلكم عجل بني اميّة           وامّكم حاسرة شقيّة

هاوية في فتنة عميّة

وضربه على هامته ففلقها وخرّ إلى الأرض صريعا وقد استخدم الرجز في هذه الحرب من الفريقين كلّ منهما يعلن أهدافه وسبب حربه إلى الفريق الاخر .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.