المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

مقومـــات القوة البشريـة - التركيب الاثنوغرافي
29-11-2021
حلف جحش بن رئاب
17-2-2021
أحمد بن محمد بن خالد
29-8-2016
أخلاق النبي وأطواره وآدابه
22-11-2015
تباً لهذه الأخلاق لنتجنب المنازعات والمشاجرات في المنزل
2-6-2022
Coenobia
13-11-2017


دعاؤه (عليه السلام) في يوم الأربعاء  
  
3237   02:58 مساءاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4 ، ص333-335.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

من أدعية الإمام (عليه السلام) في يوم الأربعاء هذا الدعاء :

الحمد لله الّذي مرضاته في الطّلب إليه والتماس ما لديه وسخطه في ترك الإلحاح في المسألة عليه , وسبحان الله شاهد كلّ نجوى بعلمه والمباين لكلّ ذي جسم بنفسه ولا إله إلاّ الله الّذي لا يدرك بالعيون والأبصار ولا يجهل بالعقول والألباب ولا يخلو من الضّمير ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور , والله أكبر المتجلّل عن صفات المخلوقين المطّلع على ما في قلوب الخلائق أجمعين ؛ اللهمّ إنّي أسألك سؤال من لا يملّ دعاء ربّه وأتضرّع إليك تضرّع غريق يرجو كشف كربه وأبتهل إليك ابتهال تائب من ذنوبه وخطاياه وأنت الرّؤوف الّذي ملكت الخلائق كلّهم وفطرتهم أجناسا مختلفات الألوان والأقدار على مشيّتك وقدّرت آجالهم وأرزاقهم فلم يتعاظمك خلق خلق حتّى كوّنته كما شئت فتعاليت وتجبّرت عن اتّخاذ وزير وتعزّزت من مؤامرة شريك وتنزّهت عن اتّخاذ الأبناء وتقدّست عن ملامسة النّساء فليست الأبصار بمدركة لك ولا الأوهام بواقعة عليك وليس لك شريك ولا ندّ ولا عديل ولا نظير ، أنت الفرد الواحد الدّائم الأوّل والآخر والعالم الأحد الصّمد القائم الّذي لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد لا توصف بوصف ولا تدرك بوهم ولا يغيّرك في مرّ الدّهور صرف كنت أزليّا لم تزل ولا تزال وعلمك بالأشياء في الخفاء كعلمك بها في الإجهار والإعلان فيا من ذلّت لعظمته العظماء وخضعت لعزّته الرّؤساء ومن كلّت عن بلوغ ذاته ألسن البلغاء ومن أحكم تدبير الأشياء واستعجمت عن إدراكه عبارة علوم العلماء ؛ يا سيّدي أتعذّبني بالنّار وأنت أملي أو تسلّطها عليّ بعد إقراري لك بالتّوحيد وخضوعي وخشوعي لك بالسّجود أو تلجلج لساني في الموقف وقد مهّدت لي بمنّك سبل الوصول إلى التّسبيح والتّحميد والتّمجيد فيا غاية الطّالبين وأمان الخائفين وعماد الملهوفين وغياث المستغيثين وجار المستجيرين وكاشف ضرّ المكروبين وربّ العالمين وأرحم الرّاحمين صلّ على محمّد وآل محمّد وتب عليّ وألبسني العافية وارزقني من فضلك رزقا واسعا واجعلني من التّوّابين ؛ اللهمّ إن كنت كتبتني شقيا عندك فإنّي أسألك بمعاقد العزّ من رحمتك وبالكبرياء والعظمة الّتي لا يقاومها متكبّر ولا عظيم أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تحوّلني سعيدا فإنّك تجري الأمور على إرادتك وتجير ولا يجار عليك وأنت على كلّ شيء قدير وأنت الرّؤوف الرّحيم الخبير تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنّك أنت علاّم الغيوب فالطف بي فقديما لطفت بمسرف على نفسه فامنن عليّ فقد مننت على غريق في بحور خطيئته هائما أسلمته للحتوف كثرة زلله وتطوّل عليّ يا متطوّلا على المذنبين بالصّفح والعفو فإنّك لم تزل آخذا بالفضل على الخاطئين والصّفح على العاثرين ومن وجب له باجترائه على الآثام حلول دار البوار يا عالم الخفيّات والأسرار يا جبّار يا قهّار وما ألزمتنيه مولاي من فرض الآباء والأمّهات وواجب حقوقهم مع الإخوان والأخوات فاحتمل ذلك عنّي إليهم وأدّه يا ذا الجلال والإكرام واغفر للمؤمنين والمؤمنات إنّك على كلّ شيء قدير .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.