المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



الإمام علي (عليه السلام) صهر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبو السبطين (عليهما السلام)  
  
1934   03:50 مساءً   التاريخ: 2023-11-29
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص368-375
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

روى ابن المغازلي بإسناده عن أنس : " إنّ أبا بكر خطب فاطمة إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فلم يرد إليه جواباً ثم خطبها عمر ، فلم يرد اليه جواباً ، ثم جمعهم فزّوجها علي بن أبي طالب ، وقيل : اقبل على أبي بكر وعمر فقال : إنّ الله عزّوجلّ أمرني أن أزوّجها من عليّ ولم يأذن لي إفشاءه إلى هذا الوقت ولم أكن لأفشي ما أمر الله عزّ وجلّ به "[1].

وروى الزرندي بإسناده عن أنس قال : " كنت عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فغشيه الوحي فلمّا أفاق قال لي : يا أنس أتدري ما جاءني به جبرئيل عليه السّلام من عند صاحب العرش ؟ قلت : بأبي وأميّ ما جاءك به جبرئيل ؟ قال : قال : إنّ الله يأمرك أن تزوج فاطمة من علي ، فانطلق فادع لي أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وبعدّتهم من الأنصار قال : فانطلقت فدعوتهم ، فلما أن أخذوا مقاعدهم قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : الحمد لله المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع بسلطانه ، المرهوب اليه من عذابه ، النافذ أمره في أرضه وسمائه ، الذي خلق الخلق بقدرته وميزهم بأحكامه ، وأعزّهم بدينه وأكرمهم بنبيه محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ثم إنّ الله عزّ وجل جعل المصاهرة نسباً لاحقاً ، وأمراً مفترضاً ، وشج بها الأرحام وألزمها الأنام ، وقال عزّ وجلّ : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً )[2] ، وأمر الله يجري إلى قضائه ويجري إلى قدره ، ولكل قضاء قدر ، ولكل قدر أجل ، ولكل أجل كتاب ( يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ )[3]. ثم إنّ الله تعالى أمرني أن أزوّج فاطمة من علي وأشهدكم إلى زوجية فاطمة من علي ، على أربعمائة مثقال فضة إنّ رضي علي على السنة القائمة والفريضة الواجبة ، فجمع الله شملهما وبارك لهما وأطاب نسلهما وجعل نسلهما مفاتيح الرحمة ومعادن الحكمة وأمن الأمة . أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .

وكان علي غائباً قد بعثه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في حاجة .

ثم أمر لنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بطبق فيه تمر ، فوضعه بين أيدينا وقال : انتهبوا . فبينا نحن كذلك إذ أقبل عليّ رضي الله عنه فتبسم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال : يا علي ، إنّ الله أمرني أن أزوجك فاطمة ، وإني قد زوجتكها على أربعمائة مثقال فضة ، فقال : قد رضيت يا رسول الله ، ثم إنّ عليّاً خرّ لله ساجداً شاكراً ، فلما رفع رأسه قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : بارك الله لكما وبارك فيكما وأسعد جدّكما وأخرج منكما الكثير الطيب ، قال أنس رضي الله عنه : والله لقد أخرج الكثير الطيب "[4].

وروى الخوارزمي والسّيوطي عن ابن عبّاس قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : إنّ الله زوّج فاطمة وجعل صداقها الأرض ، فمن مشى عليها مبغضاً لك مشى حراماً "[5].

وروى الحمويني بإسناده عن داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله قال : " سمعت أبي عبد الله بن جعفر يحدث علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال : سمعت عمي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام ، يقول : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا علي ، إنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ، وانه أوحى إليّ أن أزوجك فاطمة على خمس الأرض فهي صداقها ، فمن مشى على الأرض وهو لكم مبغض فالأرض حرام عليه أن يمشي عليها "[6].

وروى الطبري بإسناده عن عطاء بن أبي رباح قال : " لما خطب علي فاطمة رضي الله عنها ، أتاها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : إنّ علياً قد ذكرك ، فسكتت فخرج فزوجها "[7].

وروى أحمد بإسناده عن ابن بريدة عن أبيه قال : " لما خطب علي فاطمة عليها السّلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : انه لا بدّ للعروس من وليمة قال : فقال سعد : عليَّ كبش ، وقال فلان : عليَّ كذا وكذا من ذرة "[8].

وبإسناده عن علي رضي الله عنه قال : " جهز رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فاطمة رضي الله عنها في خميل وقربة ووسادة من أدم حشوها ليف ، قال معاوية : اذخر . قال أبي : والخميلة القطيفة المخملة "[9].

وروى الحمويني عن ابن عبّاس قال : " لم يكن فراش علي ليلة أهديت اليه فاطمة عليها السّلام إلاّ فرو كبش ووسادة أدم حشوها ليف "[10].

