أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-06-2015
5418
التاريخ: 26-11-2014
5619
التاريخ: 9-05-2015
5678
التاريخ: 3-06-2015
5728
|
قال تعالى : {وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56) لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ } [التوبة : 56 ، 57] .
ترسم الآيتان اعلاه حالة أُخرى من أعمال المنافقين بجلاء ، إذ تقول الآية الأُولى : (ويحلفون بالله إنّهم لمنكم وما هم منكم ولكنّهم قوم يفرقون) ومن شدّة خوفهم وَفَرقِهم يخفون كفرهم ويظهرون الإِيمان.
و«يفرقون» من مادة «الفرق» على زنة «الشفق» ومعناه شدّة الخوف.
يقول «الراغب» في «المفردات» إِن الفرق في الأصل معناه التفرّق والتشتت ، فكأنّهم لشدّة خوفهم تكاد قلوبهم أن تتفرق وتتلاشى.
وفي الواقع أنّ مثل هؤلاء لما فقدوا ما يركنون إِليه في أعماقهم ، فهم في هلع واضطراب عظيم دائم ، ولا يمكنهم أن يكشفوا عمّا في باطنهم لما هم عليه من الهلع والفزع ، وحيث أنّهم لا يخافون الله «لعدم إيمانهم به» ، فهم يخافون من كل شيء غيره ، ويعيشون في استحياش دائم ، غير أنّ المؤمنين الصادقين ينعمون في ظل الإِيمان بالهدوء والاطمئنان.
والآية التالية تصوّر شدّة عداوة المنافقين للمؤمنين ونفورهم منهم ، في عبارة موجزة إلاّ أنّها في غاية المتانة والبلاغة ، إذ تقول : (لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ).
«الملجأ» معناه معروف ، وهو ما يأوي إِليه الخائف عادة ، كالقلاع والكهوف وأضرابهما.
و«المغارات» جمع مغارة.
و« المدّخل » هو الطريق الخفي تحت الأرض ، كالنقب مثلا.
و«يجمحون» مأخوذ من الجماح ، ومعناه الحركة السريعة والشديدة التي لا يتأتى لأيّ شيء أن يصدها ، كحركة الخيول المسرعة الجامحة التي لا تطاوع أصحابها ، ولذلك سُمّي الجواد الذي لا يطاوع صاحبه جموحاً أو جامحاً.
وعلى كل حال ، فهذه الآية واحدة من أبلغ الآيات والتعابير التي يسوقها القرآن في وصف المنافقين ، وبيان هلعهم وخوفهم وبغضهم إِخوانهم المؤمنين ، بحيث لو كان لهم سبيل للفرار من المؤمنين ، ولو على قمم الجبال أو تحت الأرض ، لَولّوا إِليه وهم يجمحون ، ولكن ما عسى أن يفعلوا مع الروابط التي تربطهم معكم من القبيلة والأموال والثروة ، كل ذلك يضطرهم إِلى البقاء على رغم أنوفهم.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|