المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

ازهار الموز
2023-08-14
الهدف من التساؤل عند الأطفال
3-1-2023
الحديث النبوي
3-6-2021
قدرة الله واختراعات العصر الحديث
8-10-2014
Cullen Number
21-9-2020
Gravitational field of large objects
2024-02-14


التعاون والاستفادة من كل الطاقات  
  
2075   11:26 صباحاً   التاريخ: 15-4-2016
المؤلف : السيد علي عاشور
الكتاب أو المصدر : آداب وقوانين الجسم الطبّي والنصائح عند أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص31-33
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /

قال تعالى:{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}[الأنفال: 46]،وقال عزّ من قائل:{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[المائدة: 2] .

ركّز الإسلام على وحدة المسلمين وتعاونهم فيما بينهم، وحثّهم على فعل البرّ وسبيل الخير من أجل سعادة أفضل، وكان هذا أسلوب كل الأنبياء (عليهم السلام) والأديان السماوية السابقة.

وأيّ عملٍ فردي مهما كان متقناً ومدروساً، يبقى مفتقداً يد الجماعة وبركاتها، فالعقل والفكر والخبرة إذا كانت من شخصٍ واحد أنتجت عملاً مفيداً، ولكنّها إذا كانت من أشخاص، فإنها تنتج مشروعاً كبيراً لمكان تعدّد عقولهم وتجاربهم وأفكارهم، إضافة الى عدم احتمال التنافس أو التقاتل على نفس المشروع أو بعض خصوصياته.

ومن العمل الجماعي العمل الذي يُبتنى على التشاور، فيستطيع صاحب المشروع الفردي أن يستشير أصحاب الخبرة والعلم في كلّ فنّ، لكي يستطيع أن يدرك أفضل تفكير وعمل ممكن من خلال الاستعانة بخبرات وقدرات أقرانه.

ومهما كان الطبيب حاذقاً ومبدعاً في عمله فانه لن يستغني عن زملائه الآخرين، وكذلك الأمر بالنسبة للممرض فانه يبقى بحاجة الى زملائه الأكثر خبرة والأقدم عملاً والأعلم منه في مجال الطب، وليس في ذلك منقصة لأحد بل هو إبداع وتطوير وتعلم واكتساب خبرة وحذاقة، وهذا ديدن العلماء والمفكرين، بل كانوا يسافرون من بلد الى بلد لاكتساب بعض التفاصيل الصغيرة التي تقوي علمهم أو تحل عقدهم العلمية.

وللأسف أن الدول الغربية تمتاز عنا في هذا الأمر ليس فقط في مجال الجسم الطبي بل كافة الأجسام الاجتماعية وخاصة الإنسانية منها.

ثم بيّن سبحانه أن التعاون لابد ان يكون على البرّ والتقوى والخير، وليدعوا التعاون على الاثم والفتن بين الناس، لما فيه من تضعيف القدرات لدى الجميع، بل فيه ذهاب الريح أيّ القوّة المعنوية في المجتمع والتي منها تنتج كلّ أعمال البرّ والتقوى.

وأشارت الآية الى أمر مهم وهو أن خطأ بعض الأشخاص أو اختلافه مع الآخرين لا يمنع من التعاون على البرّ والخير لبناء المجتمع.

أما خطأ البعض فسواء كان نتيجة لعدم خبرته أو لتقصيره في مقدّمات العمل أو لأيّ سببٍ آخر، فانّ ذلك لا يضرّ ولا يلغي أن يستفاد من هذا الشخص في سبيل الخير، وخاصة في المجال الطبي.

وكذلك لا يضرّ أن يستفاد من الأشخاص الذين لا يلتزمون بالأحكام الشرعيّة أو يقصّرون في بعضها، حتى تارك الصلاة ونحوها، إمّا لتشجيعه على الطاعة وأعمال البرّ والمعروف، وإمّا لعدم جواز منع صانع المعروف.

بل منطوق الآية أنه يمكن التعاون على البرّ والتقوى مع الكفّار الذين صدّوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن المسجد الحرام، ولعلّه في هذه الأزمة الأمر واضح، فانّ كثيراً من المؤسّسات الانسانيّة في العالم من غير المسلمين يجري معها التعاون من أجل أعمال البرّ كالفلكيّين وعلماء الذرة والطاقة، وكالأطباء ومعاهد العلاج الطبّي والمختبرات.

بل في كثير من هذه العلوم أصبح التعاون واجباً شرعيّاً واجتماعياً لما فيه مصلحة عامة للمسلمين وغيرهم، وهو يدفع الضرر المحقّق.

وممّا يؤيّد ما قلناه قوله تعالى:{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[الممتحنة: 8، 9].

فلم ينهانا الله تعالى عن الإحسان والتلطف والبرّ الى أي شريحة من الناس في المجالات الاجتماعية والإنسانية لتقوية هذه المجالات وحلّ عقدها الكثيرة، بل حثنا على التعامل معها والتطوير والتكامل لنصل الى أفضل حياة مبنية على البر والتقوى.

ويتأكد هذا الأمر في الجسم الطبي الذي يحتاج الى تطوير مستمر وتعاون من جميع المفكرين والمبدعين، مضافاً الى الأمراض التي تكثر ويتعقد علاجها أو تتحول الى معضلات يصعب على الأطباء حلها.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.