وروى ابن سعد كاتب الواقدي بإسناده عن عامر قال : " قال علي : تزوجت فاطمة ومالي ولها فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل ، ونعلف عليه الناضح بالنهار ، ومالي ولها خادم غيره " .

وروى الخطيب وأبو نعيم عن عبد الله بن مسعود قال : " أصاب فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم صبيحة العرس رعدة فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا فاطمة إني زوجتك سيداً في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين ، يا فاطمة إني لما أردت أن أملكك لعلي أمر الله جبرئيل فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفاً ثم خطب عليهم جبريل فزوجك من علي ، ثم أمر شجر الجنان فحملت الحلي والحلل ، ثم أمرها فنثرته على الملائكة ، فمن أخذ منهم يومئذ أكثر مما أخذ صاحبه أو أحسن افتخر به إلى يوم القيامة ، قالت أم سلمة : فلقد كانت فاطمة تفتخر على النساء حيث أول من خطب عليها جبريل "[11].

وروى الحمويني بإسناده عن ابن عبّاس ، قال : " لما زفّت فاطمة إلى علي ، كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أمامها ، وجبرئيل عن يمينها ، وميكائيل عن يسارها ، وسبعون ألف ملك خلفها ( من ورائها ) يسبّحون الله تعالى ويقدّسونه حتى طلع الفجر "[12].

وروى محب الدين الطبري عن أنس قال : " بينما رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في المسجد إذ قال لعليّ : هذا جبرئيل يخبرني أن الله عزّ وجلّ زوّجك فاطمة ، واشهد على تزويجك أربعين ألف ملك وأوحى إلى شجرة طوبى أن انثري عليهم الدر والياقوت فنثرت عليهم الدر والياقوت فابتدرت إليه الحور العين يلتقطن من اطباق الدرّ والياقوت ، فهم يتهادونه بينهم إلى يوم القيامة " .

وروى ابن أبي الحديد عن جعفر بن محمّد عن آبائه : " إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لمّا زوّج فاطمة ، دخل النّساء عليها فقلن : يا بنت رسول الله خطبك فلان وفلان فردّهم عنك وزوّجك فقيراً لا مال له ، فلمّا دخل عليها أبوها صلّى الله عليه وآله وسلّم رأى ذلك في وجهها فسألها فذكرت له ذلك فقال : يا فاطمة إنّ الله أمرني فأنكحتك أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً ، وما زوّجتك إلاّ بأمر الله ، أمرني بأمر من السّماء ، أما علمت أنّه أخي في الدنيا والآخرة "[13].

وروى ابن المغازلي بإسناده عن أبي أيوب الأنصاري : " إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : مرض مرضة فدخلت عليه فاطمة صلّى الله عليها تعوده ، وهو ناقة من مرضه ، فلمّا رأت ما برسول الله من الجهد والضعف خنقتها العبرة حتّى خرجت دمعتها فقال لها : يا فاطمة ، إنّ الله عزّ وجل ، اطلع إلى الأرض إطّلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيّاً ، ثم اطّلع إليها ثانية فاختار منها بعلك ، فأوحى إليّ فأنكحته واتخذته وصيّاً ، أما علمت يا فاطمة ، أنّ لكرامة الله إيّاك زوّجك أعظمهم حلماً وأقدمهم سلماً وأعلمهم علماً ؟ فسرّت بذلك فاطمة عليها السّلام واستبشرت ، ثم قال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا فاطمة ، لعليّ ثمانية أضراس ثواقب : ايمان بالله وبرسوله وحكمته ، وتزويجه فاطمة ، وسبطاه الحسن والحسين وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ، وقضاه بكتاب الله عزّ وجلّ ، يا فاطمة ، إنّا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين ولا الآخرين قبلنا - أو قال : ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا - نبيّنا أفضل الأنبياء وهو أبوك ووصيّنا خير الأوصياء وهو بعلك ، وشهيدنا خير الشهداء وهو عمّ أبيك ، ومنّا من له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء وهو جعفر ابن عمّك ، ومنّا سبطا هذه الأمة وهما ابناك ، ومنّا - والذي نفسي بيده - مهديّ هذه الأمة "[14].

وروى أحمد بإسناده عن أبي المغيرة عن علي بن أبي طالب عليه السّلام ، قال : " طلبني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فوجدني في حائط نائماً فضربني برجله قال : قم ، فوالله لأرضينّك ، أنت أخي وأبو ولدي تقاتل على سنّتي ، من مات على عهدي فهو في كنز الله ، ومن مات على عهدك فقد قضى نحبه ، ومن مات بحبك بعد موتك يختم الله له بالأمن والايمان ما طلعت شمس أو غربت "[15].

