أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-03
611
التاريخ: 24-1-2021
1675
التاريخ: 3-3-2021
3182
التاريخ: 4-6-2020
1917
|
الناس في هذه القوة على إفراط و تفريط و اعتدال , فالإفراط : أن تغلب هذه الصفة حتى يخرج عن طاعة العقل و الشرع و سياستهما ، و لا تبقى له فكرة و بصيرة.
والتفريط : أن يفقد هذه القوة أو تضعف بحيث لا يغضب عما ينبغي الغضب عليه شرعا و عقلا و الاعتدال : أن يصدر غضبه فيما ينبغي ولا يصدر في ما لا ينبغي ، بحيث يخرج عن سياسة الشرع و العقل ، بل يكون تابعا لهما في الغضب و عدمه ، فيكون غضبه وانتقامه بأمرهما.
ولا ريب في أن الاعتدال ليس مذموما ، و لا معدودا من الغضب ، بل هو من الشجاعة.
والتفريط مذموم معدود من الجبن و المهانة ، و ربما كان أخبث من الغضب ، إذ الفاقد لهذه القوة لا حمية له ، و هو ناقص جدا.
و من آثاره عدم الغيرة على الحرم و صغر النفس , و الجور، و تحمل الذل من الأخساء ، و المداهنة في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الفحشاء , و لذا قيل : «من استغضب فلم يغضب فهو حمار» , و قد وصف اللَّه خيار الصحابة بالحمية و الشدة ، فقال : {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} [الفتح : 29].
و خاطب نبيه ( صلى اللَّه عليه و آله و سلم ) بقوله : {وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التوبة : 73] , و الشدة و الغلظة من آثار قوة الغضب ، ففقد هذه القوة بالكلية أو ضعفها مذموم.
و قد ظهر أن الغضب المعدود من الرذائل هو حد الإفراط الذي يخرجه عن مقتضى العقل و الدين ، و حد التفريط و إن كان رذيلة إلا أنه ليس غضبا ، بل هو ضد له معدود من الجبن ، و حد الاعتدال فضيلة و ضد له و معدود من الشجاعة ، فانحصر الغضب بالأول.
ثم الناس كما هم مختلفون في أصل قوة الغضب ، كذلك مختلفون في حدوثه و زواله سرعة و بطأ ، فيكونان في بعضهم سريعين ، و في بعضهم بطيئين و في بعضهم يكون أحدهما سريعا و الآخر بطيئا ، و في بعضهم يكون كلاهما أو أحدهما متوسطا بين السرعة و البطء.
وما كان من ذلك بإشارة العقل فهو ممدوح معدود من أوصاف الشجاعة ، و غير مذموم محسوب من آثار الغضب أو الجبن.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|