المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Dixon-Ferrar Formula
24-3-2019
المتعدي
25-1-2023
الإفضاء
22-9-2016
عدم تحريف القرآن
6-1-2023
commA Realized as [a].
2024-05-08
التعايش السلمي ، والايمان باللَّه
5-10-2014


أسباب العناد ودوافعه عند الأطفال  
  
1595   05:21 مساءً   التاريخ: 6/9/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص130ــ134
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

هنالك أسباب ودوافع متعددة تجعل الطفل مولعاً بالعناد واهمها:

١ -الاهمال: يؤدي اهمال الوالدين لشؤون طفلهم إلى ان يتحول بالتدريج إلى شخص معاند وكثير الالحاح، ولهذا الاهمال - طبعاً - اسباب متباينة منها كثرة مشاكلهما ومشاغلهما، وعدم وجود الوقت الكافي للاهتمام بالأولاد فرداً فرداً بالنسبة للأسر الكثيرة الاطفال، والانشغال بمجالس اللهو عن تخصيص الوقت الكافي لرعاية الاطفال وإلى آخر القائمة من الاسباب. في بعض الاحيان يقع الطفل على الارض ويتمنى لو كانت امه حاضرة عنده لتمسح بيدها على رأسه، إلا انه لا يحظى طبعاً بمثل هذا الموقف.

٢ -الحرمان: الحرمان بكل اشكاله يخلق حالات العناد وخاصة الحرمان من حنان الامومة وهو ما يحتمل ان يؤدي في بعض الحالات ايجاد ميول عدوانية وتدميرية. تشتد حالة العناد حينما يدرك الطفل أنه قادر من خلالها على تحقيق مطاليبه، وكذا الحال في حرمان الطفل من التحرك وتقييد حريته. وهذا يعتبر بذاته صعوبة أخرى فى هذا المجال.

٣ -الاحتياجات الملحة: الاحتياجات الشديدة تدفع بالطفل الى العناد. فالطفل الذي يعاني من التعب الشديد يشعر بحاجة ملحة للاستراحة، ومن شعر بالجوع يحتاج للطعام، وتحمل الآلام الشديدة يستلزم الهدوء والسكينة. وفي مثل هذه الاوضاع يعبر الطفل - وخاصة الصغير - عن حاجته بمثل هذه الطريقة.

٤ -استبداد الوالدين: في بعض الحالات يتهرب الطفل من والديه إذا كانا يتصفان بالاستبداد وربما يكون على استعداد للمجازفة من اجل التخلص من هذا الوضع. فالطفل مجبول على عدم الخضوع ولايرتضي اطاعة الأوامر والنواهي ويرى فيها عاملاً يتعارض واستقلاله، ولذلك ينتهج اسلوب العناد للتخلص منها.

٥ -التربية السيئه: يتعلم الطفل من والديه في بعض المواقف ان المصاعب والمشاكل تحل عن طريق القوة، أضف إلى ان الطبيعة الاكتسابية عند الطفل تجعله في وضع نفسي يملي عليه اتباع هذا السلوك وذاك، والفارق الوحيد بين سلوكه وسلوكهما هو انهما يمتلكان القدرة والقوة والقابلية على الاستبداد بينما هو قاصر عن ذلك.

٦ـ الاختبار: في كثير من الحالات يعمد الطفل إلى اختبار الأب والأم ليرى هل انه قادر على مجابهتهما وتحديهما أم لا؟ فيتبع اسلوب البكاء والعناد لتحقيق مطاليبه، ويفهم من خلال ذلك امكانية فتح هذا الباب في التعامل مع الوالدين والتربويين. فان نجح ونال مراده استمر على نهجه هذا وإلا لجأ إلى اسلوب آخر.

٧ -الاخفاقات المتتالية: الطفل الذي يتعرض إلى اخفاقات متعددة ومتوالية ولا يستطيع احراز اي نجاح في حياته، يتجه تدريجيا نحو سوء السلوك وسوء الخلق. فالفشل في اللعب وفي الترفيه، وفي جلب اهتمام الوالدين، وفي منافسة الآخرين يحطم شخصيته. ومثل هذا الطفل يعجز عن اقامة علاقات سليمة مع الابوين والتربويين ولايمكنه عرض مطالييه بشكل طبيعي.