وروى محبّ الدين الطبري بإسناده عن أنس بن مالك قال : " صعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم المنبر فذكر قولا كثيراً ثمّ قال : أين عليّ بن أبي طالب ؟ فوثب إليه فقال : ها أنا ذا يا رسول الله ، فضمّه إلى صدره وقبّل بين عينيه ، وقال بأعلى صوته : معاشر المسلمين هذا أخي وابن عمي وختني هذا لحمي ودمي وشعري ، هذا أبو السبطين الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة ، هذا مفرّج الكروب عنّي ، هذا أسد الله وسيفه في أرضه على أعدائه ، على مبغضه لعنة الله ولعنة اللاعنين ، والله منه برئ وأنا منه برئ ، فمن أحبّ إنّ يبرأ من الله ومنّي فليبرأ من عليّ ، وليبلغ الشاهد الغائب ثم قال : اجلس يا علي ، قد عرف الله لك ذلك "[16].

وروى محمّد صدر العالم بإسناده عن ابن عبّاس ، إنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : " إنّ الله عزّ وجلّ جعل ذريّة كلّ نبّي في صلبه ، وإنّ الله جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب "[17].

وروى البدخشي بإسناده عن أسامة بن زيد عن أبيه ، إنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعليّ : " أما أنت يا عليّ ، فختني وأبو ولدي وأنا منك وأنت منّي "[18].

وروى ابن عساكر بإسناده عن عبد الله بن العبّاس قال : " كنت أنا وأبي العبّاس بن عبد المطلب جالسين عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذ دخل علي بن أبي طالب فسلّم فردّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عليه وبشّ به ، وقام اليه فاعتنقه وقبّل بين عينيه وأجلسه عن يمينه ، فقال العبّاس : يا رسول الله ، أتحبّ هذا ؟ فقال النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا عمّ رسول الله ، والله لله أشد حباً له منّي ، إنّ الله جعل ذريّة كلّ نبي في صلبه وجعل ذرّيتي في صلب هذا "[19].

وروى الخوارزمي بإسناده عن علي بن أبي طالب عليه السّلام عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم انّه قال : " يا عليّ ، إنك قد أُعطيت ثلاثاً ، قلت : فداك أبي وأمّي يا رسول الله وما أعطيتُ ؟ قال لقد أعطيت صهراً مثلي ، وأعطيت مثل زوجتك فاطمة الزّهراء ، وأعطيت مثل ولديك الحسن والحسين "[20].

وروى الكنجي بإسناده عن جابر : " إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لعلي بن أبي طالب : سلام عليك يا أبا ريحانتي ، أوصيك بريحانتي من الدنيا خيراً ، فعن قليل ينهدّ ركناك والله خليفتي عليك قال : فلما قبض النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال علي عليه السّلام : هذا أحد الركنين اللذين قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فلما ماتت فاطمة عليها السّلام قال علي عليه السّلام : هذا الركن الثّاني الذي قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم "[21].

 

[1] المناقب ص 346 .

[2] سورة الفرقان : 54 .

[3] سورة الرعد : 39 .

[4] نظم درر السّمطين ص 185 ، وأورده الهيثمي في مجمع الزّوائد ج 9 ص 205 ، وزينب فوّاز في الدّر المنثور في طبقات ربّات الخدور ص 359 .

[5] المناقب الفصل التاسع عشر ص 235 ، واللآلئ المصنوعة ج 1 ص 396 .

[6] فرائد السّمطين ج 1 ص 95 .

[7] ذخائر العقبى ص 29 .

[8] الفضائل ( المناقب ) ج 2 الحديث 19 مخطوط .

[9] مسند أحمد ج 1 ص 108 .

[10] فرائد السمّطين ج 1 ص 93 .

[11] تاريخ بغداد ج 4 ص 129 ، وحلية الأولياء ج 5 ص 59 .

[12] فرائد السّمطين ج 1 ص 96 .

[13] شرح نهج البلاغة ج 13 ص 227 .

[14] المناقب ص 101 ، الحديث 144 .

[15] الفضائل ( المناقب ) ج 1 الحديث 228 مخطوط ، ورواه محبّ الدين الطبري في ذخائر العقبى ص 66 .

[16] ذخائر العقبى ص 92 .

[17] معارج العلي في مناقب المرتضى ص 108 ، ورواه الهيثمي عن جابر بن عبد الله في مجمع الزوائد ج 9 ص 172 ، والسّخاوي في استجلاب ارتقاء الغرف ص 86 وابن حجر في الصواعق المحرقة ص 93 ، والمتّقي في منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 30 والوّصابي في أسنى المطالب ص 75 الباب الثّاني عشر الحديث 12 .

[18] نزل الأبرار ص 9 .

[19] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 159 و 463 ، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد ج 1 ص 316 والمناوي في فيض القدير ج 2 ص 223 والكنجي في كفاية الطالب 79 .

[20] المناقب الفصل التاسع عشر ص 209 ورواه الزرندي ص 113 .

[21] كفاية الطالب ص 213 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.