أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2017
3555
التاريخ: 28-3-2022
4462
التاريخ: 2023-02-21
4432
التاريخ: 11-3-2022
2157
|
قال ابن شهرآشوب في المناقب : أما آدابه فقد جمعها بعض العلماء والتقطها من الاخبار .
كان النبي (صلى الله عليه وآله) أحكم الناس وأحلمهم وأشجعهم وأعدلهم وأعطفهم وأسخاهم لا يثبت عنده دينار ولا درهم لا يأخذ مما آتاه الله الا قوت عامه فقط من يسير ما يجد من التمر والشعير ويضع سائر ذلك في سبيل الله ثم يعود إلى قوت عامه فيؤثر منه حتى ربما احتاج قبل انقضاء العام ان لم يأته شئ وكان يجلس على الأرض وينام عليها ويخصف النعل ويرقع الثوب ويفتح الباب ويحلب الشاة ويعقل البعير ويطحن مع الخادم إذا أعيا ويضع طهوره بالليل بيده ولا يجلس متكئا ويخدم في مهنة أهله ويقطع اللحم ولم يتجشا قط ويقبل الهدية ولو أنها جرعة لبن ويأكلها ولا يأكل الصدقة ولا يثبت بصره في وجه أحد يغضب لربه ولا يغضب لنفسه وكان يعصب الحجر على بطنه من الجوع يأكل ما حضر ولا يرد ما وجد لا يلبس ثوبين يلبس بردا حبرة يمنية وشملة وجبة صوف والغليظ من القطن والكتان وأكثر ثيابه البياض ويلبس القميص من قبل ميامنه وكان له ثوب للجمعة خاصة وكان إذا لبس جديدا أعطى خلق ثيابه مسكينا يلبس خاتم فضة في خنصره الأيمن ويكره الريح الردية ويستاك عند الوضوء ويردف خلفه عبده أو غيره ويركب ما امكنه من فرس أو بغلة أو حمار ويركب الحمار بلا سرج وعليه العذار ويمشي راجلا ويشيع الجنائز ويعود المرضى في أقصى المدينة يجالس الفقراء ويؤاكل المساكين ويناولهم بيده و يكرم أهل الفضل في أخلاقهم ويتالف أهل الشر بالبر لهم يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على غيرهم الا بما أمر الله ولا يجفو على أحد يقبل معذرة المعتذر إليه وكان أكثر الناس تبسما ما لم ينزل عليه القرآن أو تجر عظة وربما ضحك من غير قهقهة لا يرتفع على عبيده وإمائه في مأكل ولا في ملبس ما شتم أحدا بشتمة ولا لعن امرأة ولا خادما بلعنة ولا لاموا أحدا الا قال دعوه لا يأتيه أحد حر أو عبد أو أمة الا قام معه في حاجته ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يغفر ويصفح يبدأ من لقيه بالسلام وإذا لقي مسلما بدأه بالمصافحة وكان لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر الله وكان لا يجلس إليه أحد وهو يصلي إلا خفف صلاته واقبل عليه وقال أ لك حاجة وكان يجلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك وكان أكثر ما يجلس مستقبل القبلة وكان يكرم من يدخل عليه حتى ربما بسط له ثوبه ويؤثر الداخل بالوسادة التي تحته وكان في الرضى والغضب لا يقول الا حقا وكان يأكل القثاء بالرطب والملح وكان أحب الفواكه الرطبة إليه البطيخ والعنب وأكثر طعامه الماء والتمر وكان يتمجع اللبن بالتمر ويسميهما الأطيبين وكان أحب الطعام إليه اللحم ويأكل الثريد باللحم وكان يحب القرع وكان يأكل لحم الصيد ولا يصيده وكان يأكل الخبز والسمن وكان يحب من الشاة الذراع والكتف ومن الصباغ الخل ومن التمر العجوة ومن البقول الهندبا وكان يمزح ولا يقول الا حقا .
