أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-19
![]()
التاريخ: 2024-02-13
![]()
التاريخ: 2024-05-16
![]()
التاريخ: 2024-03-13
![]() |
وقد تركت لنا «نت كرت» «نيتوكريس» لوحة تدل على ما كان لهذه الزوجة الإلهية من مكانة دينية في هذا العصر. وهذه اللوحة عثر عليها «لجران» في «الكرنك»، وقد ترجمها وعلق عليها الأستاذ «ارمان» (1) (راجع A. Z. 35, P. 24 ff).
وتقص علينا هذه اللوحة كيف أن «بسمتيك الأول» في السنة التاسعة من حكمه جعل «شبنوبت الثانية» تتبنى ابنته «نيتوكريس» بدلًا من ابنة «تهرقا»، الذي أقصيت أسرته من حكم البلاد، وهي التي تسمى «أمنرديس الثانية»، غير أننا لا نعلم كيف تم ذلك؛ لأن الجزء الأول من اللوحة ناقص، ومن المحتمل أن «بسمتيك» حضر إلى «طيبة» وجعل الكهنة يحلفون يمين الولاء لها، وما تبقى في أول المتن هو خطاب للملك يظهر أنه يشكر الإله «آمون» والده. وهذه الوثيقة قد ألقت فيضًا من الضوء على العلاقات الأسرية في العهدين «الكوشي» و«الساوي». وقد كان العثور عليها مغنمًا كبيرًا للتاريخ المصري في ذلك العهد الذي كان فقيرًا في الآثار التاريخية. ويمكن أن نصفها بأنها منشور تَبَنٍّ ونقل ملكية. وهي تسجل لنا تبني «شبنوبت» لابنة الملك «تهرقا» التي كان تحمل لقب «المتعبدة الإلهية» أو زوج الإله في طيبة، واسمها «أمنرديس الثانية» ثم نزول الأخيرة لابنة «بسمتيك» المسماة «نيتوكريس». وقد نزلت «شبنوبت الثانية» عن كل ممتلكاتها للأخيرة «نيتوكريس»، وكان الغرض من هذا التبني هو أن تصبح أسرة «بسمتيك» بعد وفاة «شبنوبت» صاحبة هذه الممتلكات بالإضافة إلى وظيفة «زوج الإله آمون طيبة».
ومما يؤسف له أن بداية هذه الوثيقة قد فقد، والجزء الباقي يبتدئ في وسط خطاب «بسمتيك الأول» لرجال حاشيته معلنًا غرضه من جعل «شبنوبت» تتبنى ابنته «نيتوكريس». وتجيبه الحاشية بالمديح العادي المتبع في مثل هذه الأحوال.
وعلى ذلك فإنه في السنة التاسعة من حكم «بسمتيك الأول» أقلعت «نيتوكريس» إلى «طيبة» حيث قوبلت بمظاهر الفرح والابتهاج، وأعطيت ممتلكات «شبنوبت» رسميًّا، ويلي ذلك قائمة بكل ضياعها.
ومن منطوق هذه اللوحة نفهم أن «بسمتيك» كان صاحب السيطرة التامة على «طيبة»، كما ذكرنا من قبل في السنة التاسعة من حكمه، وأن «تانو تأمون» كان على ذلك قد فقد سلطانه على الوجه القبلي قبل ذلك التاريخ. وكانت حالة «طيبة» تشبه كثيرًا ما كانت عليه في عهد الكوشيين، فكان «منتومحات» حظي «تهرقا» لا يزال حاكم المدينة، مما يدل على أن بقايا الحكم الإقطاعي كان لا يزال موجودًا في عهد «بسمتيك الأول». ويلفت النظر في نقوش هذه اللوحة أن الكاهن الأكبر لآمون كان يشغل مكانة ثانوية، وأنه لم يكن له أي نفوذ سياسي، وأن تابعه أي الكاهن الثالث لآمون قدم لدخل «نيتوكريس» مثل ما قدم هو. وهاك ترجمة ما بقي من اللوحة:
إني ابنه، والأول في حظوة والد الآلهة، والمقدم قربانًا للآلهة، والذي أنجبه لنفسه ليرضي قلبه. لقد أعطيته ابنتي لتكون «الزوجة الإلهية» لأجل أن تلتمس الحماية للملك أكثر من أولئك اللائي كن قبلها، وحتى يكون راضيًا حقًّا بصلواتها؛ ولأجل أن يحمي أرض من أعطاه إياها.
تأمل! لقد سمعت الآن القول أن ابنة (2) الملك «حور كاخع» — عالي التاج — الإله الطيب — تهرقا — المرحوم موجودة هناك، وهي التي قد أعطاها أخته «شبنوبت»؛ لتكون ابنتها الكبرى وهي الموجودة هناك بوصفها «المتعبدة الإلهية». وإني لست بالإنسان الذي يقصي وارثًا عن مكان والده؛ لأني ملك يحب الصدق، وأن ما أمقته — خاصة — هو الافتراء، وأني نفسي ابن حامي والده «حور» مستوليًا على إرث «جب» (إله الأرض) وموحدًا الجزأين (أي الوجه القبلي والوجه البحري) بوصفي شابًّا، وعلى ذلك فإني أعطيتها (أي نيتوكريس) إياها (أي شبنوبت) لتكون ابنتها الكبرى، كما نقلها (أي شبنوبت أخت تهرقا) والدها «بيعنخي» مرة لأخته (أي أمنرديس أخت بيعنخي وابنة تهرقا).
وعندئذ انحنوا إلى الأرض وقدموا الشكر لملك الوجه القبلي والوجه البحري «واح-أب-رع» (بسمتيك الأول) عاش أبديًّا وقالوا: ليمكث وليخلد في الأبدية! إن كل أمر لك سيمكث ويخلد. ما أجمل هذا الذي يفعله الإله لك! وما أفخر ذلك الذي يفعله لك والدك! … إنه يجب أن يذكر حضرتك، وإنه ينعم عند ذكر اسمك يا «حور» يا عظيم القلب، ملك الوجه القبلي والوجه البحري «بسمتيك الأول» عاش أبديًّا. إنه فعل ذلك أثرًا لوالده «آمون» رب السماء وحاكم الآلهة. لقد أهدى ابنته المحبوبة «نيتوكريس» صاحبة الاسم الجميل إلى «شبنوبت»؛ لتكون زوجة الإله، ولتضرب الصاجات أمام وجهه — أي آمون — الجميل.
...................................................
1- لوحة من الجرانيت الوردي يبلغ ارتفاعها 180 سنتيمترًا وعرضها 1٫43 سنتيمترًا، وجزؤها الأعلى فقد. عثر عليها الأثري «لجران» في «الكرنك» عام 1896 وهي الآن بمتحف القاهرة.
2- ابنة «تهرقا» هذه كما لاحظ الأثري «أرمان» في شرحه هي بلا نزاع «أمنرديس الثانية»، التي كانت قد أخذت نصيبها في تلك الوظيفة المقدسة، ولكن لما كانت سلفها «شبنوبت» لا تزال حية بعد فإن «أمنردس» لم تكن قد خلفتها فعلًا بوصفها «متعبدة إلهية». و«أمنرديس» هذه قد حل محلها الآن بوصف أنها ابنة عظيمة «نيتوكريس» بنت الملك «بسمتيك».
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|