أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-11-2017
3439
التاريخ: 19-4-2016
4549
التاريخ: 14-10-2015
3537
التاريخ: 13-4-2016
2981
|
انقطع إمام المتّقين وزعيم الموحّدين (عليه السلام) إلى الله تعالى انقطاعا كاملا وأناب إليه كأعظم ما تكون الإنابة وسرى حبّ الله تعالى والخشية والخوف منه في أعماق نفسه ودخائل ذاته وقد توسّل وتضرّع إليه طالبا منه العفو والتقرّب إليه وقد أثرت عنه كوكبة من الأدعية الشريفة يلمس فيها مدى إخلاصه وتذلّله أمام عظمته تعالى .
من أدعية الإمام (عليه السلام) الجليلة هذا الدعاء الشريف وهو من أجلّ أدعيته وكان يدعو به حفيده الإمام محمّد الباقر (عليه السلام) باقر علوم الأوّلين والآخرين وهذا نصّه :
اللهمّ أنت ربّي وأنا عبدك آمنت بك مخلصا لك على عهدك ووعدك ما استطعت وأتوب إليك من سوء عملي وأستغفرك للذّنوب الّتي لا يغفرها غيرك أصبح ذلّي مستجيرا بعزّتك وأصبح فقري مستجيرا بغناك وأصبح جهلي مستجيرا بحلمك وأصبحت قلّة حيلتي مستجيرة بقدرتك وأصبح خوفي مستجيرا بأمانك وأصبح دائي مستجيرا بدوائك وأصبح سقمي مستجيرا بشفائك وأصبح حيني مستجيرا بقضائك وأصبح ضعفي مستجيرا بقوّتك وأصبح ذنبي مستجيرا بمغفرتك وأصبح وجهي الفاني البالي مستجيرا بوجهك الباقي الدّائم الّذي لا يبلى ولا يفنى ...
أرأيتم كيف تضرّع الإمام (عليه السلام) أمام الخالق العظيم؟ لقد ذابت نفسه شغافا فلا يرى غير الله تعالى ملجأ وملاذا فهو يستجير به في جميع شئونه وأحواله ويستمرّ الإمام في دعائه قائلا :
يا من لا يواري منه ليل داج ولا سماء ذات أبراج ولا حجب ذات ارتاج ولا ما في قعر بحر عجّاج يا دافع السّطوات يا كاشف الكربات يا منزل البركات من فوق سبع سماوات أسألك يا فتّاح يا من بيده خزائن كلّ مفتاح أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد الطّيّبين الطّاهرين وأن تفتح لي خير الدّنيا والآخرة وأن تحجب عنّي فتنة الموكّل بي ولا تسلّطه عليّ فيهلكني ولا تكلني إلى أحد طرفة عين فيعجز عنّي ولا تحرمني الجنّة وارحمني وتوفّني مسلما وألحقني بالصّالحين واكففني بالحلال عن الحرام وبالطّيّب عن الخبيث يا أرحم الرّاحمين.
اللهمّ خلقت القلوب على إرادتك وفطرت العقول على معرفتك فتململت الأفئدة من مخافتك وصرخت القلوب بالوله إليك وتقاصر وسع قدر العقول عن الثّناء عليك وانقطعت الألفاظ عن مقدار محاسنك وكلّت الألسن عن إحصاء نعمك فإذا ولجت بطرق البحث عن نعتك بهرتها حيرة العجز عن إدراك وصفك فهي تتردّد في التّقصير عن مجاوزة ما حدّدت لها ؛ إذ ليس لها أن تتجاوز ما أمرتها فهي بالاقتدار على ما مكّنتها تحمدك بما أنهيت إليها والألسن منبسطة بما تملي عليها ولك على كلّ من استعبدت من خلقك ألاّ يملّوا من حمدك وإن قصرت المحامد عن شكرك بما أسديت إليها من نعمك فحمدك بمبلغ طاقة جهدهم الحامدون واعتصم برجاء عفوك المقصّرون وأوجس بالرّبوبيّة لك الخائفون وقصد بالرّغبة إليك الطّالبون وانتسب إلى فضلك المحسنون وكلّ يتفيّأ في ظلال تأميل عفوك ويتضاءل بالذّلّ لخوفك ويعترف بالتّقصير في شكرك فلم يمنعك صدوف من صدف عن طاعتك ولا عكوف من عكف على معصيتك أن أسبغت عليهم النّعم وأجزلت لهم القسم وصرفت عنهم النّقم وخوّفتهم عواقب النّدم وضاعفت لمن أحسن وأوجبت على المحسن شكر توفيقك للإحسان وعلى المسيء شكر تعطّفك بالامتنان ووعدت محسنهم الزّيادة في الإحسان منك فسبحانك تثيب على ما بدؤه منك وانتسابه إليك والقوّة عليه بك والإحسان فيه منك والتّوكّل في التّوفيق له عليك فلك الحمد حمد من علم أنّ الحمد لك وأنّ بدءه منك ومعاده إليك حمدا لا يقصر عن بلوغ الرّضى منك حمد من قصدك بحمده واستحقّ المزيد له منك في نعمه ؛ اللهمّ ولك مؤيّدات من عونك ورحمة تحصّن بها من أحببت من خلقك فصلّ على محمّد وآله واخصصنا من رحمتك ومؤيّدات لطفك أوجبها للإقالات وأعصمها من الإضاعات وأنجاها من الهلكات وأرشدها إلى الهدايات وأوقاها من الآفات وأوفرها من الحسنات وآثرها في البركات وأزيدها في القسم وأسبغها للنّعم وأسترها للعيوب وأسرّها للغيوب وأغفرها للذّنوب إنّك قريب مجيب ؛ وصلّ على خيرتك من خلقك وصفوتك من بريّتك وأمينك على وحيك بأفضل الصّلوات وبارك عليهم بأفضل البركات بما بلّغ عنك من الرّسالات وصدع بأمرك ودعا إليك وأفصح بالدّلائل عليك بالحقّ المبين حتّى أتاه اليقين وصلّى الله عليه في الأوّلين وصلّى عليه في الآخرين وعلى آله وأهل بيته الطّاهرين واخلفه فيهم بأحسن ما خلّفت به أحدا من المرسلين يا أرحم الرّاحمين.
اللهم ولك إرادات لا تعارض دون بلوغها الغايات قد انقطع معارضتها بعجز الاستطاعات عن الرّدّ لها دون النّهايات فأيّة إرادة جعلتها إرادة لعفوك وسببا لنيل فضلك واستنزالا لخيرك فصلّ على محمّد وأهل بيت محمّد وصلها اللهمّ بدوام وأيّدها بتمام إنّك واسع الحباء كريم العطاء مجيب النّداء سميع الدّعاء .
انتهى هذا الدعاء الشريف الذي أبدى فيه الإمام تمام التذلّل والخضوع لله تعالى والذي أخلص له في عبادته وطاعته كأعظم ما يكون الإخلاص .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|