[قال العلامة] الفدية تتعلّق بحلق الرأس ، سواء كان لأذى أو غيره ، لدلالة الآية ⁽¹⁾ على وجوبها في الأذى ، ففي غيره أولى.

هذا إذا كان عالما عامدا ، وإن كان جاهلا أو ناسيا ، فلا شي‌ء عندنا ـ وبه قال إسحاق وابن المنذر ⁽²⁾ ـ لقوله عليه السلام : ( رفع عن أمّتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) ⁽³⁾.

ومن طريق الخاصّة : قول  الباقر عليه السلام ـ في الصحيح ـ : « من نتف إبطه أو قلّم ظفره أو حلق رأسه أو لبس ثوبا لا ينبغي له لبسه أو أكل طعاما لا ينبغي له أكله وهو محرم ، ففعل ذلك ناسيا أو جاهلا ، فليس عليه شي‌ء ، ومن فعله متعمّدا فعليه دم شاة » ⁽⁴⁾.

وقال الشافعي : تجب عليه الفدية ، لأنّه إتلاف ، فاستوى عمده‌ وخطؤه ، كقتل الصيد ⁽⁵⁾.

والفرق : أنّ قتل الصيد مشتمل ـ مع التحريم المشترك ـ على إضاعة المال وإتلاف الحيوان لغير فائدة.

إذا عرفت هذا ، فقد قال الشيخ : الجاهل يجب عليه الفداء ⁽⁶⁾.

والمعتمد : ما قلناه ، لحديث  الباقر عليه السلام ⁽⁷⁾.

وأمّا النائم فهو كالساهي ، فلو قلع النائم شعره ، أو قرّبه من النار فأحرقه ، فلا شي‌ء عليه ، خلافا للشافعي ⁽⁸⁾.

____________________________________

(1) البقرة : 196.

(2) المغني 3 : 525 ، الشرح الكبير 3 : 270.

(3) كنز العمّال 4 : 233 ـ 10307 نقلا عن الطبراني في المعجم الكبير.

(4) التهذيب 5 : 369 ـ 370 ـ 1287.

(5) المهذّب ـ للشيرازي ـ 1 : 220 ، المجموع 7 : 340 ، الحاوي الكبير 4 : 105 و 114 ، فتح العزيز 7 : 468 ، المغني 3 : 525 ، الشرح الكبير 3 : 270.

(6) الخلاف 2 : 311 ، المسألة 102.

(7) [قول الباقر عليه السلام ـ في الصحيح ـ : « من نتف إبطه أو قلّم ظفره أو حلق رأسه أو لبس ثوبا لا ينبغي له لبسه أو أكل طعاما لا ينبغي له أكله وهو محرم ، ففعل ذلك ناسيا أو جاهلا، فليس عليه شي‌ء ، ومن فعله متعمّدا فعليه دم شاة »].

(8) لم نعثر عليه ، والقول موجود في المغني 3 : 526 ، والشرح الكبير 3 : 270 من دون نسبة.