[قال الامام (عليه السلام) حين رجع إلى الكوفة] بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على محمد رسول الله (صلى الله عليه واله): اللهم هذا مقام من فلج فيه كان اولى بالفلج يوم القيامة ومن نطف فيه أو عنت فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا، نشدتكم بالله أتعلمون انهم حين رفعوا المصاحف فقلتم نجيبهم إلى كتاب الله، قلت لكم: اني أعلم بالقوم منكم، انهم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، اني صحبتهم وعرفتهم اطفالا فكانوا شر أطفال وشر رجال، امضوا على حقكم وصدقكم انما رفع القوم لكم هذه المصاحف خديعة ووهنا ومكيدة فرددتم علي رأيي وقلتم: لابل نقبل منهم فقلت لكم: اذكروا قولي لكم ومعصيتكم إياي فلما أبيتم الا الكتاب اشترطت على الحكمين ان يحييا ما أحياه القرآن، وأن يميتا ما أماته القرآن، فان حكما بحكم القرآن فليس لنا أن نخالف حكم من حكم بما في الكتاب، وان أبيا فنحن من حكمهما برآء.

فقال (عليه السلام): انا لم نحكم الرجال انما حكمنا القرآن، وهذا القرآن انما هو خط مسطور بين دفتين لا ينطق وانما يتكلم به الرجال.

قالوا له: فخبرنا عن الاجل الذى جعلته فيما بينك وبينهم؟.

قال: ليتعلم الجاهل ويتثبت العالم ولعل الله أن يصلح في هذه الهدنة هذه الامة، ادخلوا مصركم رحمكم الله ورحلوا من عند آخرهم.