قال ابن سعد في الطبقات : كان قبل النبوة أفضل قومه مروءة وأحسنهم خلقا وأكرمهم مخالطة وأحسنهم حوارا وأعظمهم حلما وأمانة وأصدقهم حديثا وابعدهم من الفحش والأذى وما رئي ملاحيا ولا مماريا أحدا حتى سماه قومه الأمين لما جمع الله من الأمور الصالحة فيه (اه) .
وفيه عن عائشة مجموعا من عدة أحاديث قالت ما خير رسول الله (صلى الله عليه واله) بين أمرين أحدهما أيسر من الآخر الا اختار الذي هو الأيسر وما انتقم لنفسه الا ان تنتهك حرمة الله فينتقم لله ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يضرب بها في سبيل الله ولا سئل شيئا قط فمنعه إلا أن يسال مأثما وفيه عن عبيد بن عمير بلغني ان رسول الله (صلى الله عليه واله) ما أتي في غير حد الا عفا عنه .
وعن زياد بن أبي زياد كانت خصلتان لا يكلهما رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى أحد الوضوء من الليل حين يقوم والسائل يقوم حتى يعطيه وهو معنى ما ورد في خبر آخر : ما رأيت رسول الله (صلى الله عليه واله) يكل صدقته إلى غير نفسه حتى يكون هو الذي يضعها في يد السائل ولا رأيت رسول الله (صلى الله عليه واله) وكل وضوءه إلى غير نفسه حتى يكون هو الذي يهئ وضوءه لنفسه حين يقوم من الليل.
وروي انه لم يكن خلق أبغض إليه من الكذب وفي طبقات ابن سعد ان الحسين بن علي (عليه السلام) سال أباه عن النبي (صلى الله عليه واله) فقال كان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة اجزاء جزءا لله وجزءا لأهله وجزءا لنفسه ثم جزأ جزءه بينه وبين الناس ويقول ليبلغ الشاهد الغائب وأبلغوني حاجة من لا يستطيع ابلاغي حاجته فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع ابلاغها إياه ثبت الله قدميه يوم القيامة وكان يخزن لسانه الا مما يعنيهم ويؤلفهم ولا يفرقهم أو قال ينفرهم ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويحذر الناس ويحترس منهم من غير اعراض ونحا وجهه .
وفي تاج العروس أشاح بوجهه عن الشئ نحاه وفي صفته (صلى الله عليه واله) إذا غضب اعرض وأشاح وقال ابن الأعرابي اعرض بوجهه وأشاح أي جد في الاعراض قال والمشيح الجاد وإذا نحى الرجل وجهه عن وهج اصابه أو عن أذى قيل قد أشاح بوجهه أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه ويتفقد أصحابه ويسال الناس عما فيه الناس ويحسن الحسن ويقويه ويقبح القبيح ويوهنه أفضل الناس عنده أعمهم نصيحة وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة يعطي كل واحد من جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه ان أحدا أكرم عليه منه من جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه ومن سأله حاجة لم يرده الا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس منه بسطه وخلقه فصار لهم أبا وصاروا في الحق عنده سواء مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة لا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبن فيه الحرم ولا تنثى فلتاته يوقرون فيه الكبير ويرحمون الصغير ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب وكان دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب قد ترك نفسه من ثلاث المراء والاكثار ومما لا يعنيه وترك الناس من ثلاث كان لا يذم أحدا ولا يعيره ولا يطلب عورته ولا يتكلم الا فيما رجا ثوابه إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير ولا يتنازعون عنده من تكلم عنده انصتوا له حتى يفرع يضحك مما يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون منه ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته ولا يقطع على أحد حديثه (اه) .
ومما جاء في صفته (صلى الله عليه واله) انه كان يسال عن أصحابه فإن كان أحدهم غائبا دعا له وإن كان شاهدا زاره وإن كان مريضا عاده وإذا لقيه الرجل فصافحه لم ينزع يده من يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه وإذا لقيه أحد فقام معه أو جالسه أحد لم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه وما وضع أحد فمه في أذنه الا استمر صاغيا حتى يفرغ من حديثه ويذهب .