٨ -عدم استجابة الوالدين: نحن لا نطلب من الأبوين والتربويين ان يكونوا للطفل خدماً مطيعين يلبون لم كل مطاليبه؛ الا ان الواقع يستدعي اتخاذ مواقف مدروسة ازاءها.

أما إذا كنا بصدد عدم الاستجابة له بالشكل المقنع فلابد من اتباع اسلوب يجمع بين الوعد والوعيد ليشعر من بعده بالارتياح. فالبعض يتصور وجوب عدم الاستجابة لطلبات الطفل باي شكل من الاشكال لكيلا ينشأ على التملق والضعة، وهذا تصور واهم طبعاً.

٩ -الاضطرابات العصبية: تشكل الاختلالات والامراض العصبية سببا من اسباب ظهور هذه الصفة. نحن نعرف بعض الاطفال الذين يعانون من الامراض العصبية حتى ان حالات العراك والعناد لديهم تتخذ طابعاً عصبياً معقداً، وهم في صراع دائم مع كل شيء. ويتصفون يشدة الغضب وعمق الاضطراب، وتحدوهم رغبة عارمة في تحقيق مطاليبهم عن طريق البكاء والعناء.

10 -العجلة: يبرز عناد الطفل احيانا من الاستعجال وفقدان الصبر. فالطفل عجول وليس له من الصبر ما لدى الآخرين إلى ان يحقق هدفه. حينما يكون الطفل جائعاً ولايرى من امم أي استعجال في اعداد طعامه، او قد يتطلب اعداد الطعام وقتاً طويلاً، وفى مثل هذا الموقف يفقد الطفل صبره ويأخذ بالبكاء والصراخ. واذا تكرر مثل هذا الموقف يتخذ اعتراضه وعناده صورة اكثر جدية.

١١ -الاندفاع الذاتي: في بعض الحالات يندفع الطفل تلقائياً ويضغط على نفسه من اجل ان يكون طفلاً جيداً أمام والديه، فيحرص على تنفيذ اوامرهما بدقة ويكف عن الايذاء.

وهذا الضغط على الذات يؤدي بشكل طبيعي إلى التعب والملل والضجر وتتمخص عنه رغبة في العناد واثارة الصخب. قد يستطيع التزام الصمت والهدوء ليوم او يومين ولكن حينما ينفذ صبره يذيق والديه من العناد والأذى عذاباً مضاعفاً.

١٢ -اظهار القدرة على المجابهة: يبدي الطفل احياناً العناد والالحاح ليظهر بذلك قدرته على التصدي والمجابهة فالطفل حينما يطلب من ابيه او من امه شيئاً ولايعيرانه اهتماماً يلجأ إلى اسلوب البكاء، فينال منهما العقاب ولكنه لا يهدأ ويواصل البكاء والعزوف عن الطعام حتى يضطرهما في نهاية الامر للخضوع لمطاليبه. وهذه التجربة تشجعه على معاودة هذا السلوك في المرات القادمة.

١٣ -الامراض المتوالية: الطفل الذي يعاني من الامراض المتوالية بحاجة للمزيد من الرعاية والاهتمام والملاطفة. فكثرة الامراض تجعله يالف الاوجاع والآهات الى أن يتحول هذا الوضع إلى عادة متجذرة في أعماق نفسه, مثل هذا الطفل يواصل هذا السلوك حتى في حالة الصحة والسلامة فلا يطلب من والديه شيئاً الا وكان مصحوباً بالآهات والنحيب، إلى ان تصير هذه الخصلة جزءاً طبيعياً من حياته.

١٤ -الولادة الجديدة: يبدأ عناد الطفل احياناً منذ ولادة طفل جديد لاسرته لأن المولود الجديد يستحوذ على الجانب الاكبر من رعاية واهتمام الوالدين. والطفل بطبيعته عاجز عن طرح موضوع تعسف وتمييز الوالدين مما يدفعه الى التعبير عن عقده الداخلية بواسطة العناد والتمرد. اي ان الحسد والمنافسة تعد من عوامل عناد الاطفال.

ثمة عوامل أخرى لهذه الظاهرة كالشعور بالقمع الشديد للرغبات والانكسارات المتواصلة، وعدم تلبية الرغبات المشروعة، وعدم مبالاة الطفل بوالديه بسبب الجرأة التي منحوه إياها، الرغبة في التسلط و... الخ. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.