وكان ضحوك السن أشد الناس خشية وخوفا من الله وما ضرب امرأة له ولا خادما يسبق حلمه غضبه ولا تزيده شدة الجهل عليه الا حلما أحسن الناس خلقا وأرجحهم حلما وأعظمهم عفوا أجود بالخير من الريح المرسلة أشجع الناس قلبا وأشدهم بأسا وأشدهم حياء أشد حياء من العذراء في خدرها وإذا اخذه العطاس وضع يده أو ثوبه على فيه يحب الفال الحسن ويغير الاسم القبيح بالحسن يشاور أصحابه في الأمر أكثر الناس إغضاء عن العورات إذا كره شيئا عرف في وجهه ولم يشافه أحدا بمكروه حتى إذا بلغه عن أحد ما يكره لم يقل ما بال فلان يقول أو يفعل كذا بل ما بال أقوام أوسع الناس صدرا ما دعاه أحد من أصحابه أو أهل بيته الا قال لبيك يخالط أصحابه ويحادثهم ويداعب صبيانهم ويجلسهم في حجره يجيب دعوة الحر والعبد والأمة والمسكين ولا يدعوه احمر ولا أسود من الناس إلا أجابه لم ير قط مادا رجليه بين أصحابه ولا مقدما ركبتيه بين يدي جليس له قط وقال انس خدمت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشر سنين فما رأيته قط أدنى ركبتيه من ركبة جليسه إلى أن قال وما قال لشيء صنعته لم صنعت كذا ولقد شممت العطر فما شممت ريح شئ أطيب ريحا من رسول الله (صلى الله عليه واله) يدعو أصحابه بأحب أسمائهم ويكنيهم وإذا سمع بكاء الصغير وهو يصلي خفف صلاته .
أكثر الناس شفقة على خلق الله وأرأفهم بهم وأرحمهم بهم أوصل الناس للرحم وأقومهم بالوفاء وحسن العهد يأكل على الأرض وقال آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد فإنما أنا عبد يلبس الغليظ ويحب التيامن في شانه كله في طهوره وترجله وتنعله يعود المساكين بين أصحابه
ويعلف ناضحة ويقم البيت ويجلس ويأكل مع الخادم ويحمل بضاعته من السوق لا يجمع في بطنه بين طعامين أرجح الناس عقلا وأفضلهم رأيا .
ما سئل شيئا قط فقال لا إذا أراد ان يفعل قال نعم وإذا لم يرد ان يفعل سكت وكان إذا جاء شهر رمضان اطلق كل أسير وأعطى كل سائل وكان أصبر الناس على أوزار الناس وإذا مشى أسرع ليس بالعاجز ولا الكسلان وما رئي يأكل متكئا قط .
وكثيرا ما يصلي في نعليه ويلبس القلانس اللاطئة ويلبس القلنسوة تحت العمامة وبدون عمامة ويتعمم بدون قلنسوة وكان له عمامة سوداء دخل يوم فتح مكة وهو لابسها وكان يلبسها في العيدين ويرخيها خلفه وروي انها كانت تسعة أكوار وقال بعضهم الظاهر أنها كانت نحو عشرة أذرع بذراع اليد وكانت له بردة يخطب فيها توارثها الخلفاء وادعوا انها بردته (صلى الله عليه واله) .
ومما جاء في وصفه (صلى الله عليه واله) انه كان حسن الاصغاء إلى محدثه لا يلوي عن أحد وجهه ولا يكتفي بالاستماع إلى من يحدثه بل يلتفت إليه بكل جسمه وكان قليل الكلام كثير الإنصات ميالا للجد من القول ويضحك أحيانا حتى تبدو نواجذه فإذا غضب لم يظهر من اثر غضبه الا نفرة عرق بين حاجبيه .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|